هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قدم مسؤول إسرائيلي، قراءة في نهج تل أبيب وتعاملها مع حركة المقاطعة العالمية "BDS"، مقدما وصفة لخارطة طريق من أجل العمل على محاربة وتحييد تلك الحركة العالمية المناهضة للاستيطان.
وقال مدير عام منظمة "جي.ستريت
إسرائيل" نداف تمير: "اعتقدت أنه بعد رحيل بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال
السابق) عن كرسي الحكم، سيخف الميل لإدخال إسرائيل في حالة هستيرية عقب تهديدات وهمية
أو مبالغ فيها؛ لأجل الشطب عن جدول الأعمال التحديات الحقيقية لإسرائيل".
وتابع في مقال بصحيفة
"معاريف": "للأسف الشديد يظهر رد فعل حكومة التغيير (برئاسة اليميني
نفتالي بينيت) على تهديد البوظة، أننا لم نتخلص بعد من البيبية ومن تأثيرها السام على
الرأي العام".
وزعم أن حركة المقاطعة العالمية
"بي دي أس"، "فشلت في محاولة المس باقتصاد إسرائيل؛ لأنه أقوى من أي
وقت مضى"، مضيفا أنه "يوجد طلب في كل العالم على الحداثة والدينامية
للقطاع الخاص الإسرائيلي".
ردود هستيرية
وبين أن الـ"BDS" نجحت حقا في أن تنتزع من حكومات
إسرائيل ردود فعل هستيرية، "تهدد علاقة إسرائيل بالجماهير الأهم لنا في الجانب
الليبرالي والتقدمي من الرأي العام العالمي".
وذكر أن هناك من اليهود في الولايات
المتحدة من "يبتعد عن إسرائيل ليس بسبب الـ"BDS"، بل لأن إسرائيل
تبتعد عن قيمهم، وهؤلاء اليهود يعبرون عن انتقادهم الذي في الغالب ينبع من قلق عميق
على مستقبل الدولة القومية للجمهور اليهودي".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: نجاح فلسطيني مع "BDS" في الإعلام والتواصل
ونبه تمير، إلى أن "ردود الفعل
الشرطية لحكومات إسرائيل على الـ"BDS"، تمنحها انتصارا هائلا؛ لأن الليبراليين
الأمريكيين يرون في المس بحرية التعبير؛ مسا بإحدى القيم الأكثر قدسية في الديمقراطية
الليبرالية".
وذكر أن نشطاء الـ"BDS"، رأوا كيف أن وزارة الشؤون الاستراتيجية
التي أغلقتها الحكومة الجديدة، "تبنت أنظمة عسكرية كي تتصدى لتحدٍ ينبغي التصدي
له بالحوار وبتجسيد القيم الليبرالية لإسرائيل ومؤيديها".
روح جديدة
ولفت المسؤول إلى أن "نشطاء
الـ"BDS"، يفركون الآن أيديهم فرحا لأنه
يتبين أن الحكومة الجديدة أيضا تعمل بشكل يدفع إلى أذرعهم بمؤيدين جدد، يبتعدون عن
إسرائيل بالذات لأنها تشتمهم وتحاول كتم أفواههم، بدلا من أن تتصدى للنقد وللأعمال
بشكل أكثر نضوجا، وأولا وقبل كل شيء؛ العمل بجدية على تغيير الوضع حيال الفلسطينيين".
وأوضح أن "الحكومة الجديدة
برئاسة بينيت جلبت روحا جديدة، حيث جددت منظومة العلاقات الحميمة مع الإدارة الأمريكية،
والتي تسمح بالبحث بشكل بناء في الاختلافات والتأثير بقدر أكبر بكثير، وهي تجدد العلاقة
مع التيارات غير الأرثوذكسية في اليهودية، وتجدد العلاقة مع الدول الليبرالية في أوروبا،
وكذا خطاب وزير الخارجية الجديد يائير لابيد الذي أظهر نهجا منعشا (بحسب تعبيره) لمن
يفهم بأن السبيل لمكافحة اللاسامية هو في
خلق تحالف واسع مع الآخرين في العالم ممن يعانون من العنصرية ومن كراهية الأجانب، وليس
الإصرار على أن الكراهية تجاهنا هي الوحيدة التي ينبغي الاهتمام بها".
ورأى تمير، أن "الطريق
للعمل حيال الـ"BDS" لا يكون بالمقاطعات المضادة،
وبالتأكيد ليس تجاه جهات تهمها صورة إسرائيل"، مضيفا أن "أزمة البوظة تعيدنا
إلى الأنماط القديمة للهستيريا الزائدة"، على حد وصفه.