قالت صحيفة "
التايمز" إن التسريبات الأخيرة التي
نشرت عن وضع الشيخة لطيفة ابنة حاكم
دبي الشيخ
محمد بن راشد آل مكتوم، والتي عبرت فيها
عن تعبها من طول أمد اعتقالها في فيلا حولت إلى سجن، تعتبر إحراجا جديدا للعلاقة الخاصة
بين ملكة بريطانيا وحاكم دبي اللذين جمعت بينهما صداقة مركزها حب سباق الخيول.
فقد أنشأ حاكم دبي اسطبلات غودولفين، ولطالما شارك الملكة
في مقصورتها الخاصة في سباقات الخيل. وقيل إن الملكة بعد أنباء عن محاولة اختطاف ابنتين
من بناته قالت إنها ستتجنب التقاط صور معه.
وقالت الصحيفة إن قرار المحكمة البريطانية العام الماضي عن
محاولة الملياردير حاكم دبي اختطاف ابنتيه هدد بتوتر في العلاقة بين بريطانيا والإمارات،
وأثار أسئلة حول ما إذا ضحت بريطانيا بحقوق الإنسان لحماية حليفها. وتوصلت المحكمة
إلى أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ربما خرق القانون البريطاني والدولي عندما اختطف
ابنتيه، ما يطرح أسئلة حول منع الشرطة البريطانية من التحقيق في اختفاء الأميرة الصغرى
شمسة.
ولم يكن السير أندرو ماكفرلين، رئيس دائرة شؤون العائلة في
المحكمة العليا في إنكلترا وويلز قادرا على تحديد ما إذا حاولت وزارة الخارجية منع
التحقيق في اختطاف شمسة من كامبريدج عام 2000، لأن الوزارة رفضت التعاون مع المحكمة
بذريعة حماية المصالح البريطانية.
وكان الموضوع محرجا بسبب العلاقة الخاصة بين الملكة وحاكم
دبي التي تفوقت على العلاقات مع شيوخ وأمراء الخليج الآخرين نظرا للهواية العامة وهي
حب سباقات الخيول.
ولكن العلاقة اقتصادية وسياسية، وليست فقط شخصية. فقد ساهم
الشيخ محمد في تحويل دبي، وهي واحدة من الإمارات السبع التي تشكل الإمارات، إلى مركز تجاري
وسياحي وتنويع الاقتصاد تحضيرا لتراجع موارد النفط. وتشكل السياحة 20% من موارد الإمارة.
ويأتي السياح البريطانيون في المرتبة الثالثة بعد السعوديين والهنود.
ودعمت جمعية "سجنت في دبي" الشيخة لطيفة بالإضافة إلى عدد من السياح البريطانيين الذين اعتقلوا بتهم خرق القوانين الأخلاقية للإمارة. وبالإضافة إلى السياح فإن الأسلحة البريطانية تعد مصدرا مهما لصفقات السلاح التي تذهب إلى السعودية
والإمارات. وكان دور هذين البلدين في حرب اليمن سببا في نقد تجارة السلاح البريطانية
معهما. ورغم ذلك، فإنه تم استهداف منطقة الخليج باعتبارها المنطقة الرئيسية لجذب الاستثمارات
وعقد الصفقات التجارية في مرحلة ما بعد بريكسيت.
وتعتبر بريطانيا واحدة من أهم الشركاء الأمنيين في المنطقة.
لكن هذه العلاقة لم تكن كافية لإنقاذ الأكاديمي البريطاني ماثيو هيغنز من السجن في
الإمارات بتهمة التجسس. وتعرض هيغنز للتعذيب وحكم عليه بالسجن المؤبد قبل أن يصدر عفو
عنه.
واتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في العام الماضي
الإمارات بأنها "تقدم نفسها كبلد مفتوح يحترم حقوق الإنسان رغم الاتهامات بانتهاكات
خطيرة لحقوق الإنسان". ولم تعلق الحكومة البريطانية علنا على حكم المحكمة ضد الشيخ
محمد.
ونفى الشيخ الاتهامات وشجب تدخل المحكمة في حياته الخاصة.
ومع ذلك فإن كون الشيخ محمد الحاكم لدبي ورئيس وزراء الإمارت
التي تعتبر شريكا مهما، فإن من الصعب تخلي الملكة عنه بسهولة ومنعه من مقصورتها الملكية
في سباقات الخيل.
ومثل بقية حكام وأمراء الخليج، فإنه حاول إبعاد حياته الخاصة
عن الرأي العام. وتزوج من قريبة له هي الشيخة هند بنت مكتوم آل مكتوم وأنجب منها 12
ولدا بالإضافة إلى زيجات أخرى منها والدة كل من شمسة ولطيفة، والأميرة هيا بنت الحسين
التي شهدت في محكمة حول حضانة ولديهما في لندن إن قصة لطيفة حقيقية.
وعندما هربت الأميرة هيا، فقد بدأ الشيخ بنشر قصائد على حسابه
في الإنترنت. ولأن حكام الخليج لا يتسامحون مع النقد والمعارضة فلم تكن هناك معارضة
لمشاريعه في دبي.
ويأمل حلفاؤه المحليون في تحسين "أصدقائه" في بريطانيا
من سمعته. لكن ليست هذه هي الحالة، فابن الشيخ الأكبر رشيد كان يعاني من مشاكل مع المخدرات
والمزاج العصبي وتوفي في 2015، لأسباب لم يتم الكشف عنها. وولي عهد دبي هو خريج من مدرسة
لندن للاقتصاد في لندن، وهو الوجه الشاب الوسيم لدبي، لكنه لن يكون "الأمير على
دراجته" فلديه نمر يحب وضع صوره على منصات التواصل الاجتماعي.