هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة أمريكية، أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب عرضت ما يصل إلى 850 مليون دولار، على ضحايا الهجمات "الإرهابية"، جزءا من الجهود المبذولة، لإنقاذ صفقة التطبيع بين الخرطوم والاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة "ذا
هيل" الأمريكية في تقرير ترجمته "عربي21"، عن مصدرين مطلعين على
المفاوضات، أن 700 مليون دولار سيتم تقديمها لضحايا هجمات 11 سبتمبر، وما يصل إلى
150 مليون دولار، لمئات الأمريكيين المتجنسين، الذين وقعوا ضحايا التفجيرين
المزدوجين لسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998.
لكن أحد هذه المصادر، قال
إن "تلك العروض انهارت بعد ظهر الاثنين، وسط مفاوضات مشحونة مستمرة منذ يوم
الجمعة الماضي"، مستدركا بالقول: "نحن بالوقت الحالي على أجهزة الإنعاش"،
بحسب تعبيره.
ونشرت الصحيفة الأمريكية
هذه التفاصيل، تزامنا مع إعلان الولايات المتحدة الاثنين، إلغاء تصنيف السودان
"دولة راعية للإرهاب"، وقالت سفارة واشنطن لدى الخرطوم: "انقضت فترة
إخطار الكونغرس البالغة 45 يوما ووقع وزير الخارجية مايك بومبيو، إشعارا يفيد بأن إلغاء
تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب، ساري المفعول اعتبارا من اليوم (الاثنين) 14 كانون الأول/
ديسمبر، ليتم نشره في السجل الفيدرالي".
اقرأ أيضا: أمريكا تعلن إلغاء تصنيف السودان "دولة راعية للإرهاب"
وأكدت الصحيفة أن عرض إدارة
ترامب البالغ 850 مليون دولارا لتعويض ضحايا "الإرهاب"، هو جزء من جهود
البيت الأبيض، للتوصل إلى اتفاق مع الكونغرس، لتمرير تشريع يعيد الحصانة السيادية
للسودان، تحت مسمى "السلام القانوني".
وذكرت "ذا هيل"
أنه "ليس من الواضح من أين ستحصل إدارة ترامب على مبلغ 850 مليون دولار، لكن
يعتقد أنها تأتي على الأرجح من دافعي الضرائب الأمريكية"، منوهة إلى أن إلغاء
تصنيف السودان "كدولة راعية للإرهاب"، لاقى ترحيبا من أعضاء الكونغرس من
الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن
إقرار "السلام القانوني" وصل إلى طريق مسدود في الكونغرس، بسبب مخاوف من
أن الضحايا وعائلات ضحايا "الإرهاب"، قد لا يتمكنون من رفع دعاوى ضد
السودان، ويشمل ذلك تفجيري السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا، اللذين نفذهما
تنظيم القاعدة، إلى جانب هجمات 11 سبتمبر.
وقالت الصحيفة إن
"البيت الأبيض امتنع عن التعليق على هذه الأنباء"، مؤكدة أنه "يركز
حاليا على فتح العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية".
اقرأ أيضا: حمدوك: نعمل من أجل قانون يحصّن السودان في محاكم أمريكا
وكان ترامب أعلن في تشرين
الأول/ أكتوبر الماضي، أن السودان سيقيم علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي،
بعد تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي والمنامة خلال الشهور الأخيرة.
وذكرت "ذا هيل"
أن البيت الأبيض يستعد لحفل توقيع للتطبيع السوداني مع الاحتلال الإسرائيلي، قبل
تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، لافتة إلى أن مسؤولين سودانيين أعلنوا استعدادهم
للتراجع عن دفع العلاقات مع تل أبيب، إذا فشلت إدارة ترامب في تأمين تشريع يحمي
الخرطوم من الدعاوى القضائية المستقبلية.
وأفادت الصحيفة بأن مصدرا قريبا من المفاوضات قال إن "حجب العلاقات مع إسرائيل، هو الضمان الوحيد الذي
يتمتع به السودان، في محاولاته لتمرير التشريع بالكونغرس، قبل تولي إدارة بايدن
السلطة"، مشيرة إلى أن هناك دعما قويا من الحزبين بالكونغرس لدعم حكومة السودان
الانتقالية.
وتابعت: "لكن
المفاوضات المتواصلة منذ أكثر من عام، بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية
والكونغرس، فشلت في تحقيق اتفاق يرضي مخاوف ضحايا الإرهاب والسودان على حد
سواء"، منوهة إلى أن الخرطوم وضعت 335 مليون دولار في حساب ضمان، يهدف إلى
تعويض الضحايا الأمريكيين.
وأضافت أنه "لن يتم
تحرير هذه الأموال، إلا بعد تمرير تشريع السلام القانوني (..)، وبحال لم يصادق
الكونغرس على التشريع بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فستتم إعادة الأموال إلى
السودان".