هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد كاتب إسرائيلي، أن رئيس النظام السروي بشار الأسد لا يكف عن إرسال "تلميحات" عن وجود تقدم في الاتصالات بين دمشق وكل من تل أبيب وواشنطن.
وقال نداف إيال في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت": "على طريقته المعتادة، يسعى نظام بشار الأسد إلى علاقة مع إسرائيل، والمؤشرات كثيرة، وتتواصل منذ سنة ونصف".
ومن بين تلك المؤشرات، ذكر أنه جرى نشر مقال في "معهد بحوث أمريكي لخبير سوري، يشرح مسيرة السلام والموقف السوري الثابت، الذي يبحث عن حل سياسي، كما نشرت أنباء فضائحية في وسائل إعلام عربية مصداقية نسبيا، عن لقاء سري في قاعدة لسلاح الجو الروسي في "حميميم" داخل سوريا؛ شاركت فيه محافل إسرائيلية، سورية وروسية، وذكر في النبأ رئيس الأركان السابق آيزنكوت، حيث أكدت مصادر لنا أن النبأ خيالي، ومع ذلك، يوجد حديث دائم في أوساط محافل غربية عن اتصال يجري بين محافل أمنية إسرائيلية وسورية".
اقرأ أيضا: "هآرتس": بقاء الأسد في حكم سوريا مريح لنا ولروسيا
وذكر الكاتب، أنه "في الأسبوع الماضي، ظهر نبأ طويل في "الجزيرة" عني بتسخين العلاقات بين السعودية وسوريا، وبالطريقة التي تمنح فيها الرياض شرعية متجددة لنظام الأسد الكريه، وفي باطن النبأ، أخفي عنوان آخر تماما، فقد بلغ المراسل بأنه تحدث مع محفل رسمي في وزارة الخارجية السورية، أكد أنه تجري اتصالات مع إسرائيل، وربط ذلك بالعلاقات مع السعوديين".
وقال المحفل: "ترى الرياض محادثاتنا مع الإسرائيليين كموضوع أولي لمحادثات غير رسمية مع الأمريكيين، بخاصة في الوقت الذي تريد فيه إدارة جو بايدن ترك الشرق الأوسط، وعليه، ربما تكون مستعدة لأن تقبل الوضع الراهن في سوريا".
ونقل الكاتب عن مستشار سابق في إدارة أوباما للشؤون السورية، السفير السابق "فريدرك هوف"، حديثه عن أنه "قبل عشر سنوات، في 28 شباط/ فبراير 2011، قال له الأسد من قصره في دمشق، أنه مستعد لأن يقطع علاقاته العسكرية مع إيران وحزب الله مقابل سلام كامل مع إسرائيل، إذا أدى هذا إلى إعادة كل الأرض السورية المحتلة".
ونبّه إيال إلى أن "التقديرات الراهنة التي تسمع في واشنطن وموسكو، تشهد على رغبة الأسد في منح انطباع حراك في الموقف من إسرائيل، والسؤال المركزي: ما السبب؟ وكم هذه هي خطوة حقيقية خاصة عندما يهاجم سلاح الجو الإسرائيلي بثبات في سوريا؟".
وفي ظل تردي الأوضاع المختلفة في سوريا نتيجة إدارة نظام الأسد، أفاد الكاتب بأن "المصالح تتداخل، والسعودية تبحث لها عن قنوات لتوسيع نفوذها مقابل إيران، ولهذا فهي مستعدة للعفو عن الأسد"، منوهة إلى أن "الوضع في سوريا يائس جدا، والنظام نفسه يسره أن ينثر تلميحات خفية عن التقدم مع إسرائيل والولايات المتحدة، لعله يتمكن من توفير أمل ما للجمهور الغاضب والمستاء".
وأشار إلى أن الأسد يؤمن بأن تل أبيب بوسعها منحه "الشرعية" في واشنطن، وأن تساهم "في لغة مشتركة مع السوريين دول الخليج ويثبتوا بالتقدم، فالأسد لا يتحدث عن اتفاق سلام، بل عن اتفاق عدم قتال بعيد المدى؛ ربما تسويات تتعلق بتقليص الوجود الإيراني وغيرها؛ بتعبير آخر: يبدو أن النظام السوري يريد أن يعطي انطباعا بوجود مثل هذا الاتصال".
اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية: فضلنا بقاء الأسد.. وسوريا الماضي انتهت
وأفاد إيال، بأن الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت "حازمة مثل سابقتها بالنسبة للجولان؛ في 2018 بادر يئير لابيد إلى ندوة كبيرة في الكنيست، كجزء من حملة توجهت إلى الأسرة الدولية للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في الجولان"، موضحا أنه "لا تعتقد أي جهة ذات مغزى في إسرائيل، أنه من المرغوب فيه تقديم تنازلات إقليمية لنظام الأسد، أو حتى التفكير في ذلك".
ولفت إلى أن "إسرائيل على استعداد أن تفكر بمساعد نظام الأسد مقابل تقليص الوجود الإيراني والمس بحزب الله، في كل الأحوال، لا يوجد أي مؤشر بأن الأسد يمكنه أن يوفر البضاعة حتى في صفقة محدودة كهذه"، زاعمة أن نظام الأسد "يبحث عن تل أبيب".