قال أكاديمي
إسرائيلي، إن هناك حاجة
لاستراتيجية أكثر شمولا، من تلك التي خاضتها إسرائيل ضد
إيران، وهي "المعركة
بين الحربين"، في ظل جهود لإقناع الولايات المتحدة، بعدم التخلي عن إسرائيل
في الاتفاق النووي.
وأضاف إيلي كارمون الباحث بالمركز متعدد
التخصصات في هرتسليا، في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن
"الصراع ضد إيران يدخل فترة صعبة بالنسبة لإسرائيل، عقب انتخاب الرئيس
المنتخب حديثاً إبراهيم رئيسي، وهو زعيم محافظ ومتطرف مقرب من المرشد الأعلى آية
الله خامنئي؛ مما يجعل فرص مساعي الولايات المتحدة بقيادة الرئيس جو بايدن إلى
توقيع اتفاق نووي مع إيران، أسوأ من سابقتها".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، تقلص الولايات
المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط، أما إيران من جهتها فلم تتخل عن تطلعاتها
لتأمين مرساة إقليمية لها في سوريا، وتعزيز علاقاتها مع حماس في غزة، وتمتين
التحالف مع الحوثيين في اليمن في قتالهم ضد السعودية، وفي الوقت ذاته فإن إسرائيل
في مواجهتها ضد الغزو الإيراني لسوريا، وتسليح
حزب الله بصواريخ دقيقة، يبدو أنها
مطالبة بصياغة استراتيجية أكثر شمولاً".
وأشار إلى أن "هذه الاستراتيجية قد تكون
على غرار التحالفات الطرفية الاستراتيجية في الستينيات والسبعينيات، ففي سوريا
والعراق، هناك أقلية كردية كبيرة تسعى إلى الاستقلال، أو على الأقل الحصول على
الحكم الذاتي، في هذه الحالة من الأهمية لإسرائيل بناء منطقة عازلة بين إيران
وسوريا".
وأكد أن "إيران نفسها لديها مشكلة أقلية
حادة، لأن 55٪ فقط من سكانها من أصل فارسي، والبقية من الشيعة الأذريين، وبعضهم
يعمل لصالح أذربيجان؛ أما الأقليات السنية فتتركز داخل حدود إيران، وهناك تنظيمات
تعمل في أراضيها معارضة للنظام في طهران، وتسعى لإنهاء قمعه اقتصادياً، وفي لبنان
يلقي قسم كبير من السكان باللوم على حزب الله وحسن نصر الله شخصياً وحلفائه بسبب
الإهمال، والاستيلاء على أصول الدولة".
وأضاف أن "إسرائيل مطالبة بأن تتعلم من
أخطاء الماضي وأوهامه، وألا تتردد في العمل بنشاط واستنارة لمساعدة المجموعات
العرقية الرئيسية للتحرر من قبضة حزب الله وإيران، صحيح أن القادة الإسرائيليين
يهددون لبنان بتدمير البنى التحتية الوطنية في حال نشوب حرب شاملة مع حزب الله،
لكن السؤال هل تريد إسرائيل أن تصبح كل الطوائف في لبنان أعداء لها، وهل سيسمح
المجتمع الدولي بذلك رغم التوجه الإسرائيلي؟".
وأشار إلى أنه "من الواضح أن حزب الله لن يشن
حرباً شاملة ضد إسرائيل إلا بأمر من طهران وفقاً لاحتياجاتها الاستراتيجية، لا سيما
في سياق مشروعها النووي، فإطلاق الصواريخ المكثفة من لبنان على الأراضي
الإسرائيلية يمكن أن يتسبب في سقوط عدد كبير من الخسائر في هذه المنطقة، ولذلك يجب
أن يكون التهديد الإسرائيلي الرئيسي لتحقيق الردع موجهًا إلى إيران، وليس لبنان،
حيث يهرب 30٪ من سكانه وقت الحرب".
وختم بالقول إنه "من المفترض أن يكون
حلفاؤنا الجدد في الخليج وما وراءه على استعداد للمساعدة في هذا المسعى الاستراتيجي،
ويجب الإعلان عن سياسة إسرائيل هذه ودعمها بالأفعال من أجل تحقيق التأثير الواعي
أيضًا بين جميع الجماهير المستهدفة".