مدونات

أسرى نفق الحرية ودرس في الإرادة

غادة الفقعاوي كاتبة فلسطينية
غادة الفقعاوي كاتبة فلسطينية
جميعنا سمعنا عن حدث هروب الأسرى الفلسطينيين الستة وحصولهم على الحرية في يوم 6 أيلول/ سبتمبر 2021 بعد سنوات من الظلم والقهر.. يوم سيخلد في القلوب والذاكرة وسيتحدث عنه تاريخ العالم بأسره. منا من استقبل الحدث بدموع من الفرح وتوزيع الحلوى، ودعونا الله أن يكونوا آمنين سالمين ويبعد عنهم عيون الغدر، وجميعنا تخيلنا شعور الحرية وكيف كانت تطير دقات قلوبهم شوقا لشمس النهار.

فهذه القصة الحقيقية الملهمة دليل ما بعده دليل على قوة الإرادة في صنع المعجزات، فالإرادة هي كنز ثمين لمن يقدره، هي الرؤية اللامعة في نظر من يصنع هدفا ليصل به إلى النجوم، أي هدف ولو كان قصير المدى يحتاج منا إلى إرادة قوية وإصرار على تحقيقه، فما أسباب ضعف الإرادة للوصول إلى الهدف؟ وكيف أقوي الإرادة؟

إن من أهم أسباب ضعف الإرادة هو الشعور بالقلق والاستسلام للواقع ورغبة الإنسان في أن يسير مع التيار، ولا يقبل تحديات الحياة والخروج عن المألوف، فأصبح يتوقف عن الأحلام التي تصنع الأمل الذي يقوي الإرادة لتحقيق الحلم، ولو كان مستحيلا، وضعف إيمان الإنسان بنفسه وقدراته جعل إرادته في سبات عميق.

ولكي تكون قوي الإرادة عليك معرفة الآتي:

أولا: مهما كان حالك عسيرا لا تنسَ قول الله تعالى: "فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا"، فعليك بالتقرب إلى الله عز وجل، لتشعل نور الإيمان في قلبك، ليزيد من رغبتك وإرادتك لتصل إلى هدفك.

ثانيا: قم بتنمية دوافعك الداخلية، فهي قوة كامنة تخفيها عن نفسك. دع عقلك يتحدث عن الإيمان بقوتك والقدرة على تحقيق هدفك، لتفسح مجالا لإرادتك البشرية على الاشتعال لتحقيق ما تريد. يقول نابليون هيل: "أي شيء يستطيع العقل البشري تصوره والإيمان به، تستطيع الإرادة البشرية تحقيقه".

ثالثا: اقرأ قصص الناجحين وكيف واجهوا عقبات الحياة، ولم يتوقفوا عند أول محطة فشل لهم، بل بإرادتهم وصلوا إلى إنجازات عظيمة، وأعظم مما كانوا يحلمون بها.

رابعا: لا تلتفت لمن حولك ممن دمر حياته بيديه بسبب ضعف إرادته، لا تفكر سوى بالإيجابية واصنع لنفسك طريقا من الورود، عطرها حسن الظن بالله والحلم والأمل والإصرار والإرادة لتحقيق المستحيل.

ختاما:

تذكر دائما قصة الأسرى الستة، تذكر أنهم كانوا بين أربعة جدران لا تدخل عليهم الشمس، وتحيطهم العوائق من كل ناحية، وبقوة صبرهم وإرادتهم وصلوا للشمس بأيديهم، وأنت ما زلت حرا طليقا، فلا تجعل نفسك في سجن بنيته بيدك، انطلق وتوكل على الله وكن قوي الإرادة وستصل للمستحيل.
التعليقات (1)
سامي الدلو
الإثنين، 13-09-2021 09:39 ص
يعطيكي العافية كلام سلبم 100% ودايما مبدعة

خبر عاجل