هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "إياركس" الروسي تقريرا سلط فيه الضوء على التصريحات التي أشاد فيها الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن كلام بوتين عن الرئيس التركي بشكل إيجابي خلال المؤتمر الصحفي السنوي الموسع، ليس بالأمر الجديد.
ففي أواخر العام الماضي، أشاد بوتين بعدم رضوخ الرئيس التركي للضغوط، وهو ما تجلى في الإصرار على المضي قدما في إمضاء صفقات الطاقة والأسلحة مع روسيا، رغم اعتراضات حلفاء أنقرة في الناتو.
وفي المؤتمر الصحفي السنوي الموسع قبل أيام، قال بوتين متحدثا عن الرئيس التركي: "لدينا غالبا وجهات نظر مختلفة مع أردوغان، وأحيانا تكون متعارضة، لكنه رجل يحافظ على كلمته ولا يتملق".
علاقة استراتيجية أم مصالح متبادلة؟
وقد علقت وكالة بلومبيرغ الأمريكية على هذه التصريحات قائلة إنها تعبّر عن ارتياح بوتين للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أنقرة لإنهاء الحرب في قره باغ، وعن نظرته لطبيعة العلاقة مع الرئيس التركي الذي أشاد في مرات كثيرة بدونالد ترامب رغم أن الرئيس الأمريكي فرض مؤخرا عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة "إس-400" الروسية، بالإضافة إلى سعيه إلى الرد على بعض السياسيين الأتراك الذين يصفون سياسة أردوغان في الشرق الأوسط والقوقاز بأنها تهدف إلى "تقييد روسيا".
وحسب إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، فإن الرئيسين بوتين وأردوغان، قادران على عكس العديد من قادة الدول الأخرى، على تغيير اتجاه العلاقة بينهما بشكل مفاجئ، وهو ما يؤدي إلى تداعيات غير متوقعة.
ويقول الموقع إنه من الصعب على الخبراء أن يفهموا طبيعة التوافق بين القوتين اللتين تميزت علاقتهما بالصراع لفترات طويلة في الماضي، على تشكيل نظام دولي متعدد الأقطاب.
وقد علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا على طبيعة العلاقة بين البلدين قائلا: "إن العلاقات بين روسيا وتركيا لم تكن أبدًا استراتيجية"، لكنها بالأحرى شراكة تكتيكية.
هل يستمر الهدوء؟
ويضيف الموقع أن سياسة روسيا تجاه أنقرة تتميز بالكثير من الصبر، على عكس الدول الأوروبية الكبرى التي تحاول أن تحتفظ بمسافة أمان مع تركيا خصوصا في ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها الشرق الأوسط.
ووفقاً لصحيفة بوليتيكو الأمريكية، فإن هذا الوضع سيضع الكثير من العقبات أمام بوتين وأردوغان، لكنه سيفتح أمامهما في الآن ذاته الكثير من الآفاق، ومنها لعب دور أكبر في منطقة النفوذ التاريخي المشترك، عندما تفقد الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون القدرة على بسط نفوذهم هناك".
وتضيف بوليتيكو أن "بوتين أدرك جيدا أنه لا يمكن السيطرة على أردوغان الذي يجهّز بهدوء ردا حازما على دول الخليج العربي، ويعمل على بسط سيطرته من بحر إيجه إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن شمال أفريقيا إلى الشام".
ويرى الموقع أن العلاقة بين الزعيمين الروسي والتركي تبدو هادئة بما يجنب البلدين اتخاذ قرارات صعبة، لكن كل خطوة من خطواتهما القادمة ستحدد ما إذا كان هذا الهدوء بينهما سيستمر أم تشهد العلاقة منعطفات جديدة.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)