طب وصحة

علماء يكذبّون شائعة زرع شرائح في لقاحات كورونا

تساهم الشائعات حول لقاح كورونا في تخويف البعض من تلقيها- جيتي
تساهم الشائعات حول لقاح كورونا في تخويف البعض من تلقيها- جيتي

يتداول مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي منذ أشهر بعض النظريات مفادها أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تحتوي على شرائح تسمح بتتبع الأشخاص الحاصلين على التطعيم أو أن التلقيح يجعل متلقيه ممغنطا، تلتصق بجسده بعض الأجسام المعدنية.


وكان رجل الأعمال الأمريكي، بيل غيتس، نجم نظريات المؤامرة، حيث ادعى بعض مروجيها أنه كان خلف وضع الشرائح المزعومة في جرعات اللقاح.


اقرأ أيضا: محكمة في بيرو تتهم "بيل غيتس" بصنع فيروس كورونا

ونقل موقع "ساينس" عن اختصاصي الأمراض المعدية للأطفال في جامعة ميريلاند، د. مات لورينز، الذي شارك في التجارب التي أجرتها "موديرنا" و"نوفافاكس"، قوله إن وضع الرقائق في اللقاحات "ليس من الممكن (نظرا) للحجم الذي سيكون مطلوبا لتلك الشريحة".


وأضاف أن "تلك الشريحة لا بد أن تكون موصلة بمصدر للطاقة وبالإضافة، على مصدر الطاقة ذاك أن يرسل إشارة عبر إنش واحد على الأقل من العضل والدهون والبشرة إلى جهاز بعيد، وهو مرة أخرى، غير منطقي".


وفي استطلاع رأي  لشركة "يوجوف" شمل 1500 أمريكي، في يوليو، قال 5 بالمئة من المشاركين إن الحكومة تستخدم اللقاح لوضع رقائق في السكان، بينما قال 15 بالمئة إن الأمر ربما يكون صحيحا.
وقادت الإشاعات بشأن اللقاح وربطه بشبكات الجيل الخامس من إنترنت "5G" إلى وقوع عدة هجمات استهدفت أبراج الاتصالات، وكذلك موظفين عاملين بالمجال.


ونقل الموقع عن طبيب العناية المركزة في جامعة فرجينيا، إيبوني هيلتون، أن "هذه الجائحة كان من المفترض أن تكون واحدة من الأشياء التي تجمعنا سويا، تماما مثلما جمعنا 11 سبتمبر".


وأضاف: "ما زلنا منقسمين كثيرا. وبصراحة شديدة، الأعداد في المستشفى لدي الآن أكثر ارتفاعا مما كانت عليه خلال الجائحة كاملة".


ووفقا لشركة "هاملتون" المتخصصة، فإن لقاحات كورونا يتم حقنها باستخدام إبرة بقياس 22- 25، تتراوح أقطارها الداخلية ما بين 0.26 ملم و0.41 ملم، بينما الشريحة المزودة بـ"5G" تصغر قليلا عن حجم عملة معدنية.


وبحسب الصحيفة، فقد طورت شركة "بيوهاكس" السويدية أنظمة شرائح من الممكن حقنها تحت الجلد، إلا أنها تتطلب إبرة أكبر بكثير من تلك المعتمدة للقاحات، ورغم ذلك فهي لا تزال أصغر من أن تتضمن مصدر طاقة أو قدرات على التتبع.


ونقل الموقع عن الطبيب لورينز قوله إن قوارير اللقاح متعددة الجرعات مخصصة لعدة أشخاص، "لذلك فإن فكرة أن تتمكن من سحب الحجم الدقيق المطلوب للقاح للفرد وأن تأمل بشكل عشوائي أن تحصل على شريحة صغيرة جدا لكل منهم ولكل شخص ينوي تلقي جرعة من تلك القارورة ببساطة ليس ممكنا".


وبحسب الصحيفة، فإن حقن لقاحات كورونا يتم على عمق إنش واحد على الأقل في العضلات الكثيفة، وهو عمق كبير مقارنة بما تحتاجه الشرائح التي تتم زراعتها تحت الجلد مباشرة، وليس في العضلات.


وأكدت موران أن التقنيات الموجودة أصلا، والتي يمكن استخدامها للتتبع، تُغني أي جهة كانت "عن وضع شريحة إلكترونية في أضرع الناس".


ودفع انتشار نظريات المؤامرة في هذا الوقت الحساس بعض المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي إلى التدقيق على المحتوى المرتبط باللقاحات، وصلت حد حذف منشورات وإزالة فيديوهات تروج لمعلومات مغلوطة.

 

اضافة اعلان كورونا

وكان "يوتيوب" آخر المنصات التي أعلنت عن إطلاق حملة تستهدف مقاطع الفيديو التي تروج لمعلومات مضللة بشأن اللقاحات.


وأعلن الموقع أنه أزال أكثر من 130 ألف مقطع، منذ العام الماضي، لانتهاك سياسة المنصة حول اللقاحات.


وقال يوتيوب: "رأينا باطراد ادعاءات كاذبة حول لقاحات فيروس كورونا تمتد إلى معلومات خاطئة حول اللقاحات بشكل عام. نحن الآن في مرحلة أصبح فيها توسيع نطاق العمل الذي بدأناه مع كوفيد-19 أكثر أهمية من أي وقت مضى".


ورغم عمليات التشكيك في مصداقية لقاح كورونا، فإنّ نسبة المقبلين على التطعيم عبر العالم شهدت تطورا ملحوظا إذ تلقى حوالي 46% من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا، وتم تطعيم 34.1% بشكل كامل إلى حدود الجمعة الماضي.

وتم إعطاء 6.3 مليار جرعة على مستوى العالم، ويتم الآن إعطاء 35 مليون جرعة كل يوم، فيما تلقى 1.3% فقط من الناس في البلدان منخفضة الدخل جرعة واحدة على الأقل.

 

في الإطار نفسه، قالت دراسة بريطانية، إنه لا يوجد ضرر من تلقي لقاح فيروس كورونا، ولقاح الإنفلونزا في الوقت ذاته.

وأشارت الدراسة إلى أن ذلك لا يؤثر بطريقة سلبية، على الاستجابة المناعية التي ينتجها اللقاحان. ووجد الباحثون في جامعة بريستول البريطانية، أن الآثار الجانبية المبلغ عنها عادة ما كانت خفيفة إلى معتدلة في الاختبارات التي أجريت بـثلاثة لقاحات مضادة للإنفلونزا مع أي جرعة من لقاحات كورونا سواء من إنتاج فايزر الأمريكي أو أسترازينيكا البريطاني.

من جانبها، قالت كبيرة الباحثين راجيكا لازاروس، إن هذه خطوة إيجابية حقا قد تعني تقليص المواعيد للذين يحتاجون إلى اللقاحين، مضيفة أنه تم تقديم نتائج الدراسة إلى اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين للنظر فيها وستساعد صانعي السياسات في التخطيط لمستقبل برامج التطعيم المهمة هذه.

وأجريت الدراسة على 679 متطوعا في 12 موقعا عبر إنجلترا وويلز، ومن المقرر نشر النتائج الكاملة في "مجلة لانسيت" الطبية.

ووجدت الدراسة أن 97% من المشاركين قالوا إنهم على استعداد للحصول على لقاحين في نفس الموعد في المستقبل.

وتلقت إحدى المجموعات جرعتين إحداها من لقاح الوقاية من كورونا والثانية من لقاح الإنفلونزا في الزيارة الأولى، مع إعطاء دواء وهمي في الزيارة الثانية، وتلقت مجموعة أخرى لقاح كورونا وعلاجا وهميا في نفس اليوم متبوعا بلقاح الإنفلونزا في اليوم الثاني.

التعليقات (0)