هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت الطفرة
على فيروس كورونا، التي أعلن عنها قبل أيام، قلق العالم، في الوقت الذي بدأ يعود
فيه الأمل بإنهاء الجائحة، عقب الشروع في
عمليات أخذ اللقاح في دول عديدة من العالم.
وخلال الأيام
الماضية، كشفت بريطانيا عن تحور جرى على فيروس كورونا، وقالت السلطات الصحية
البريطانية؛ إنه "أكثر عدوى من الفيروس الأصلي، ويحمل متغيرات وراثية، ما دفع
إلى تشديد القيود في بريطانيا، وحظرت الكثير من دول العالم السفر منها، وفرضت
قواعد على احتفالات عيد الميلاد.
وحتى الآن
تحدثت 5 دول عن رصد السلالة الجديدة من فيروس كورونا، وهي بريطانيا، وجنوب
أفريقيا، ونيجيريا، وسنغافورة وألمانيا، التي أعلنت اليوم الجمعة تسجيل إصابة لشخص
قادم إلى بادن من مطار هيثرو في بريطانيا.
فما هو التحول
على الفيروس الذي رصد مؤخرا ببريطانيا ودول أوروبية؟
ما جرى هو طفرة
على الفيروس بحسب "نيويورك تايمز" وتغير يحصل تلقائيا عند تكاثرها، ورصد الباحثون البريطانيون عددا
كبيرا نسبيا من الطفرات، بلغ 23، ولفتوا إلى أن معظمها ضار بالفيروس نفسه أو لا
تأثير لها بشكل عام، لكن عددا من الطفرات التي تعرف بـ117 B تؤثر على
شكل الانتشار.
كيف حصل التغير؟
الطفرة حصلت على بروتين سبايك، وهو المفتاح الخاص بالفيروس للتسلل إلى
خلايا الجسم، من أجل الارتباط بها والتكاثير، وهناك طفرة واحدة تدعى N501Y، وتعد
الجزء الأكثر أهمية لمفتاح الفيروس، وهو ما يعرف بربط المستقبلات، للاندماج بالجسم
والدخول.
ووفقا لأبحاث
بريطانية، فإن إحدى الطفرات التي جرت على الفيروس، تتعلق بعملية إزالة لجزء صغير
من السنبلة، وحصل قبل ذلك مرارا وكان في ما يسمى H69 /
V70، وهو حذف من شأنه أن يجعل الأجسام المضادة
المأخوذة من دم الذين أصيبوا وتعافوا من المرض أقل فعالية في مهاجمة الفيروس عند
إعطائها للمصابين، بحسب "BBC".
ولفتت إلى أن
هذه الطفرة حذفت أجزاء من لوامس الفيروس، وكانت ظهرت مرارا وخاصة في حيوانات المنك
المصابة، التي أعدمتها الدنمارك.
وقال البروفسور
رافي جوبتا من جامعة كمبريدج، أن الطفرة الجديدة تزيد العدوى بمقدار الضعف في
التجارب المعملية، وهو ما يثير قلق العلماء والحكومة على حد سواء.
— Tony Cox (@The_Soup_Dragon) December 19, 2020
ما مدى خطورة
الطفرة على الأشخاص؟
لم يعثر
العلماء حتى الآن على دليل يشير إلى تأثير ومضاعفات مختلفة عن الوضع المعروف
للإصابة بالفيروس، وأشار العديد من العلماء إلى أن الأمر يحتاج إلى مراقبة ودراسة،
لكن الفارق فيه هو عملية العدوى السريعة.
وقال علماء؛ إن هذه الطفرات في
"N501Y" و"حذف H69 /
V70"، متوقعة في حالة أي فيروس جديد، ولا
ينبغي أن تكون مدعاة للقلق لكنها بحاجة إلى مراقبة، ودراسة بحسب
رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة كوينز بكيسنجتون أونتاريو الكندية. جيرالد
إيفانز وفقا لـ"غلوبال نيوز".
ولكن إيفانز شدد في الوقت ذاته، على أن مجرد انتقال العدوى سيكون كافيا
لإحداث مشاكل؛ لأن العملية سريعة وتعني إصابة الكثير، وهو ما يضغط على المستشفيات الطواقم الصحية.
ما علاقة
الأطفال بالطفرة الجديدة؟
علماء من
المجموعة الاستشارية للتهديدات الفيروسية الجديدة والناشئة للجهاز التنفسي في
بريطانيا، التي تتابع السلالة الجديدة، قالوا إن هذه الطفرة أكثر ميلا بصورة
كبيرة لإصابة الأطفال.
وقال نيل
فرجسون، أستاذ وعالم الأوبئة والأمراض المعدية في لندن إمبريال كوليدج، لم نثبت
حتى الآن السببية في ذلك، لكن البيانات واضحة، وتشير لنا بذلك، لكننا بحاجة إلى
مزيد من المعلومات لنرى كيف نتصرف.
وقالت ويندي
باركلي، وهي أستاذة أخرى في المجموعة الاستشارية ومتخصصة في علم الفيروسات في لندن
إمبريال كوليدج؛ إن "من بين الطفرات في السلالة الجديدة تغيرات في طريقة
دخولها الخلايا البشرية، التي قد تعني أن الأطفال ربما قد يكونون معرضين كذلك
للإصابة بهذا الفيروس مثل البالغين". مضيفة، "من المتوقع رؤية إصابات
أكبر في صفوف الأطفال".
ما فعالية
اللقاح أمام الطفرة الجديدة؟
4 شركات لإنتاج
لقاح فيروس كورونا، رجحت فعالية اللقاحات الحالية مع السلالة الجديدة للمرض، مع تأكيد إجراء العديد من الاختبارات لتأكيد ترجيحاتهم.
وأوضحت شركات
موديرنا وكيورفاك الألمانية وأسترا زينيكا البريطانية، أن اللقاحات التي طوروها ستنجح في مواجهة السلالة الجديدة للفيروس التي تسببت في فوضى بالكثير من الدولة.
وقال أوغور
شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك الألمانية التي استغرقت أقل من عام، بالشراكة
مع شركة فايزر الأمريكية، للحصول على موافقة على اللقاح، إنه يتوقع أن يظل اللقاح
فعالا.
وقال شاهين:
"من المرجح بشدة من الناحية العلمية أن استجابة جهاز المناعة بواسطة هذا
اللقاح يمكن أن تتعامل أيضا مع هذه السلالة للفيروس".
وأضاف أن
الحصول على إجابة نهائية سيحتاج إلى أسبوعين آخرين أو نحو ذلك؛ من أجل الدراسة وجمع
البيانات.
وقال شاهين:
"من حيث المبدأ، يتمثل جمال تقنية اللقاح في أن بمقدورنا أن نبدأ مباشرة في
هندسة اللقاح على نحو يحاكي بشكل كامل هذا التحور الجديد".
وبدأت شركة
كيورفاك الألمانية المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية على لقاحها الأسبوع الماضي، وتقوم بشكل دائم بمراجعة السلالات التي قالت الشركة إنها أمر شائع مع انتشار
الفيروس.
وقال باتريك
فالانس كبير المستشارين العلميين في بريطانيا؛ إن اللقاحات كافية على ما يبدو
لتوليد استجابة مناعية لسلالة فيروس كورونا.