هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا تناول حادثة مقتل طفلين أمريكيين على يد والدهما المؤمن بنظرية مؤامرة غريبة.
التقرير الذي أعده الصحفي جوناثان إدوارد قال فيه؛ إنه كان من المفترض أن يذهب ماثيو تايلور كولمان في رحلة تخييم مع زوجته وطفليه الصغيرين خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وتابع أن الأب قال للمحققين؛ إن الشر كان يعيش بينهم ويهدد بإنهاء العالم.. وأنه كان عليه أن يفعل شيئا.
لذلك، قبل شروق الشمس بساعة من صباح يوم السبت، قام كولمان بتحميل طفليه - ابن يبلغ من العمر عامين وابنة تبلغ من العمر 10 أشهر - في سيارة مرسيدس سبرينتر كامبر، كما قال أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في وثائق المحكمة المرفوعة يوم الأربعاء. لم يكن لدى كولمان مقعد سيارة لابنته، لذلك وضعها في صندوق، ثم توجه من منزله في سانتا باربرا، كاليفورنيا إلى الجنوب، كما يقول المحققون.
وقالت عميلة مكتب التحقيقات الفدرالي، جنيفر بانون، في إفادة خطية من تسع صفحات؛ إنه بدلا من رحلة التخييم العائلية التي كان يخطط لها، أخذ كولمان أطفاله مسافة 250 ميلا إلى روساريتو، وهي مدينة منتجعات على ساحل المحيط الهادئ في المكسيك، جنوب الحدود الأمريكية، ثم أطلق رمح صيد على كل منهما في صدره من بندقية صيد أسماك بالرمح.
ووجهت السلطات الفيدرالية، يوم الأربعاء، التهمة لكولمان، 40 عاما، تهمة قتل مواطنين أمريكيين في بلد أجنبي. ولم تذكر سجلات المحكمة محامي كولمان.
بعد أن غادر كولمان المنزل يوم السبت، اتصلت زوجته بشرطة سانتا باربرا للإبلاغ عن أن زوجها أخذ طفليهما ولم يرد على رسائلها النصية، كما قالت بانون في إفادتها. وبحسب الوثيقة، فإن الزوجة "أ. س." قالت للضابط؛ إنها لا تعتقد أن زوجها سيؤذي الأطفال أو أنهم في خطر. قالت إن كولمان سيعود في النهاية، وعندما عرض الضابط مقابلتها شخصيا، رفضت.
في اليوم التالي، اتصلت ثانية وذهب ضابط إلى منزلها في ذلك المساء. أخبرته أنها وكولمان لم يواجهوا مشاكل بشكل عام، ولم يحصل بينهما خلاف قد يكون دفعه إلى أخذ الطفلين، كما جاء في الإفادة الخطية. لكنها أبلغت رسميا عن فقدهما.
عاد كولمان إلى أمريكا يوم الاثنين، بعد يومين من مغادرته، بدون الطفلين. وذكرت سجلات المحكمة أن عملاء فيدراليين احتجزوه، مشيرين إلى ما يبدو أنه دماء على أوراق تسجيل عربته.
قالت بانون في إفادتها؛ إن أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أجرى مقابلة مع كولمان، واعترف بقتل طفليه. قال كولمان إن ثقافته تقوم على نظريتي "QAnon" و "Illuminati" المتطرفتين، وكلاهما نظريتان لا أساس لهما، تدعيان أن النخب السرية تتحكم بشكل خبيث في الشؤون الوطنية والعالمية من الظل. وأنه كان قد تلقى رؤى وإشارات تكشف أن زوجته تمتلك "حمض نووي ثعبان"، ونقلته إلى طفليهما، وفقا للإفادة. وقال إنه بقتلهما "كان ينقذ العالم من الوحوش".
وكتبت بانون في الإفادة: "كان يعلم أن هذا خطأ، لكنه كان الإجراء الوحيد الذي من شأنه إنقاذ العالم".
وبعد ذلك، قال كولمان؛ إنه نقل الجثث على بعد 90 قدما لوضعها في أحد الأحراش، على حد قول بانون.
جريمة القتل هذه ليست أول جريمة مزعومة مرتبطة بنظرية QAnon، التي اعتبرها مكتب التحقيقات الفيدرالي تهديدا إرهابيا محليا، أو أفكارا مماثلة سابقة لها. في عام 2016، قاد رجل سيارته من ولاية كارولينا الشمالية إلى واشنطن العاصمة، بخطة لإنقاذ أطفال يُفترض أنهم كانوا يتعرضون للاعتداءات من قبل أعضاء الحزب الديمقراطي - وهي مزاعم كاذبة تُعرف باسم Pizzagate - من مطعم شهير في شمال غرب المدينة.
واستمر الشخص الذي يدعي أنه مسؤول استخبارات ويستخدم اسم "Q" لينشر هذا النوع من المعلومات الكاذبة عبر الإنترنت، مدعيا أن المتحرشين بالأطفال الشيطانيين يشربون دماء الأطفال ليبقوا شبابا.
وظهر أتباع النظرية، الذين أصبحوا معروفين باسم أنصار QAnon، لاحقا في التجمعات الحاشدة للرئيس السابق دونالد ترامب. كما شارك بعض هؤلاء المتعصبين في أعمال شغب الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير، مدعين أن "# العاصفة" التي تنبأ بها َ Q على منصات التواصل اليمينية المتطرفة قد وصلت.
تقدم سجلات المحكمة تفاصيل قليلة عن اهتمام كولمان المزعوم بنظريتي QAnon و Illuminati. وُلد كولمان ونشأ في سانتا باربرا، وتعلم صيد سمك الرمح والإبحار كصبي، وفقا لموقع الويب الخاص بشركته، Lovewater Surf، التي تقدم دروسا وتؤجر المعدات في سانتا باربرا.
يقول الموقع؛ إن ركوب الأمواج أصبح شغفه. تنافس في فريق ركوب الأمواج في جامعة Point Loma Nazarene عندما كان طالبا جامعيا. ثم انتقل بعد ذلك إلى إسبانيا، التي كانت بمنزلة منصة انطلاق لـ "مهمة ركوب الأمواج" لأكثر من 20 دولة حول العالم.
عندما عاد كولمان إلى سانتا باربرا بعد عامين، أمضى العقد التالي في التدريس في المدرسة الثانوية، وتدريب فريق ركوب الأمواج، والعمل في مؤسسة غير ربحية تستخدم ركوب الأمواج لتوجيه الأطفال، كما يقول موقع Lovewater على الإنترنت.
في عام 2017، تزوج وأسس هو وزوجته مدرسة ركوب الأمواج، وفقا للموقع وحساب كولمان على إنستغرام، في العام التالي، رزقا بطفلهما الأول، طفل ذكر، وبحسب ما تكشف منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي. في أيلول/ سبتمبر 2020، تبعه مولدة.
تُظهر حسابات كولمان على مواقع التواصل أبا في منتصف العمر يقضي إجازاته ويركب الأمواج مع العائلة والأصدقاء. يظهر مقطع فيديو نشره في 16 تموز/ يوليو وهو يركب موجة ويقفز واقفا على لوح التزلج، قبل أن يتناول ابنه الصغير وهما يتجهان نحو الشاطئ. وتحت الفيديو علق "خطوات طفل".
وفي أيار/ مايو، نشر كولمان صورة لنفسه بجانب زوجته، وهو يحمل ابنهما وهي تحمل ابنتهما - كلهم على الشاطئ ومحاطين بالبحر. والتعليق "كنوزي".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)