يوم
الاستقلال الفلسطيني هو ذكرى إعلان الاستقلال الفلسطيني وإعلان قيام دولة فلسطين بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988 في العاصمة الجزائرية الجزائر، حيث ألقى خطاب إعلان الدولة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
يتم الاحتفال بذكرى إعلان الدولة الفلسطينية أو يوم الاستقلال الفلسطيني يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، حيث يحيي الفلسطينيون ذكرى إعلان الاستقلال، وهو يوم عطلة رسمية في فلسطين.
نتج عن إعلان الاستقلال الفلسطيني اعتراف 132 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، وهي بصفة دولة مراقبة (عضو مراقب).
ولكن أين نحن اليوم من هذا الإعلان يا سادة يا كرام؟
نحن نحتفل بيوم الاستقلال الفلسطيني في ظل الانقسام السياسي الذي نحمل مسؤوليته لطرفي الانقسام، وفي ظل حكومتين إحداهما في قطاع غزة والأخرى في الضفة الغربية، والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، إضافة لاستمرار العقوبات التي فرضها الرئيس محمود عباس على القطاع. ولا يخفى الوضع الاقتصادي والصحي والاجتماعي الكارثي في قطاع غزة، والبطالة التي تتعدى المئة ألف خريج على مدار ثلاثة عشر عاما من الانقسام.
ولا ننسى الضفة الغربية والتنسيق الأمني وما يترتب عليه، والذي يعتبر المهمة الأولى للسلطة هناك.
أين نحن من إعلان الاستقلال في ظل ضم أراضي الضفة الغربية وإعلان خريطة أمر واقع لفلسطين، وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني من خلال صفقة القرن، وإعطاء الضوء الأخضر الدولي وتقديم الدعم اللازم للكيان الصهيوني لشرعنة الضم والاستيطان.
يبقى أمامنا من وثيقة الاستقلال اعتراف الدول بفلسطين، وأولها الدول العربية التي باتت الآن مطبعة مع الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وثقافيا وسياحيا ودينيا، ولم تكتف بهذا القدر بل تعلن التطبيع وتحلله وتدعو الدول للتطبيع بكل وقاحة، بل وأكثر من ذلك يأتوننا بوفود مطبعين وزائرين للمسجد الأقصى تحت حماية الكيان الصهيوني.
وفي ظل ما سبق من انقسام وتطبيع وصفقة قرن وخريطة فلسطين المزيفة التي تحتوي على كنتونات متفرقة، ماذا تبقى لنا من وثيقة إعلان الاستقلال؟
وأمام جميع ما سبق، فقد تداولت أوساط يمينية إسرائيلية مشروعا ما زال في بداياته الأولى بعنوان "الإمارات الفلسطينية المتحدة"، يهدف لطي صفحة السلطة الفلسطينية، والتعامل مع مدن الضفة الغربية، كل على حدة، في صورة مشوهة لمشاريع روابط القرى والحكم الذاتي..
ختاما نقول إن فلسطين من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس الشريف هي للشعب الفلسطيني، ولن نتنازل عن خريطة فلسطين الحقيقية، وعن حقنا في العودة فهذا حلم كل فلسطيني مهما طال الزمان.
وهذا يجمعنا على كلمة سواء، فلن تتحرر الأوطان إلا بالمقاومة. وقد أثبت مسار المفاوضات فشله بعد 26 عاما ومن يراهن على هذا المسار فهو الخاسر الأكبر.
كان أملنا أن نحتفل حقيقة بيوم الاستقلال وأرضنا محررة من الكيان الصهيوني الغاصب وعاصمتنا القدس الشريف، يرفرف علم فلسطين على قبة مسجدها، وأسرانا محررون، ولاجئونا عائدون، وللنشيد الوطني واقفون.
ولكن هيهات فالواقع أكثر ألما وخطرا على القضية الفلسطينية، فسنكون شعبا مغيبا إذا طبلنا في يوم إعلان الاستقلال في ظل المتغيرات السابقة من الانقسام السياسي والضم الزاحف والاستيطان وصفقة القرن، مرورا بالتطبيع.