هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف كاتب إسرائيلي أن "رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ينوي زيارة مصر قبل الانتخابات الإسرائيلية في مارس، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وضع له شرطا، يتمثل بإعطاء بادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين، مثل إعلان الالتزام بحل الدولتين".
وأضاف باراك رافيد، في تقريره على موقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21"، أن "مصادر مقربة من نتنياهو رفضت الادعاء بأن السيسي وضع شروطا لعقد هذا الاجتماع، رغم أن المصريين قلقون للغاية من أن علاقتهم مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ستبدأ بالقدم اليسرى".
وأوضح أن "المصريين مهتمون باستئناف مشاركتهم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وبالتالي إرسال إشارة إيجابية إلى البيت الأبيض، وزيادة علاقتهم كشركاء في نظر الرئيس الجديد، صحيح أن السيسي لا يهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية، لكنه يعلم أن نتنياهو يبحث عن صورة تجمعه به تحضيرا للحملة الانتخابية، ويحاول أن ينتزع منه إنجازا سياسيا لمصر".
وأكد أنه "تجري مناقشة زيارة نتنياهو المحتملة لمصر بين الطرفين منذ عدة أشهر، على خلفية اتفاقيات أبراهام التطبيعية، وتغيير الإدارة في الولايات المتحدة، مع أن آخر مرة زار فيها نتنياهو مصر رسميا وعلنيا كانت قبل عقد من الزمان، عندما كان الرئيس السابق حسني مبارك لا يزال في السلطة، ومنذ ذلك الحين، فإن زياراته إلى مصر تحدث في منتجع شرم الشيخ، وليس العاصمة القاهرة، وخلالها زار نتنياهو مصر سرا عدة مرات".
وأشار إلى أن "زيارة نتنياهو لمصر كادت أن تتم قبل شهر، لكن مصر لديها أفكار أخرى بعد إعلان الانتخابات المبكرة في إسرائيل، فتم تأجيلها، وعندما استؤنفت المحادثات حولها طلب المصريون من نتنياهو أن يعلن بادرة حسن نية بشأن القضية الفلسطينية خلال الزيارة، لكنه اعترض على الإدلاء بالتصريح، أو اتخاذ خطوة بشأن القضية الفلسطينية عشية الانتخابات؛ بسبب محاولته حشد أكبر قدر ممكن من دعم ناخبي اليمين".
اقرأ أيضا: سفيرة الاحتلال بمصر: حقبة السيسي شهدت ذروة التعاون الأمني
وأضاف أنه "قبل نحو أسبوع، قام رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، أقرب شخص للسيسي، بزيارة إسرائيل، ولم يتم التطرق لهذا الشرط المصري في لقاء كامل مع نتنياهو، الذي وصل تل أبيب عقب زيارة مماثلة إلى رام الله، والتقى بمسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء، وعندما عاد الحديث مجددا عن زيارة نتنياهو لمصر مرة أخرى، تكرر طلب السيسي".
وأوضح أن "نتنياهو ما زال يأمل في إجراء الزيارة، وأن الجهود تبذل لإيجاد صيغة حل وسط تسمح بها، مع العلم أن بايدن انتقد مصر بشدة خلال حملته الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، ويخشى المصريون أن علاقتهم الوثيقة مع الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب لن تستمر في عهد بايدن".
وختم بالقول إن "زيارة نتنياهو إلى مصر قد تساعد في إعادة التأكيد على الدور المصري في التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، ووضع مصر على الأجندة الإيجابية لدى الإدارة الجديدة في واشنطن، وقد بدأ السيسي بالفعل في الدفع بهذا الاتجاه".
في سياق متصل، يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم "سيشجعون إدارة بايدن على إعطاء الأولوية لتعزيز التحالف الإقليمي مع الدول العربية، لأننا كنا بالفعل قريبين جدا من خسارة مصر قبل بضع سنوات، ورسالتنا ستكون ببطء لبايدن ألا يؤذي العلاقات معها".
وأضافوا أن "إسرائيل ترى في علاقاتها الأمنية والاستخباراتية مع السعودية ومصر والإمارات عاملا رئيسا في استراتيجية احتواء إيران، ومكونا مهما في الأمن الإقليمي، وتخشى ألا يحاول بايدن العودة للاتفاق النووي مع إيران فحسب، بل سيهدئ أيضا علاقاتها مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في المنطقة".