هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لا تسعى للتصعيد في شرق البحر الأبيض المتوسط، مطالبا دول الاتحاد الأوروبي بالتخلص من "العمى الاستراتيجي" وعدم التصرف حسب أهواء اليونان وقبرص اليونانية.
جاء ذلك في رسالة مصورة أرسلها الرئيس التركي لورشة عمل ينظمها المجلس الدولي للجامعات وجامعة "أكدينيز" التركية، حول شرق البحر الأبيض المتوسط، نشرتها صحيفة "صباح" وترجمتها "عربي21".
وقال أردوغان، إن منطقة شرق المتوسط باتت محل اهتمام أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، لاسيما في موضوع الطاقة، وتشير بعض الدراسات إلى أن كمية الغاز الطبيعي في المنطقة تتراوح ما بين 3.5 و10 تريليونات متر مكعب، فيما تقدر احتياطات النفط بما بين 1.5 و3.5 مليار برميل.
وأضاف أنه لا يمكن لأي بلد في المنطقة بغض النظر عن قوتها الاقتصادية أو مركزها تجاهل هذه الموارد، لاسيما تركيا التي تمتلك أطول ساحل على البحر المتوسط.
وتابع: "نحن نتابع التطورات عن كثب لضمان مصالحنا الخاصة وحماية حقوق إخواننا في جمهورية شمال قبرص التركية".
وأكد أن بلاده لن تقبل الخطط والخرائط التي تهدف لحبس بلاده في سواحل أنطاليا، وقال: "أعربنا لمحاورينا أننا لن نستسلم للتهديدات والابتزاز، ولن نسمح بالتوسع الإمبريالي".
اقرأ أيضا: المجلس الأوروبي: نلعب "القط والفأر" مع تركيا.. ويهدد بعقوبات
وشدد على أن بلاده لا تسعى لاغتصاب حقوق أي شخص أو خرق القوانين الدولية، "بل إننا نقف في وجه عقليات القرصنة التي تحاول سلبنا حقوقنا، والأشهر القليلة الماضية، أظهرنا فيه عزم تركيا بهذا الشأن".
ونوه إلى أن بلاده ليست مع التوترات في شرق المتوسط، وأنها تؤمن بالسلام والتعاون والإنصاف وإقامة العدل، مؤكدا أن ذلك يمكن أن يتحقق من خلال التفاوض على أساس الاحترام المتبادل.
وتابع: "نحن نعتقد أنه يمكننا حل الخلافات في البحر الأبيض المتوسط ليس بإقصاء بعضنا البعض، بل من خلال الجمع بين جميع الجهات الفاعلة بالمنطقة على طاولة المفاوضات".
وأضاف: "ولإحراز تقدم حول حل دائم في البحر الأبيض المتوسط، علينا إعطاء الدبلوماسية فرصة، لأنها والتفاوض هي الطريقة الأقصر والأضمن التي ستجمع الجميع على أرضية مشتركة".
وأشار إلى أن بلاده حافظت على رباطة جأشها منذ عام 2003، على الرغم من كل انتهاكات اليونان وقبرص اليونانية.
وشدد على أن بلاده تحافظ على النهج التصالحي ذاته، و"يجب على الاتحاد الأوروبي التخلص من العمى الاستراتيجي الذي أصيب به، في أقرب وقت ممكن، وعدم السماح باستغلاله من قبل اليونان وقبرص اليونانية في شرق المتوسط".
اقرأ أيضا: هل تنتهي "لعبة القط والفأر" بين تركيا والغرب.. إلى أين تتجه؟
وأضاف أن مقترح بلاده بتنظيم مؤتمر تشارك فيه كافة البلدان المطلة على شرق البحر الأبيض المتوسط بما فيها قبرص التركية ما زال مطروحا، و"نتوقع من محاورينا أن يتعاونوا مع اليد التي تمدها تركيا بهذا الشأن".
وطالب الرئيس التركي كافة البلدان في البحر الأبيض المتوسط، وخاصة اليونان، بالتوقف عن التعامل مع هذه المسألة على أنها "لعبة محصلتها صفر"، وقال: "نرى أنه عندما يتم التصرف بعقلانية وبحس سليم، فإنه يمكن التوصل إلى صيغة قائمة على الربح وتحمي حقوق الجميع".