هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شبهت صحيفة "التايمز" التطورات المتلاحقة في أفغانستان، بما حصل في فيتنام بعد خروج القوات الأمريكية منها.
وقالت الصحيفة في مقال للكاتب ريتشارد سبنسر؛ إن أفغانستان تنتظر الآن لحظة :سقوط سايغون"، وهي عاصمة فيتنام الجنوبية التي سقطت عام 1975 في يد قوات فيتنام الشمالية الشيوعية، بعد الإجلاء الأمريكي.
وأضافت أن الغرب يسارع في ترك أفغانستان، وغادر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر، قاعدة باغرام العسكرية في أعقاب احتفال وداع صغير جدا يوم الاثنين، وتبعته معظم القوات الأمريكية، كما قررت أستراليا إغلاق سفارتها في العاصمة كابل.
وتابعت بأن طالبان تنتشر في جميع أنحاء البلاد، بعد سنوات من "محادثات السلام" غير المجدية والمذلة بالنسبة للولايات المتحدة في قطر، وتحاصر الحركة الآن قندهار ومدنا رئيسية أخرى.
وتساءلت: "كم سيمضي من الوقت قبل أن تندفع المروحيات لإخلاء السفارة الأمريكية أيضا (كما حدث في فيتنام)"؟
ولفتت إلى أنه في فيتنام، استغرق سقوط الجنوب عامين بعد انسحاب القوات الأمريكية، وقد لا تكون أفغانستان محظوظة إلى هذا الحد.
اقرأ أيضا: WP: الهند قد تكون على اتصال بطالبان لحماية مصالحها
وأضافت أنه بينما تفر القوات الحكومية من هجوم طالبان، فإنها تترك وراءها عربات هامفي وغيرها من العتاد الذي قدمته الولايات المتحدة، تماما مثل القوات العراقية.
وأشارت الصجيفة إلى أنه وفق تقديرات المخابرات الأمريكية، فإن سقوط كابل سوف يستغرق ستة أشهر.
ولفتت إلى أن القوى الأخرى كان لديها بعد نظر في التعامل مع أفغانستان، مشيرة إلى أن "إيران وروسيا تدعمان سرا طالبان، رغم إعلانهما الحرب على الجهاديين، فيما ستعرض الصين الاستثمار، جزئيا من خلال باكستان، الحليف الاستراتيجي لبكين والراعي الرئيسي لطالبان".
وبرر رؤساء الولايات المتحدة، ليس فقط بايدن ولكن أوباما وترامب أيضا، إهمالهم المدمر للعراق قبل 2014 وكذلك لأفغانستان الآن بتقديم وعود "بالتحول نحو آسيا" من أجل مستقبل أمريكا، لذلك يجب أن يعمل بايدن على الوفاء بهذا الوعد،كما تقول الصحيفة.
وشددت على أنه بعد الانسحاب، يجب على الغرب دعم الهند واحتواء الصين إذا أريد لقيمه أن تسود.
وأشارت إلى أنه يمكن لبايدن أن يبدأ بالتركيز على الهند، التي قد تواجه خسائر كبيرة بسبب دعمها الدبلوماسي للحكومة الأفغانية وتنافسها مع باكستان.
وأوضح أنه يجب على الولايات المتحدة أن تدفع الهند إلى الاتجاه نحو الشرق، كجزء من استراتيجيتها "لاحتواء" الصين.
وحسب تصور الكاتب، فإن الهند تشعر بالفعل بتوتر من جارتها الصين على جبال الهيمالايا، خاصة أن بكين متفوقة اقتصاديا وفي ميزان القوة أيضا. وبغض النظر عما يعنيه "احتواء الصين" بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الهند بحاجة إلى الدعم للاطمئنان أكثر تجاه باكستان.