هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "هناك توافقا إسرائيليا نادرا حول معظم القضايا الاستراتيجية، إذ إن أكثر من 100 عضو كنيست يتعاملون مع التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه إسرائيل".
وأضاف عاموس يادلين في لقاء مطول مع صحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "الأهداف الأمنية والعسكرية المتوافق عليها إسرائيلياً تتركز في منع إيران من الوصول للقنبلة النووية، ومنعها من التواجد العسكري في سوريا والعراق، ووقف دعم حزب الله، وإلحاق أضرار جسيمة بحماس وردعها، وتنمية التحالف الحيوي مع الولايات المتحدة وتعزيزه، والحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا والصين، وتعزيز الاتفاقات الإبراهيمية (التطبيع) ومدها إلى دول أخرى، والحفاظ على العلاقات مع مصر والأردن".
وأشار يادلين، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، وأحد كبار الطيارين المشهورين، والرئيس السابق لمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إلى أنه "في كل هذه القضايا المهمة لا فرق أيديولوجيا مهما بين اليمين واليسار في إسرائيل، فكل رئيس وزراء سيبذل قصارى جهده لتحقيق هذه الأهداف، لكن القضية الوحيدة التي يدور حولها جدل واسع هي القضية الفلسطينية، وهي ليست على جدول الأعمال على الإطلاق".
وأكد أنه "قبل أي قضية أخرى، فمن الضروري تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تحتل المرتبة الأولى في إسرائيل وفق الأصول الاستراتيجية، لأن علاقاتهما تقوم على أساس الشراكة في القيم والمصالح والثقة بين القادة العسكريين وكبار المهنيين".
وأشار إلى أن "المصالح المشتركة بين تل أبيب وواشنطن قامت في الماضي لمواجهة المعسكر الشيوعي السوفييتي، ثم واجهنا معاً الإسلام الراديكالي وإيران، وترتفع قيمة إسرائيل كمصلحة أمريكية مع خروج الولايات المتحدة الآن من الشرق الأوسط، رغم أن هناك أماكن لا تتداخل فيها المصالح بشكل كامل كالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو في مجال الاستثمار والاقتصاد مع الصين".
اقرأ أيضا: "معاريف": الهدوء مع غزة مضلل والمواجهة التالية مسألة وقت
على الصعيد الإيراني، قال يادلين إنه "من أجل وقف برنامج إيران النووي، هناك خمس استراتيجيات محتملة، أولها الاتفاق الجيد وهو أفضل من اتفاق به العديد من الثغرات، وثانيها تغيير ميزان الاعتبارات الإيرانية من خلال ممارسة أقصى قدر من الضغط، وثالثها تغيير النظام الإيراني، ورابعها العمليات السرية تحت عتبة الحرب، وخامسها ما يتم القيام به في العراق وسوريا عبر هجوم حركي مباشر".
وأضاف أن "كل هذه الاستراتيجيات الخمس لا تقف بمفردها، فكل واحدة تؤثر على الأخرى، وإذا عدنا إلى 2012، فإن حقيقة أن إسرائيل لديها خيار عسكري موثوق جعلت العالم يفضل فرض عقوبات على إيران حتى لا تمارس إسرائيل الخيار العسكري، وهذه العقوبات قادت إيران للاتفاق، لذلك فإن هناك علاقة كبيرة بين الاستراتيجيات، وهذه مسألة معقدة".
وأشار إلى أنه "يجب وضع خطة هجومية ضد إيران، لأنه في النهاية، إذا فشلت كل الاستراتيجيات الأخرى فلا بد من وجود خيار عسكري".
بالانتقال الى مشروع حزب الله الصاروخي، يرى يادلين أنه "أكبر تهديد تقليدي لإسرائيل، مقترحا أن تناقشه الحكومة في أقرب وقت ممكن، وأن تضع خطة لمهاجمته، لأنه اقترب من كتلة حرجة، رغم أن الجبهة الشمالية لديها 15 عامًا من الهدوء، بفضل حرب لبنان الثانية، التي حققت أطول فترة هدوء، ورغم أننا أمام ردع متبادل، فإسرائيل تخشى العمل في لبنان".
وأكد أن "احتمالية نشوب حرب واسعة ليست كبيرة، لكن يجب أخذها بعين الاعتبار، فحسن نصر الله والأسد والإيرانيون حذرون للغاية، ولديهم أسباب وجيهة، مع أنه منذ حرب 1973، كانت جميع الحروب التي خضناها دائمًا على جبهة واحدة، في لبنان وغزة وسوريا. لكن اليوم هناك محور بقيادة إيران، وفي بعض الأحيان قد تحاول توحيد جميع المكونات معًا، ونحن بحاجة للاستعداد لهذا السيناريو الأكثر خطورة".
يادلين من أشد المؤيدين لاتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، ويقدر أن "هناك إمكانية لتوسيعها إلى دول أخرى، لكن السعودية تواجه تحديًا من قبل إيران والجهاديين السنة والإخوان المسلمين، ولديها مصلحة قوية في الترويج للتطبيع مع إسرائيل، وبالتأكيد في ضوء تراجع التدخل الأمريكي في المنطقة، لكن السعودية لديها قيود".
وأكد أن "حرب غزة الأخيرة رغم أنها حققت نجاحات عسكرية، لكنها كانت أقل قدرة على اغتيال شخصيات بارزة في حماس، وكانت عملية إشكالية، ومن حيث وضع حماس كعامل رئيسي في الساحة الفلسطينية، وما زلنا بحاجة لمعرفة ما إذا كانت هذه العملية غيرت شيئًا في مطالب حماس، وكيف ستتصرف في إطلاق النار على إسرائيل".
وأوضح أن "النهج الإسرائيلي تمثل بالحفاظ على حماس كعنوان، وبالتالي عدم ضربها بشدة، لكن ردعها وإضعافها، لكن ما حدث أننا لم نكن قادرين على ردعها، ولا إضعافها، بل زادت قوتها جولة بعد جولة، ولذلك أقترح ضرب حماس في كل مكان، وبقوة، وإذا انهارت، فلتنهر، ولا ينبغي منحها مزايا سياسية، وبالتأكيد ليس حصانة عسكرية، رغم أنني أقدر أن مواجهة عسكرية قد تحدث معها في الأسابيع أو الأشهر المقبلة".