نشرت صحيفة "
نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن اعتزام المملكة العربية
السعودية وإيران إجراء محادثات هذا الأسبوع بغاية استعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعت قبل 5 سنوات.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جلسات الحوار بين الخصمين الإقليميين حول استئناف العلاقات الثنائية انطلقت منذ التاسع من الشهر الجاري، ويرجع الفضل في ذلك إلى العراق، الذي لعب دور الوسيط.
واعتبرت الصحيفة أن رغبة الرياض الواضحة في إرضاء حليفتها واشنطن، التي حددت مسارا للمصالحة مع طهران، جعلتها الطرف الذي يبادر بفكرة إحياء العلاقة مع خصمها اللدود في المنطقة، لكن هذا التقارب قد يؤدي إلى تأجيل إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
خلال الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في التاسع من أبريل/ نيسان، ترأس الوفد السعودي رئيس جهاز المخابرات العامة خالد بن علي الحميدان، وصرح مسؤول فضل عدم الكشف عن هويته لصحيفة "فاينانشال تايمز"، أن
بغداد مصممة على تحقيق المصالحة بين البلدين.
وقد نجح الجانب العراقي بالفعل في فتح قنوات الاتصال بين
إيران من جهة، ومصر والأردن من جهة أخرى. وأضاف المصدر أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "يريد شخصياً تحويل العراق إلى جسر للتواصل بين القوى المتصارعة".
وحسب الصحيفة، فإن خفض التصعيد في اليمن هو أحد أبرز البنود المدرجة على جدول أعمال المحادثات الإيرانية السعودية. وتستمر الحرب في اليمن بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران منذ سنوات.
ولمّحت وزارة الخارجية الإيرانية في 19 نيسان/ أبريل إلى إمكانية إجراء مفاوضات مع الجانب السعودي. وفي تعليقه على ما نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز"، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن "إيران ترحب دائما بالحوار مع السعودية، لا سيما أن ذلك يخدم مصالح البلدين ويحقق الاستقرار في المنطقة".
وقد بلغت العلاقات بين الرياض وطهران أوج توترها في كانون الثاني/ يناير 2016، بعد أن أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي البارز والمعارض للحكومة آية الله نمر النمر. وقد اقتحمت حشود من المتظاهرين الإيرانيين الغاضبين بسبب عملية الإعدام حرم السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد.
وفي الثالث من كانون الثاني/ يناير 2016، أعلنت المملكة العربية السعودية والبحرين والسودان وجيبوتي قطع العلاقات مع إيران، وخفضت الإمارات مستوى تمثيلها الدبلوماسي في طهران، بينما استدعت الكويت وقطر سفيريهما.
وعقب إعلان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، وفرض حزمة من العقوبات ضد طهران، تصاعدت حدة التوتر بين دول المنطقة، وكان ولي العهد محمد بن سلمان من أبرز مؤيدي سياسة العقوبات القصوى التي فرضها ترامب.
وقد اقتصرت الاتصالات بين الجانبين السعودي والإيراني خلال السنوات الخمس الماضية على المسائل التنظيمية المتعلقة بالحج.
دوافع التقارب
تقول الصحيفة إن القيادة الإيرانية كانت تشعر خلال الفترة الماضية بالقلق إزاء احتمال
تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، ما يعني توسيع "التحالف" المناهض لإيران في المنطقة.
وحسب الصحيفة، يعزى قرار المملكة العربية السعودية بالتفاوض وجهًا لوجه مع إيران إلى رغبتها في حماية بنيتها التحتية النفطية في وجه هجمات الحوثيين التي تكثفت في الأشهر الأخيرة.
كما أن قرار السعوديين مرتبط - وفقا للصحيفة - بإطلاق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مفاوضات مع إيران بهدف إحياء الاتفاق النووي وتخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط.
ويتساءل البعض عن ردة فعل
إسرائيل تجاه المحادثات الإيرانية السعودية، خاصة أن تل أبيب أظهرت عقب سلسلة صفقات السلام التي تمت بوساطة أمريكية في 2020، رغبتها في تطبيع العلاقات مع المملكة، مشددة على الحاجة إلى تعاون إقليمي واسع النطاق لمواجهة "التهديد الإيراني".
واعتبرت الصحيفة أن نجاح المساعي العراقية للمصالحة بين الرياض وطهران سيؤدي إلى فشل الجهود الإسرائيلية لمجابهة إيران عسكريا ودبلوماسيا.