هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا، قالت فيه إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستصنف جماعة الحوثي في اليمن منظمة إرهابية، في إطار المواجهة مع إيران التي تعد حليفا للجماعة.
ويخشى المراقبون من تأثير الخطة التي ستعلن عنها الإدارة قبل مغادرتها البيت الأبيض على توفير المساعدات الإنسانية لمنكوبي الحرب الأهلية، وتقوض الجهود السلمية التي ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة التي تدعمها السعودية والجماعة الحوثية التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
وحاولت جماعات الإغاثة الإنسانية إقناع الإدارة بعدم التحرك ضد الحوثيين، لكن القرار القريب سيعطي وزير الخارجية مايك بومبيو انتصارا جديدا في جهوده ضد إيران، وفي وقت يزور فيه السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
وحاول مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيثس، في الأسابيع الماضية، الضغط على الولايات المتحدة للتراجع، وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش التدخل، وفي الشهر الماضي حث غويتريش مسؤولة بعثة الولايات المتحدة في نيويورك، كيلي غرافت، على إعادة التفكير بتصنيف الجماعة الحوثية كإرهابية.
وضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة كي تتراجع عن الخطة، لكن الجهود فشلت، وبدأت الأمم المتحدة بالتحضير للقرار الأمريكي المرتقب.
ويعارض المسؤولون في البنتاغون والخبراء في وزارة الخارجية، على ما يبدو، التحرك. ويخطط تحالف دولي من الجماعات الخيرية لبيان مشترك؛ تحسبا لتصنيف الحركة الحوثية، وسيقارنون فيه الأثر الذي سيتركه القرار المرتقب بقرار شبيه، حين صنفت واشنطن حركة الشباب الصومالية كإرهابية عام 2008 حيث ترك أثره على جهود مكافحة المجاعة.
ويخشى الديمقراطيون في مجلس الشيوخ، الذين يريدون محاسبة السعودية على دورها في الحرب، من أن يؤدي التحرك لتقويض جهود السلام في البلد الذي مزقته الحرب. وقال السناتور الديمقراطي وعضو لجنة الشؤون الخارجية، كريس ميرفي، إن التنصيف سيكون "محاولة واضحة من إدارة ترامب لشل مفاوضات السلام في المستقبل".
اقرأ أيضا: تجدد القتال في أبين جنوب اليمن والقوات الحكومية تتقدم
وأضاف أن الحوثيين وحلفاءهم فرضت عليهم عقوبات أمريكية، والأثر العملي للتصنيف هو تعقيد المفاوضات مع قادة الحوثيين وعملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تعيش غالبية اليمنيين".
وأضاف ميرفي: "لا شك أن الحوثيين قادوا حملة عسكرية قاسية، أدت لتجويع وقتل المدنيين، ولكن إن كانت الحكومة الأمريكية تريد تصنيف لاعبين دوليين أضروا عن قصد بالمدنيين اليمنيين، فيجب أن يكون التحالف الذي تقوده السعودية على رأس القائمة".
وترى المجلة أن التحرك ضد الجماعة اليمنية هو جزء من تصعيد البيت الأبيض وبومبيو؛ للضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، وفي الأيام الأخيرة لها في الحكم. وهي جهود قد تعقد جهود الرئيس المقبل بايدن لإعادة لفتح الملف النووي مع إيران، الذي تخلت عنه إدارة ترامب قبل عامين.
وتعمل إدارة ترامب بالتنسيق مع إسرائيل وعدد من دول الخليج من أجل فرض سلسلة من العقوبات على إيران ومن تدعمهم، قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، حسبما ما أورد موقع "أكسيوس".
وهناك آخرون يرون أن التصنيف جاء نتيجة مطالب مباشرة من السعودية والإمارات العربية المتحدة، الدولتين الخليجيتين اللتين تقودان التحالف الذي تدخل ضد الحوثيين".
وقال مسؤولون إن إدارة ترامب قد تصنف قيادة الحركة "كإرهابيين دوليين مصنفين بطريقة خاصة"، وليس كامل حركتهم كمنظمة إرهابية أجنبية.
ومن ناحية خيارات السياسة، فتصنيف الحركة كجماعة إرهابية سيكون أكثر تشددا؛ لأنه لن يشمل أفراد الحركة فقط، بل ومن يقدم الدعم لها، ما يعني تجريم الجماعات الإنسانية التي تحاول مساعدة المدنيين في مناطق الحوثيين.
وسيطر الحوثيون على السلطة في اليمن عام 2015، وأدت إطاحتهم بحكومة عبد ربه منصور هادي إلى التدخل الذي قادته السعودية. وأكد بايدن خلال حملته الرئاسية على أنه سيبتع نهجا دبلوماسيا لوقف الحرب في اليمن.
وفي بيان بمناسبة عامين على مقتل الصحفي جمال خاشقجي، تعهد بايدن بإعادة النظر في العلاقات الأمريكية- السعودية، ووقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن.
وكان دعم السعودية والإمارات من أعمدة إدارة ترامب في محاولتها لاحتواء إيران. لكن جهوده تعرقلت بمعارضة الكونغرس، الذي جمع تحالفا من الديمقراطيين والجمهوريين الذين عارضوا دعم الحرب في اليمن وبتقدم بسيط.
وظلت سياسة ترامب في اليمن قائمة على فكرة "أقصى ضغط"، دون التفكير بأثرها على استقرار اليمن.
وأشارت المجلة للتوتر داخل الخارجية ووكالة المساعدة الدولية من قرار تصنيف الحركة الحوثية الذي يعارضه الدبلوماسيون من أصحاب الخبرة والخبراء. وقال خبير إنساني في اليمن: "ما هو مأساوي أن ما يهم هو الرسالة السياسية لترامب، لكنه بالنسبة للشعب اليمني مسألة حياة أو موت".