هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة تركية، بأن تحركات أنقرة في المنطقة ليس لها أي علاقة ببعد "أيديولوجي" أو "عثمانية جديدة" كما يطلق البعض، وأنها تأتي في إطار التطورات الجيوسياسية.
وقالت صحيفة "صباح" في مقال لرئيس مركز "سيتا" للدراسات برهان الدين دوران، وترجمته "عربي21"، إن مشاركة أنقرة المتفاعلة في الأزمات العالمية الحالية، باتت موضع تساؤل لدى البعض ما بين أطروحتين: "التوسع المفرط" و"الدافع الأيديولوجي"، فالأول يتعلق بقدرات تركيا، والآخر بنواياها.
وأضاف الخبير التركي، أن أطروحة "التوسع المفرط" تؤكد على أن أنقرة التي تلعب دورا فعالا في سوريا وليبيا والعراق وشرق المتوسط وقره باغ وصلت إلى الحد الأقصى في إمكانياتها وقدراتها.
وأشار إلى أن أصحاب هذا الطرح، لا يرون التنوع في الملفات التي تشارك فيها تركيا على الساحة الدولية.
ولفت إلى أن الوضع المتعلق بسوريا والعراق وشرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا، ضروري لصالح الأمن القومي التركي، فأنقرة ليست حاضرة بهذه المناطق بنهج "التوسع المفرط"، بل تأخذ مكانها في تطورات الأحداث.
اقرأ أيضا: مثلث استراتيجي لتركيا بهذه المناطق.. هل تصطدم مع أمريكا؟
وأضاف أن أنقرة لا تدعي حل الأزمات لوحدها، بل هي تتعاون وتتنافس فيها مع الجهات الفاعلة الرئيسية، وتحافظ على وجودها العسكري بأقل تكلفة، مما يجعلها في حالة جيدة لدعم حركة صناعات الدفاع.
وأوضح أنه في ظل فترات التحول الجيوسياسي في العالم، تضع تركيا بصماتها في كافة المجالات على صعيد الاقتصاد والسياسة الخارجية والأمن.
ولفت إلى أن تحركات أنقرة تستند على ملء الفجوات، والأخذ بزمام المبادرة عند الضرورة، وتظهر قدرتها على البرغماتية والمرونة، وبهذه الطريق يتم فتح صفحات جديدة في العلاقات في أوقات الإنكماش والضغط.
أما الأطروحة الثانية، فأوضح دوران، أن الحديث عن دوافع أيديولوجية في السياسة الخارجية التركية، لا تعد سوى حملة أيديولوجية من البعض وغير حقيقية.
وشدد على أن السياسة الخارجية لأنقرة لا تستند إلى الأوهام الأيديولوجية، بل على الواقعية الجيوسياسية التي تظهر معطياتها بناء على تطورات الأوضاع المحيطة، والفجوات الحاصلة في بعض المناطق.
ولفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قرأ المشهد جيدا والثمن الحقيقي للقيم والصداقات والمصالح بالعلاقات، في ظل الانقلاب على الثورات العربية والحرب الأهلية السورية، والصراع بين إيران والسعودية وصولا لضم القدس المحتلة.
اقرأ أيضا: أنقرة: لا ننتهج سياسة "إخوانية" أو "عثمانية جديدة"
وتابع بأن "لاعبين مثل اليونان والإمارات وفرنسا وإسرائيل، والذين يصفون حملات أردوغان بأنها "عثمانية جديدة" و"عنصرية تركية" أو "إسلامية" في الحقيقة يعتقدون أن أنقرة فقدت من مكانتها في التوازنات الجيوسياسية التي تتدخل فيها".
وأشار إلى أنه "ينضم إلى هذه الحملة من يريدون (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، عودة تركيا إلى "الحليف الرائع" كما في السابق، أي إلى "موقفها الأليف أو العاقل" من وجهة نظرهم".
وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في اجتماع "الناتو" الأخير، والتي طالب فيها تركيا "بالعودة إلى سلوك مبني على التحالف"، أكد الكاتب التركي أنه تصرف ينقض التحالف.
وأضاف أن تركيا تركت وحدها تواجه الحرب الأهلية السورية، والعراقية وقضية اللاجئين والجماعات الإرهابية، دون أن تدفع أوروبا بأي مساهمة حقيقية، كما أن الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، والمطلوب من أنقرة الصمت وعدم إصدار أي صوت.
وأكد أن النهج الهجومي الذي تقوده فرنسا الآن ضد تركيا، يؤثر أيضا على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي باتت تصف تركيا بأنها "حليف يثير المشاكل".
ولفت إلى أن بايدن سيعمل على تعزيز "التحالف عبر المحيط الأطلسي" مع دول الاتحاد الأوروبي التي تسعى لتحريضه ضد تركيا لتطويعها.
وشدد على أنه على الولايات المتحدة التي تسعى لتفعيل دورها القيادي في العالم، أن تدرك الوجود الفعال لتركيا في ملفات عدة في تقييماتها الاستراتيجية، وقد تقع بخطأ كبير إذا لم يكن ذلك في حساباتها، والمطلوب أيضا من التحالف الغربي فتح صفحة جديدة في علاقاته مع أنقرة تكون مبنية على المصالح المشتركة.