صحافة إسرائيلية

"هآرتس": عودة السلطة للتنسيق الأمني "اعتراف بالفشل"

عناصر من السلطة الفلسطينية وضباط من جيش الاحتلال خلال أحد لقاءات التنسيق الأمني بالضفة- أرشيفية
عناصر من السلطة الفلسطينية وضباط من جيش الاحتلال خلال أحد لقاءات التنسيق الأمني بالضفة- أرشيفية

أكدت صحيفة عبرية، أن إعلان السلطة الفلسطينية عودة العلاقات والتنسيق "كما كان" مع الاحتلال الإسرائيلي، هو "اعتراف بفشل أداء قيادة السلطة والحكومة الفلسطينية".

جهود عباس

وذكرت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للصحفي جاكي خوري، أن "إعلان السلطة استئناف التنسيق مع إسرائيل، يشكل اعترافا بفشل السياسة الفلسطينية، وهو رسالة أيضا للجمهور الفلسطيني والمجتمع الدولي، أن قيادة السلطة تتصرف بدون استراتيجية واضحة ومبلورة".

وأشارت إلى أن "الجمهور الفلسطيني غير مبال بالبيان الذي نشره حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية في السلطة وأحد المقربين جدا من محمود عباس، حيث حاول الشيخ وصف هذه الخطوة على أنها انتصار فلسطيني، بعد جهود كبيرة لعباس أمام جهات دولية، وذكر أن السلطة حصلت من تل أبيب على وثيقة التزمت فيها بتنفيذ جميع الاتفاقات معها، ولكن من المشكوك فيه أن يكون هذا التفسير قد جعل أحدا ما يتوقف من أجل التصفيق له".

ونوهت الصحيفة، إلى أنهم "في المستوى السياسي في رام الله، كانوا ينتظرون هذه الخطوة التي تأتي على خلفية الأزمة السياسية والاقتصادية التي تحيط بالسلطة، بعد رفض السلطة تسلم أموال المقاصة، وإعلان عباس وقف التنسيق مع إسرائيل والإدارة الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: عودة السلطة للتنسيق الأمني تشعل تويتر.. "طعنة بالظهر"

 

وأضافت: "مع وقف المساعدات الأمريكية للسلطة وفي ظل غياب استرجاع أموال الضريبة، لم يبق لرام الله مصادر تمويل كثيرة، وتفاقمت الأزمة لدى السلطة مع تفشي كورونا".

وأوضحت أن "تصريحات عباس، ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية وشخصيات رفيعة في السلطة؛ بأنهم لا ينوون التراجع عن مواقفهم إزاء سلوك إسرائيل، لم يتم دعمها بأي عملية سياسية-اقتصادية بالتعاون مع المجتمع الدولي أو الدول العربية".

أدوات معروفة

وقالت: "العالم كان منشغلا أكثر بكورونا، ومعظم الدول كانت مشغولة بأزمتها الداخلية، في حين أن الدول العربية الغنية مثل الإمارات والبحرين أعلنت عن التطبيع مع تل أبيب،  وبدعم أو على الأقل بغض طرف سعودي ومباركة مصرية، في حين، أن محاولة الفلسطينيين استصدار بيان إدانة من الجامعة العربية للتطبيع فشلت، وهكذا بقوا وحدهم".

وفي ظل هذا الوضع، "توجه عباس والقيادة الفلسطينية نحو الداخل، وفي الأسابيع الأخيرة بذلت جهود للدفع قدما بمصالحة فلسطينية داخلية؛ وتم فتح خطوط اتصال مباشرة، وشخصيات رفيعة من فتح ومن حماس التقوا في إسطنبول وبيروت والدوحة، وقبل أيام تم إرسال وفد من رام الله برئاسة جبريل الرجوب إلى القاهرة لمواصلة المحادثات مع كبار قادة حماس وعلى رأسهم صالح العاروري، وطرح على الطاولة التوصل لتفاهمات لإجراء انتخابات للرئاسة والبرلمان".

وفي ظل عدم نضوج المصالحة الفلسطينية بسرعة، رأت "هآرتس"، أن "كل ما بقي للسلطة هو البحث عن سلم يمكن من خلاله العودة إلى مسار إدارة النزاع أمام إسرائيل بالأدوات المعروفة، وهي التنسيق وتحويل الأموال وانتظار عملية سياسية معينة، مثلما يحدث منذ 25 سنة".

ونبهت إلى أن "السلطة طلبت من إسرائيل وثيقة نوايا موقعة وحصلوا عليها من منسق أعمال الحكومة في المناطق، كميل أبو ركن، وحرصوا على أن يتم الحصول على هذه الوثيقة في الـ17 من الشهر الحالي، بعد يومين فقط على احتفال الفلسطينيين بيوم الاستقلال الفلسطيني، الذي أعلن عنه الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر عام 1988، وعشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو لإسرائيل، التي خلالها سيزور مستوطنة بساغوت".

التعليقات (0)