هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا أعدته لارا سيلغمان قالت فيه: إن كبار القادة العسكريين الأمريكيين اجتمعوا قبل 24 ساعة من تفجير انتحاريين نفسيهما في مطار حامد كرازي الدولي بكابول وذلك لتلقي الإيجاز اليومي عن الوضع المتدهور في أفغانستان.
وتحدث وزير الدفاع لويد أوستن من كاميرا فيديو مؤمنة في الطابق الثالث من مبنى البنتاغون وفي الساعة الثامنة صباحا، 4.30 مساء بتوقيت كابول، حيث أصدر تعليماته لعدد من مسؤولي الوزارة حول التحضير لحادث جسيم.
واستندت المجلة على ملاحظات تم إعدادها واطلعت عليها. وحذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي في أثناء اللقاء قائلا: إن هناك معلومات استخباراتية "مهمة" تشير لقيام فرع تنظيم الدولة في أفغانستان بالتخطيط لـ "هجوم معقد".
وقال القادة الذين تحدثوا من كابول: إن بوابة آبي التي طلب من المواطنين الأمريكيين التجمع أمامها لدخول المطار تعتبر "خطرا أمنيا عاليا". وبحسب المعلومات السرية فقد قال أوستن "لا أعتقد أن الناس على الأرض يشعرون بالمخاطر".
وفي مكالمة عبر الفيديو مع كابول في الساعة الرابعة مساء (12.30 صباح الخميس في كابول) قدم القادة خطة مفصلة لإغلاق بوابة آبي في منتصف الخميس. لكن الأمريكيين قرروا الإبقاء على البوابة مفتوحة لمدة أطول من أجل السماح لحلفائهم البريطانيين بإجلاء رعاياهم وجنودهم الذين كانوا في فندق بارون القريب، وذلك بعدما سرعوا من الجدول الزمني للانسحاب. وكانت القوات الأمريكية لا تزال تتعامل مع الداخلين إلى المطار عبر بوابة آبي في الساعة السادسة مساء عندما قام انتحاري بتفجير نفسه وقتل 200 شخص تقريبا بمن فيهم 13 جنديا أمريكيا.
وقبل أسبوع من الهجوم تحدث الرئيس جوزيف بايدن والمسؤولون في الإدارة علنا عن خطر تنظيم الدولة على المطار. بل وذكر بايدن التهديد كسبب لعدم تمديد الوجود الأمريكي لما بعد 31 آب/أغسطس، وحذر الرئيس نهاية الأسبوع من هجمات جديدة لتنظيم الدولة وأنها محتملة بشكل كبير.
وقالت المجلة: إنها استندت في تقريرها على ملاحظات سرية عن ثلاث مكالمات منفصلة قبل الهجوم ومقابلات مع مسؤولين دفاعيين على معرفة بالنقاشات. وقررت المجلة حجب البيانات عن مداولات البنتاغون حتى لا تؤثر على العمليات الجارية في المطار. وتم التأكد من صحة المكالمات عبر مسؤول دفاعي ومن خلال الحوارات المفصلة بين المستويات العليا داخل قيادة البنتاغون. وكانت واضحة في تحذيرها المسؤولين على الأرض قرع جرس الإنذار والتحضير لهجمات محتملة في إطار 24 ـ 48 ساعة وهو توقع كان دقيقا جدا.
وفي بيان للمتحدث باسم البنتاغون جون كيربي محتجا على نشر التقرير: "هذه القصة قامت على كشف غير قانوني لمعلومات سرية ومداولات داخلية ذات طبيعة حساسة". وقال إنه حالما سمعت الوزارة بالتقرير قامت بالاتصال مع بوليتكو لمنع نشر المعلومات التي قد تعرض القوات الأمريكية والعمليات للخطر. وقال: "نشجب عملية الكشف غير القانونية للمعلومات السرية ونعارض نشر القصة القائمة عليها في وقت لم تنته فيه العمليات".
وقال مسؤول دفاعي ثان: إن المعلومات الإستخباراتية حول التهديد على مطار كابول تم تفصيلها في مكالمة نقلت عبر التسلسل القيادي. وتعامل البيت الأبيض مع التهديد بجدية ودعم أي فعل تراه القيادة مناسبا.
وأضاف: "لم تكن هناك إدارة مصغرة من واشنطن لجهود منع الهجوم".
وقال المسؤول: إن الإجراءات لمنع هجوم محتوم شملت إغلاق بوابتين للمطار بشكل دائم وإبلاغ نقاط تفتيش طالبان حول التهديد المحتمل والطلب منهم أخذه بالإعتبار في عمليات التفتيش والحد من حركة العربات عبر عدد من البوابات وإصدار أمر للمواطنين الأمريكيين يحذرهم من خطر محدد.
وأضاف المسؤول: "إن القوات الأمريكية وسلطات مطار حامد كرازي الدولي كانت واعية وتحضر لسلسلة من التهديدات وتمارس الحذر الشديد. واتخذنا عدة تحركات لحماية القوات والمغادرين ولم يكن هناك جهد مهما كان كبيرا قادرا على التخلص من تهديد عدو مصمم".
وبدأ أوستن حديثه يوم الأربعاء مؤكدا أن التهديدات ستزداد في مدى 24 ـ 48 ساعة وأصدر أوامره لفريقه ليكون مركزا مثل الليزر على إجلاء المواطنين الأمريكيين من المدينة.
وكانت القوات الأمريكية ودول التحالف قد أجلت في اليوم السابق عن النقاش 19.000 شخص من كابول على متن طائرات عسكرية وتجارية.
واتصل الأدميرال بيتر فاسلي، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان والجنرال كريستوفر دوناهو، قائد الوحدة 82 المحمولة جوا من مطار كابول لتقديم معلومات بشأن التهديدات. وقالا إنه إلى جانب بوابة آبي هناك البوابة الجنوبية والغربية عرضة للخطر، وذلك حسب الكلام المكتوب الذي لم يحدد من كان يتحدث منهما.
وفي المداولات تحدث كل من دوناهو وفاسلي عن الخطوات الإضافية التي اتخذتها طالبان في خارج المطار ودفع الحشود نتيجة للتهديدات. وخلال عمليات الإجلاء فرضت طالبان حظر التجول ووسعت من حضورها في محيط المطار لمساعدة الأمريكيين على زيادة الأمن، حسب المسؤول الدفاعي. لكن القادة العسكريين الذين شاركوا في المحادثة عبروا عن إحباطهم من غياب تعاون طالبان، وقالوا إنها تقوم بإرجاع أشخاص لهم الحق بالإجلاء. وقال دوناهو وفاسلي إنه ومنذ آخر اتصال مباشر مع ملا عبد الغني برادار فالأمر يقتضي أقصى حد من أجل تحريك الأمور.
وبحسب الملاحظات "لو أراد شخص المغادرة وأرجعته (طالبان) من مكان اللقاء فقد طلبنا منهم الاتصال بنا 24/7". وظل الفريق يتصل مع طالبان بشكل مستمر ومتكرر من أجل حل المشاكل العالقة. و"نجحنا في معظم الأحيان ولكن هذا لا يعني أننا لن نواجه نفس المشاكل في الساعات والأيام اللاحقة".
وبعد نهاية لقاء الصباح في يوم الأربعاء عقد أوستن لقاء شارك فيه فرانك ماكينزي، قائد القيادة المركزية وكولين كال، مسؤول السياسة في البنتاغون، حيث عبر أوستن عن قلقه من التهديد المحتوم. واستمع ماكينزي من مقره في تامبا لأوستن وهو يقول: "علينا الاستماع عندما يقول مسؤول سابق لقوات العمليات الخاصة وقائد وحدات سيل أن الوضع على الأرض خطير".
وقال ماكينزي إن الأمريكيين لا خيارات أمامهم في الاعتماد على طالبان لتأمين عمليات الإجلاء وتوقع أن الجماعة المتشددة لن تكون مستعدة لمساعدة الأمريكيين لو طالت مدة إقامتهم في كابول وحتى مع زيادة تهديد تنظيم الدولة ـ ولاية خراسان.
ولم يجد المسؤولون الأمريكيون أي سبب يدعوهم للاعتقاد أن هناك تعاونا بين التنظيمين المتشددين، نظرا للعداوة المستحكمة بينهما.
وقال ماكينزي: إن "قدرة طالبان على حمايتنا ومساعدتنا في متابعة المواطنين الأمريكيين وغيرهم، ستتراجع ولاحظنا إشارات عن هذا اليوم" و"نحن بحاجة لاتفاق مع طالبان لمتابعة أهدافنا الأساسية لإخراج الأمريكيين وأصحاب الأولوية".
وقدم ماكينزي توقعا: "لن نستطيع إخراج كل شخص، وسنخرج ما بين 90 ـ 95%". ولم تحدد المكالمة إن كان يتحدث عن المواطنين الأمريكيين أم عن الجميع. وحذر كال قائلا: "سيحكم علينا التاريخ من هذه الصور".
وبعد نهاية لقاء الصباح تحرك المسؤولون للعمل وأغلقوا عددا من البوابات وعملوا مع طالبان لمرور عدد من الأشخاص المغادرين وتطوير معلومات أمنية لاستهداف تنظيم الدولة ـ ولاية خراسان. وفي الساعة الرابعة مساء (12.30 صباحا في كابول) عقد فريق أوستن ومقرات القيادة الوسطى في كابول اجتماعا ثالثا من أجل التحضير لتقديم معلومات جديدة للوزير في المساء، وحضر اللقاء تسعة من المسؤولين على الأقل.
وقال فاسلي إنه يعمل على إغلاق بوابة آبي، وفي ذلك الوقت أغلق الفريق وبشكل دائم البوابة الشمالية والشرقية ولكنهم أبقوا على البوابة الجنوبية والغربية مفتوحتين.
وأضاف فاسلي أنه يخطط لإغلاق بوابة آبي بحلول مساء الخميس. لكنها لم تغلق حتى لا تتوقف عمليات الجلاء البريطانية من فندق بارون القريب. ولم يصل البريطانيون المغادرون بعد للبوابة مع أن بريطانيين قتلا في الهجوم. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: إن البريطانيين عملوا مع الولايات المتحدة للتأكد من سلامة آلاف المغادرين. وفي المكالمة تحدث فاسيلي عن مشاكل تعرض لها حلفاء في الناتو حيث منعت طالبان قوافل تضم سويديين وهولنديين ودنماركيين وغيرهم.
وقال مسؤول استخباراتي لم يذكر اسمه إنهم يواصلون تطوير خطط لمواجهة تنظيم الدولة وإن إغلاق بوابة آبي قد يساعد. ولكن الوقت تأخر حيث حدث التفجير في الساعة 6.00 مساء عندما كان أوستن وميلي في البيت الأبيض يتحدثان مع الرئيس. وبعد الهجوم أعطى بايدن البنتاغون الضوء الأخضر لملاحقة أي شخص على علاقة بالهجوم.
HTTPS://WWW.POLITICO.COM/NEWS/2021/08/30/PENTAGON-MASS-CASUALTY-ATTACK-KABUL-507481