هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، أشارت فيه إلى تباينات بشان اللقاحات بين البلدان في الفئة التي يجب تلقيحها أولا من فيروس كورونا المستجد.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه مع إجازة الاتحاد الأوروبي للقاح ثالث ضد كورونا، اقترح المنظمون في بلد تلو الآخر قصره على الشباب، حتى يتم إجراء المزيد من الاختبارات.
وأضافت أن القرارات كانت بمثابة بداية لمرحلة جديدة دقيقة من حملات التطعيم، وهي مرحلة توفرت فيها قائمة متزايدة من لقاحات فيروس كورونا مصحوبة بمناقشات خلافية حول من يجب أن يُعطى أي لقاح.
ولفتت إلى أن لكل لقاح ميزاته الخاصة، بما في ذلك الثغرات في بيانات التجارب السريرية، وقد أدى ذلك إلى بروز خيارات مؤلمة للبلدان التي تكافح بالفعل لإعطاء اللقاحات، ما أجبر مسؤولي الصحة على موازنة مخاوفهم بشأن لقاحات معينة، مع الحاجة إلى تلقيح الناس قبل أن تترسخ سلالات خطرة من الفيروس.
وتابعت بأنه بعد إجازة الاتحاد الأوروبي للقاح استرا زينيكا- أوكسفورد الأسبوع الماضي، قالت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وليثوانيا وبولندا والنمسا والسويد إنهم سيقصرون استخدامه على الشباب أو يفكرون في القيام بذلك؛ بحجة ندرة البيانات حول فعالية اللقاح لدى كبار السن.
وأضافت أنه بموجب هذه الخطط ، سيتم بدلا من ذلك تحديد موعد لتلقي كبار السن لقاحات فايزر- بيونتيك أو موديرنا، ما قد يتركهم غير محصنين لفترة حتى مع تلقيح الشباب بلقاح استرا زينيكا.
لكن العلماء قالوا إن هذه الاستراتيجيات، مهما كانت متشابكة، ستوفر على الأقل لقاحا جديدا للشباب، وهو سيناريو أفضل بكثير من ألّا يتلقى أي شخص يتلقى جرعة أسترا زينيكا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض العلماء يحثون الولايات المتحدة على تبني نفس النهج، حيث لا تزال البلاد دون بديل لقاحات فايزر أو موديرنا التي يصعب تخزينها. ويرفض المنظمون منح لقاح أسترا زينيكا تصريحا حتى تنتج تجارب سريرية أخرى المزيد من البيانات، بما في ذلك نجاعة اللقاح مع كبار السن.
اقرأ أيضا: دراسة: لقاح أكسفورد يمكن أن يخفض انتشار كورونا بشكل كبير
ويقول العلماء إنه في غياب تلك البيانات، فإن استهداف اللقاح لمن يُعرف أنه فعال لديهم كان بمثابة حل مؤقت تمس الحاجة إليه، خاصة أن الفيروس يكتسب بسرعة طفرات جديدة وخطيرة.
ونقلت الصحيفة عن بيتر هوتيز، عالم اللقاحات في المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب في تكساس، قوله إن "هذا حل عملي لوضع يائس.. لقد تغير كل شيء، كانت خطة بايدن بأكملها منطقية تماما حتى قبل حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع، عندما أدركنا وتيرة المتغيرات الجديدة الناشئة [على الفيروس]، وبالتالي يتعين عليه تعديلها".
ولفتت إلى أنه عندما خطط العلماء البريطانيون القائمون على تطوير لقاح أسترا زينيكا لتجارب سريرية واسعة النطاق في بريطانيا والبرازيل العام الماضي، فقد توخوا الحذر: فاختاروا عدم تطعيم المشاركين الأكبر سنا، حتى عرفوا أن اللقاح آمن للأصغر سنا، وهو قرار أدى إلى عدد أقل من كبار السن الذين تم تلقيحهم خلال فترة التجارب.
وسمحت بريطانيا والهند ودول أخرى بإعطاء اللقاح لجميع البالغين على أي حال، بالاعتماد على دليل على أن كبار السن يولدون استجابات مناعية كبيرة للقاح، وهو مؤشر على أنه سيوفر بعض الحماية على الأقل.
لكن مسؤولي الصحة في الاتحاد الأوروبي كانوا أكثر حذرا، حيث يلتزمون عن كثب بنتائج التجارب السريرية وهم يحاولون ضمان عدم تلقيح أي شخص خارج المجموعات التي خضعت للدراسة عن كثب.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، قال بعض العلماء إن الاحتفاظ بحقنة أسترا زينيكا للشباب لن يؤدي إلا إلى تأخير الحقن للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى الحماية.
ونقلت عن والتر ريكياردي، أستاذ الصحة العامة في إيطاليا ومستشار وزارة الصحة، عن الخطط: "هذا يعقد المشكلة.. ما نحتاجه في الوقت الحالي هو حماية الأشخاص الأكثر ضعفا، وهم بالتأكيد ليسوا الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما".
وانتشر الارتباك في إيطاليا، بعد أن قال المنظمون هناك إنه من الأفضل أن يستخدم لقاح استرا زينيكا، مع بعض الاستثناءات، على البالغين الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما. أما لقاحا بفايزر وموديرنا، وكلاهما لقاح حمض نووي رايبوزي (mRNA) أثبت فعالية تصل إلى حوالي 95%، فيجب إعطاؤهما لأكثر الناس عرضة للتأثر بالفيروس.
وقد حقق لقاح أسترا زينيكا فعالية بنسبة 62 بالمئة بعد جرعتين كاملتين في التجارب السريرية، لكنه يحمي جميع المشاركين من المضاعفات الشديدة للفيروس أو الوفاة.
وفي إيطاليا، سرعان ما بدأت الشائعات تنتشر حول من سيحصل على اللقاح. وأشارت التقارير الإخبارية إلى أن لقاح استرا زينيكا ستخصص للعاملين الأساسيين الأصغر سنا، مثل الجنود والمدرسين والحراس، لكن الإيطاليين اكتشفوا ثغرة في الخطة، فبعض مئات الآلاف من العاملين في القطاع العام هم أكبر من أن يُسمح لهم بأخذ حقنة أسترا زينيكا، لكنهم أصغر من أن يتأهلوا بعد للحصول على لقاح mRNA، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
اقرأ أيضا: فايزر تتوقع بيع لقاحات بقيمة 15 مليار دولار في 2021
وقالت سالفاتريس ألاريو، 65 عاما: "إذا كان بإمكاني الاختيار، أود الحصول على أكثرها أمانا، ولكن أكثر من أي شيء آخر، أود التطعيم في أسرع وقت ممكن.. أنا خائفة، مثل الجميع".
كما أدت حدود العمر أيضا إلى تغيير خطط اللقاح في ألمانيا، حيث سمحت لجنة التحصين بلقاح أسترا زينيكا للبالغين دون سن 65 عاما فقط. نظرا للإمدادات المحدودة في ألمانيا، فمن المحتمل أن يتم حجز هذه اللقاحات للعاملين الطبيين الأصغر سنا ومساعدي دور رعاية المسنين.
ومع ذلك، قاوم بعض الأشخاص أخذ جرعة أسترا زينيكا بدلا من فايزرr - وهي علامة على الطريقة التي قد يصبح بها الأشخاص أكثر انتقاء مع التصريح لمزيد من اللقاحات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعيدا عن مسألة الفعالية أصبح مكان صنع اللقاحات يحمل أهمية خاصة.
وأوضحت أنه في إنجلترا، أصبح لقاح استرا زينيكا معروفا للعديد من السكان ببساطة باسم "اللقاح الإنجليزي"، ما يجعله أكثر جاذبية. وفي ألمانيا، يتم التحدث عن لقاح فايزر، الذي طوره علماء من مدينة ماينز غرب ألمانيا، بفخر، باعتباره اللقاح "الألماني".
وقالت إنجي بوتراز، 63 عاما، إنها فضلت انتظار لقاح فايزر: "لا أريد لقاح أسترا زينيكا، لأنني أعتقد أن 70% أو حتى أقل من الحماية فيه مخاطرة كبيرة".
وقالت الصحيفة إن العلماء نصحوا الناس بقبول اللقاح الأول الذي يتم تقديمه لهم، نظرا للحماية الواسعة النطاق ضد الأمراض الشديدة، والحاجة المجتمعية لكبح ظهور نسخ جديدة من الفيروس، لكن بالنسبة للحكومات، فإن الأسئلة المتعلقة بكيفية توجيه اللقاحات لمجموعات مختلفة "ليست قرارات سهلة أبدا".
وحتى الآن، قامت البلدان إلى حد كبير بإدارة توزيع اللقاحات بناء على توافر وسائل تخزين اللقاحات ونقلها، حيث يجب الحفاظ على لقاحات "mRNA" في درجات حرارة شديدة البرودة، ما يجعل من الصعب الوصول إلى كبار السن في المناطق الريفية النائية.
ويعتبر لقاح أسترا زينيكا، الذي يمكن تخزينه في ثلاجات عادية، ملائما للسكان الأكبر سنا الذين يصعب الوصول إليهم. لكن قصره على الشباب من شأنه أن يلغي تلك المزايا.
وعلى الرغم من النقص المحرج في لقاح أسترا زينيكا في أوروبا الذي تسبب في حدوث خلاف مع الشركة، لا تزال الدول تعلق عليه آمالها، خاصة أن شحنات فايزر كانت أيضا أصغر من المتوقع.
وتساءل عوفر ليفي، مدير برنامج اللقاحات الدقيقة في مستشفى بوسطن للأطفال، وهو مشروع لتخصيص لقاحات للأشخاص المعرضين للخطر: "ماذا لو كانت إحدى هذه البلدان تعاني الآن من حالة نفاد فيها لقاحات mRNA، ألن تقدم أي لقاح لكبار السن؟".
وذكرت الصحيفة أن باحثي أكسفورد – استرا زينيكا قالوا إن بياناتهم تشير إلى مستويات مماثلة من الحماية لدى كبار السن والشباب. يمكن الإجابة عن هذا السؤال بشكل قاطع في غضون أسابيع، عندما تنشر أسترا زينيكا نتائج تجربة إكلينيكية في متأخرة في أمريكا شملت العديد من كبار السن.
وقد تفتح هذه النتائج الباب أمام الحصول على تصريح في أمريكا للقاح وإحداث تغييرات في طرح اللقاح في أوروبا.
وحققت بريطانيا، من جانبها، أحد أسرع برامج التطعيم في العالم جزئيا باستخدام لقاحي أسترا زينيكا وفايزر لجميع البالغين.
وقالت جودي بتلر، 60 عاما، وتعمل ممرضة بدوام جزئي في شمال شرق إنجلترا، إنه منذ أن بدأ مسؤولو الصحة الأوروبيون في طرح الأسئلة حول لقاح أسترا زينيكا في الأيام الأخيرة، فإن بعض الأشخاص بدأوا في تحويل ولائهم إلى حقنة فايزر، وهذا نذير بالضرر الذي يمكن أن يحدثه الجدل حتى الآن للثقة في اللقاح.
وأضافت الصحيفة أن شعبية اللقاح المنتج محليا لا تزال كبيرة، خاصة بعد أن نشرت الشركة بيانات يوم الثلاثاء تشير إلى أنه يمكن أن يقلل من انتقال الفيروس.
وتقول بتلر إنها أخذت اللقاح بمجرد عرضه عليها. وقالت إنه عندما عرض على عمتها لقاح فايزر، قالت إنها تفضل "انتظار اللقاح الإنجليزي".