مدونات

"معالم في الطريق".. الاقتصاد الموازي والأزمة المصرية

أدهم حسانين
أدهم حسانين
تصيبني الحيرة كثيراً من النخبة أو من يطلقون على أنفسهم كذلك نخبة، وبذات الوقت يبحثون عن حل للأزمة المصرية، وكيفية كسر شوكة الانقلاب العسكري في مصر، بعد سبع سنوات مرت على غالبية بيوت مصر إلا وترك وراءه واحداً من أربع: شهيد، أو معتقل، أو مطارد، أو منفي في الخارج أو لاجئ في أحد الأقطار.

وكأن هؤلاء النخبة قد ألفوا الواقع المرير فأصبحوا يركضون في دوائر مفرغة، لا يريدون أن يصلوا إلى نهاية المطاف بحلول حقيقية.

وكما يقول المثل الشعبي: "ابني على كتفي وأنا بدور عليه"، هكذا هي الثلة التي لا تريد أن ترى الحل، وهي مجموعة من الخطوات بعضها متواز وبعضها متتال، فما تحتاجه القضية المصرية حقيقة هم رجال أقوياء. ودعونا نستعير كلمات الأستاذ حسن البنا حين قال: "إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها".. نعم نحتاج للإيمان والإخلاص والحماس والتضحية والعمل في سبيل هذه القضية، ألا وهي قضية الوطن.

وأجد أن أول هذه الأعمدة التي تستند إليها الثورة في حربها القادمة مع الحكم العسكري هو الاقتصاد والسيطرة على رأس المال.

إن الوطنيين من أبناء مصر في الخارج والداخل المؤمنين بالحرية يستطيعون إنجاح الثورة عبر الاقتصاد الموازي، وإنشاء الشركات متعددة التخصصات الاقتصادية. ولديهم من الخبراء الذين لديهم الرؤية الوطنية لإنجاح هذه المشاريع في كل القارات، وذلك عبر إنشاء شركات الاكتتاب عبر طرح أسهمها للبيع، وعلى سبيل المثال أن يكون سعر السهم 100 دولار/ يورو، وأن تختص كل شركة بإحدى الصناعات الثقيلة (اقتصاديا) والعالمية، مثل صناعات الإسمنت والحديد والعقارات بمستوياتها، والتنقيب عن الذهب واستصلاح الأراضي، وإنشاء البنوك وسلاسل مطاعم وشركة إنتاج فني وسينمائي وجامعات ومدارس. ولكل شخص الحق في شراء بضع أسهم في كل شركة من هذه الشركات على ألا يحصل الشخص على أي أرباح إلا بعد ثلاث سنوات، وتكون هناك إدارة ذات كفاءة وخبرة عالية. وتكون كل هذه المشاريع والشركات مقرها خارج مصر، مع وجود مكتب مقاربة ومحاسبة لأنها ليست اقتصادا عاديا، إنما هو اقتصاد وطني نبتغي به تحرير البلاد من سطور الاحتلال العسكري لمصر.

وبهذا لن تنكسر شوكة الأحرار بالداخل أو الخارج وتستطيع التحرك بحرية تعرض قضيتها حتى تملأ الآفاق، فمن ملك قوت يومه ملك نفسه ورقبته.

أيها الثوار إذا ملكتم اقتصادا قويا في تلك السنوات القادمة ولا تنظروا للماضي، فلن تجدوا شاباً من شبابكم تطاله البطالة، ولن تجدوا أحدهم لم يستطع إكمال تعليمه لعدم وجود أموال فيترك دراسته ليعمل من أجل العيش دون احتياج لأحد أو التذلل لبعض الجمعيات الخيرية فيجودون عليه ببعض الدريهمات.

أوجه كلماتي للعقلاء من كل الأطياف المصرية الرافضة لعسكرة الدولة وتوغل لصوص العسكر فيها، إليكم هذه الكلمات فلا خير فينا إن لم نقولها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.

ألم تكف سبع سنوات من التيه؟ ألم يكف ونحن بالخارج أن نحاول إسقاط العسكر من وموضع غير صحيح وعدم استغلال أمثل للقدرات والمقومات التي نمتلكها بالخارج؟

فإليكم الحل هو الاقتصاد إذا أردتم أن تمتلكوا إرادتكم وحريتكم.

دمتم ثوار للحق في وجه الطغيان.. يتبع.
التعليقات (0)