هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنه لا يمكن حل الأزمة الليبية بالخيارات العسكرية، داعيا بالوقت ذاته إلى إنهاء الدعم المسلح الممنوح للواء المتقاعد خليفة حفتر.
جاء ذلك في المؤتمر الدولي حول ليبيا، والذي نظمه مركز الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التركي "سيتا"، وتابعته "عربي21"، وشارك فيه وزير الدفاع التركي، ونظيره الليبي صلاح الدين النمروش.
وأضاف أكار، أنه لضمان السلام والاستقرار في ليبيا، من الضروري قطع كافة المساعدات الخارجية المقدمة لحفتر في أقرب وقت ممكن.
وأشار إلى أن قوات حفتر والمرتزقة الأجانب يشكلون تهديدا كبيرا للأمن والاستقرار والجهود الدبلوماسية.
وأكد في تقييمه بشأن العلاقات مع طرابلس، بأن لتركيا وليبيا روابط تاريخية وثقافية مشتركة منذ 500 عام.
وتابع: "هدفنا الأساس إقامة ليبيا مستقلة ذات سيادة يحكمها الليبيون، تحتضن كافة مواطنيها دون الإخلال بوحدة أراضيها والوحدة الوطنية"، مشددا على أن بلاده تدعم حكومة الوفاق الوطني الشرعية المعترف بها من الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: أقطاي يقارن بين تدخل السعودية باليمن وأدوار تركيا بالمنطقة
ونوه إلى أنه بعد أن كثفت قوات حفتر هجماتها على طرابلس عام 2019 لتلقي الدعم، أرسلت رسائل إلى خمس دول، وهي الولايات المتحدة، وإيطاليا والجزائر وتركيا وحلف شمال الأطلسي، وكانت تركيا هي الدولة الوحيدة التي استجابت بشكل إيجابي.
وأضاف: "بناء على هذه الدعوة والاتفاق الثنائي، نقدم التدريب والدعم الاستشاري لقوات الحكومة الشرعية في ليبيا"، مؤكدا أن بلاده مصممة على الوقوف إلى جانب الشعب الليبي وحكومة الوفاق في إنشاء دولة يعمها الاستقرار والسلام والرخاء.
وشدد على أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا من خلال تبني استراتيجية متعددة الأبعاد لقطاع أمني شامل وإدارة فاعلة، وإصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية كافية.
وتابع بأن جهود تركيا لوقف إطلاق النار في كانون الثاني/ يناير الماضي بإسطنبول وموسكو، مهدت الطريق أمام مؤتمر برلين ودفعت العملية السياسية التي تقوم بها الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه وبدعم من تركيا، أبدت حكومة الوفاق حسن نيتها وأقرت بنتائج مؤتمر برلين وجهود السلام الأخرى، بينما تنصل حفتر مرارا من الجلوس في طاولة الحوار.
وأضاف أن حملة حفتر العدوانية كانت لها عواقب مدمرة على ليبيا، فقد قامت قواته بدعم من المرتزقة بقصف المستشفيات والموانئ والمطارات والمدارس والسفارات والمناطق السكنية ومستودعات الإمدادت الطبية بشكل عشوائي.
وذكر أن قوات حفتر قطعت إمدادات المياه والكهرباء عن طرابلس، بالوقت الذي كان فيه المدنيون بحاجة لتلقي العلاج الطبي بسبب كورونا.
وتابع، بأنه في نهاية أذار/ مارس الماضي، اضطرت حكومة الوفاق لإطلاق عملية عسكرية مضادة، وعندما بدأت قوات حفتر بالانسحاب من محيط العاصمة تركوا وراءهم ألغاما ومتفجرات، وقد قامت الوحدات التركية بإزالتها، جزء منها كان مُخبّأ داخل ألعاب الأطفال.
وأشار أكار، إلى أنه تم العثور على العديد من المقابر الجماعية في المناطق التي تم تطهيرها من قوات حفتر، كما تم العثور على رفات مئات الأشخاص، مضيفا، أن "بعض الأطراف تزعم أنها تدعم الحل السياسي، لكنها للأسف زودت حفتر بالأسلحة والمعدات العسكرية".
اقرأ أيضا: لماذا أخفق "ملتقى تونس" في حسم حكومة ورئاسة ليبيا؟
وشدد على أن الدعم الخارجي المقدم لحفتر، كان أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في ليبيا.
وأضاف: "نتفق جميعا، بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية، وفي اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، بدأت المفاوضات من أجل وقف دائم ومستدام لإطلاق النار لتهيئة بيئة مناسبة للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وقد وقع وفدان ليبيان في محادثات 23 تشرين الأول/ أكتوبر على اتفاق لوقف إطلاق النار في جنيف".
وأشار الوزير التركي، إلى منتدى الحوار السياسي الليبي، الذي اجتمع مؤخرا في تونس برعاية الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا ورسم خارطة طريق للمستقبل، مضيفا في هذا السياق: "في حين تمت مناقشة بعض البنود الهامة في جدول الأعمال، مثل خارطة الطريق، فإننا نتفهم أن المنتدى لا يزال بحاجة إلى وقت لتعيين مجلس رئاسي ورئيس وزراء ونأمل أن يسفر هذا الزخم في إطار آليات الحوار عن نتائج ملموسة تمهد الطريق لحل دائم قابل للتطبيق".
وأكد أن بلاده ستواصل دعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، من خلال تشجيع الأطراف السياسية الرئيسية على بذل المزيد من الجهد من أجل حكومة موحدة.