هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الأمم المتحدة اتهمت سيدة أعمال بريطانية تعمل في دبي وعنصرين سابقين في البحرية البريطانية بالضلوع في عملية فاشلة لدعم حملة اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد العاصمة طرابلس التي شنها الأخير في نيسان/ أبريل 2019.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن المتهمين كانوا إلى جانب واحد من المستشارين المقربين للرئيس السابق دونالد ترامب ضمن فريق كلف بمهمة قتل واختطاف معارضي أمير الحرب الليبي.
وأطلق على العملية اسم "مشروع أوبس" حيث كانت تهدف لتوفير المروحيات العسكرية والقوارب و20 مرتزقا لدعم هجوم حفتر ضد الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.
وفي مقابلة حصرية مع واحد من المرتزقة الذين شاركوا في العملية أجرتها الصحيفة معه كشف عن الكيفية التي انهارت بها المؤامرة.
وقالت الصحيفة إن حفتر الذي دعمته روسيا والإمارات العربية المتحدة دفع 80 مليون دولار للعملية، حسبما ذكرت لجنة الأمم المتحدة، إذ إن المشروع لم يكن يهدف فقط لتوفير الدعم العسكري ومروحيات لمعسكر حفتر، بل وأعد قائمة لقتل وملاحقة معارضي حفتر من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس.
ويتهم التقرير سبعة أشخاص بخرق الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على تصدير السلاح إلى ليبيا. ومن بين هؤلاء إريك برينس، مستشار الرئيس ترامب ومؤسس شركة بلاكووتر الذي أصدر ترامب عفوا عن أربعة من المتعهدين العاملين فيها والذين أدينوا بقتل مدنيين عراقيين عام 2007.
ويتهم التقرير سيدة الأعمال البريطانية أماندا كيت بيري، 45 عاما التي تقيم في دبي بأنها خرقت العقوبات وفشلت في الكشف عن معلومات ونشاطات الجماعات المسلحة في ليبيا.
اقرأ أيضا: WP: تكشف تفاصيل خطيرة عن خطط اغتيال واحتلال طرابلس
وبيري هي المديرة التنفيذية لشركة "أوبس كابيتال مانجمينت" والتي يبدو أنها قامت بتنسيق العملية. ولم تستطع الصحيفة التواصل مع بيري، وقال التقرير إنها رفضت تقديم معلومات للمحققين بزعم أنها لا تتذكر التفاصيل.
وكشف التقرير أن مشروع أوبس اعتمد على 20 مرتزقا وصلوا إلى ليبيا جوا وبحرا. منهم خمسة بريطانيين. وكان قائد العملية هو ستيفن لودج المقيم في بريطانيا ويعمل متعهدا مع وزارة الدفاع البريطانية.
وبحسب التقرير وصل أعضاء "مشروع أوبس" إلى ليبيا في 25 حزيران/ يونيو 2019 وذلك عندما حطت طائرة رقابة بيلاتوس بي سي-6 في بنغازي.
ووصل الجنديان السابقان في البحرية البريطانية بعد يومين، وهما أندرو سكوت ريتشي، 41 عاما وشون غلاغان لو، 37 عاما.
ويكشف التقرير أن شركة "أوبس كابيتال مانجيمنت" لاحظت أن محاولات شراء "ذخيرة جوية وأسلحة برية وذخيرة برية ومناظير ليلية" منعها الأردن. وعلق المرتزقة في الأردن وهم يحاولون البحث عن مروحيات بديلة. وفي الوقت الذي هبطوا فيه بمطار بنغازي وجدوا قوات حفتر في حالة من التشتت، وعندما وصلت أول ثلاث مروحيات "بوما" في 29 حزيران/يونيو صعقت قوات حفتر.
وبحسب التقرير فقد أحضرت المروحيات القديمة المتهالكة من بوتسوانا ولم تكن تبرر 80 مليون دولار أنفقت على العملية.
واندلع نقاش حاد هدد فيه ابن حفتر المرتزقة ومن وظفوهم في دبي. وتمت مراقبة المرتزقة عبر حراس مسلحين طوال الوقت. وتعلل المرتزقة بأخذ القاربين لوضع الوقود فيهما ثم قالوا لحراسهم في الساعة التاسعة والنصف ليلا إنهم يريدون الكشف عن القاربين وفروا.
ولكن عندما وصل المرتزقة إلى باب الميناء تعطل أحد القاربين، وظل المرتزقة يجدفون القارب العامل لمدة 39 ساعة والقارب المتعطل مربوط به "وعند ذلك اكتشفنا أن قاع أحدهما بدأ يمتلئ بالماء وكان سيغرق" وفي هروبهم السريع تركوا وراءهم مروحيتي بوما واثنتين من نوع الغزال.
وتواجه بريطانيا والدول الأعضاء في لجنة العقوبات بمجلس الأمن ضغوطا للتحرك وتنفيذ توصيات التقرير، فيما قالت الصحيفة إنها لم تتمكن من التواصل مع جنديي البحرية البريطانية السابقين واللذين كانا من ضمن المرتزقة.