أكد كاتب إسرائيلي، أن
إيران هي الرابح الأكبر من
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، الذي تبعة انتصار حركة
طالبان وفرد سيطرتها على الدولة.
وذكر الكاتب الإسرائيلي إلداد باك، في مقال بصحيفة "
إسرائيل اليوم" العبرية، أن قائدل كرديا في جبهة القتال، أوضح له في حزيران/يونيو 2014، مع بداية انتشار تنظيم الدولة، أنه "يمكن سحقهم في غضون أسبوعين، ولكن لا توجد لأحد مصلحة بعمل ذلك".
وأضاف: "عندما فصل قائمة كل الأطراف الذين أرادوا تعزيز قوة تنظيم الدولة، كانت الولايات المتحدة أكثرهم بعثا على الدهشة".
وبحسب ما نقله الكاتب باك، قال القائد الكردي: "إدارة أوباما أرادت تعزيز الانطباع بأن إيران هي جهة معتدلة في الشرق الأوسط"، مضيفا: "الأمريكيون يريدون التقرب من إيران، وأن تتمكن من عرض نفسها كشريك في مكافحة الإرهاب السني، وسيكون لواشنطن مبرر لعرض طهران كجهة مرغوب في الحديث معها".
ونوه الكاتب، أنه "بعد سنة من ذلك، وقع الاتفاق النووي مع إيران"، متسائلا: "هل الإدارة الديمقراطية الحالية (برئاسة جو بايدن) قررت هي الأخرى ترك أفغانستان لمصيرها في يد طالبان، كي يكون ممكنا مرة أخرى عرض إيران كجهة يمكن التعويل عليها في صراع مشترك ضد الإرهاب؟".
وتابع: "هل جاء الانسحاب الأمريكي لشق الطريق لاستئناف الاتفاق النووي؟ والأخطر من هذا؛ هل نظام طالبان في أفغانستان سيعزز الحجة الإيرانية بأن طهران ملزمة بأن تسلح نفسها نوويا في وجه التهديدات الأمنية حولها؟".
ولفت إلى أن "بايدن في محاولة للتقليل من شدة صور الانسحاب الفوضوي من كابول، شرح أنه حتى لو بقي جنود الولايات المتحدة في أفغانستان لما تغير الوضع هناك".
وقال: "صحيح أن بايدن ورث عن سلفه دونالد ترامب اتفاق سلام مع طالبان، الذي منحه الإطار لسحب القوات، ولكن بالضرورة يثور السؤال المقلق: لماذا أصرت الإدارة الأمريكية على تنفيذ الانسحاب بالذات الآن وبهذا الشكل المحرج؟ وبأي شكل يخدم "الخروج اللبناني" من كابول المصالح الأمريكية في الساحة الدولية؟".
أما بالنسبة لطهران، فهذه بحسب الكاتب "هدية من السماء في توقيت رائع؛ صور قوات الجيش وهي تفر مهزومة من دولة إسلامية، هي حافز رائع لسياسة الانتشار الإيرانية، حتى لو كانت عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان قد تعزز المحور المناهض لإيران في الشرق الأوسط الواسع".
وبين أن "طالبان هي قوة سنية دعمتها في الماضي الإمارات والسعودية، واليوم، مع ابتعاد الإمارات والسعودية عن القوى الإسلامية، العراب الأساس لطالبان هو قطر"، بحسب قوله.
ونبه إلى أن "المصالح في الشرق الأوسط تتغير بسرعة مثل رمال الصحراء المتحركة"، مضيفا: "الإيرانيون كما هو دوما، وبخلاف تام مع الأمريكيين، يعرفون كيف يخرجون الكستناء من النار في الوقت المناسب".
وزعم باك، أن "شخصيات إيرانية بعد الهجوم في أيلول/سبتمبر 2001 التقت مع أخرى أمريكية سرا، ونقلوا لهم معلومات استخبارية عن طالبان، لقد أرادت إيران في حينها إسقاط طالبان، وفي السنوات الأخيرة طلبت إيران من طالبان ضرب أهداف أمريكية في أفغانستان، أما هذه المرة، أرادوا تسريع الانسحاب الأمريكي من الدولة المجاورة، والآن تستعد طهران لاستخدام طالبان لأغراضهم، وبالأساس، إقناع الغرب بأنه في ضوء التهديد المتجدد في أفغانستان، طهران هي حليف يجدر الحديث معه وتوثيق الارتباطات به".
ورأى أنه "من غير المستبعد أن يكون الانسحاب من أفغانستان هو جزء من خطة الإدارة الديمقراطية للاقتراب من إيران، فالمفاوضات في فيينا على استئناف الاتفاق النووي علقت قبل انتخاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي".
وأفاد الكاتب، أنه "يتعين على الغرب أن يتنازل، وحيال التغيير الجغرافي الاستراتيجي الذي وقع هذا الأسبوع في أفغانستان، سيكون أسهل تبرير وشرح، تلطيف حدة المواقف وقبول الإملاءات الإيرانية، فأوروبا تخشى إغراق قارتهم باللاجئين، وسيسر أوروبا أن تدفع للإيرانيين ثمنا عاليا للغاية كي يبقى اللاجئون في نطاقها، علما بأن طهران أقامت منذ الآن منطقة فصل قرب الحدود مع أفغانستان لاستيعاب اللاجئين".
وأكد أنه "في الوقت الذي كان يبدو فيه أن نظام آيات الله الإيراني يقف أمام إحدى ساعات اختباره الوجودية الأكثر جدية، أصبحت إيران هي الرابح الأكبر من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان".