هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مركز بروكنغز للأبحاث، إن قطر انفصلت اقتصاديا عن السعودية والإمارات والبحرين، وعززت من اكتفائها الذاتي وإطلاق العنان لجهود تنويع الاقتصاد في البلاد، بعد الحصار الذي تعرضت له على مدى أكثر من 3 سنوات.
وأكد مدير الأبحاث في مركز بروكنغز الدوحة، وزميل أول في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية، نادر قباني، أن الحصار الذي فرضته السعودية والبحرين والإمارات ومصر في حزيران/يونيو 2017، وانتهى رسميا بإعلان بيان قمة العلا في 5 كانون الثاني/يناير الجاري، عزز الاقتصاد القطري.
وفي 5 كانون الثاني/يناير الجاري، عقدت قمة دول مجلس التعاون الخليجي في مدينة العلا بالسعودية، بمشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وأسفرت عن توقيع اتفاق للمصالحة الخليجية، وإنهاء حصار قطر الذي دام لنحو 43 شهرا.
وأوضح قباني أن الحصار الذي كانت غايته فرض ضغط اقتصادي على قطر، اتسم بتأثير معاكس عبر جعل الدوحة أكثر استقلالية من قبل عن دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف: "قبل الحصار، كانت قطر تستورد الكثير من البضائع والخدمات التي تستهلكها من خلال الدول المجاورة لها. وبعد الحصار، اضطرت إلى العثور بسرعة على مسارات إمداد بديلة وزيادة الإنتاج المحلي للبضائع والخدمات الأساسية وتوسيع ميناء حمد الذي بدأ العمل في أوائل العام 2017".
وتابع: "ومع أن ذلك كبد قطر تكاليف اقتصادية كبيرة على المدى القصير، فقد ساعدها أيضا في تعزيز اكتفائها الذاتي وإطلاق العنان لجهود تنويع الاقتصاد في البلاد".
وأشار قباني، إلى أن قطر انتقلت من دولة تعتمد على الحليب ومشتقاته المستوردة من السعودية إلى دولة مكتفية ذاتيا بالإجمال.
وأردف: "في المقابل، فقدت الشركات في السعودية والإمارات والبحرين قدرة الوصول إلى سوق أمنت هوامش ربح عالية، مع أنها لم تكن كبيرة".
وفي إشارة إلى أن قطر أصبحت أكثر استقلالية، قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بعد إعلان العلا، إن بلاده لن تُضعف علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع تركيا أو علاقاتها التجارية مع إيران. كما أن الشركات القطرية تنوي القيام بتبادل تجاري مع الدول المجاورة لها ولا تنوي الاستيراد والاستثمار فحسب.
واعتبر قباني أن قوة قطر الاقتصادية وتعزيز استقلاليتها عن دول مجلس التعاون الخليجي، تطورات إيجابية في سياق التكامل الإقليمي. قائلا: "المزيد من الاستقلالية خطوة ضرورية نحو التكامل والاعتماد المتبادل الحقيقيين".
وأردف: "في وسع قطر أن تقدم شبكة أقوى من العلاقات الدولية، فضلا عن طرق إمداد متنوعة وخدمات تنتجها محليا. بالتالي يمكن قيام علاقة تجارية أكثر توازنا بين قطر والدول المجاورة لها، وهذا يعود بالمنفعة على الجميع".
واستطرد قائلا: "شكل إعلان العلا وقمة دول مجلس التعاون الخليجي خطوة أولى مهمة نحو المصالحة، لكن يبقى الكثير من العمل".
وشهدت المنطقة الخليجية أزمة حادة منذ يونيو/ حزيران 2017، بعدما فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، واعتبرته "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".