قضية التقدم في السن، ومرض الزهايمر موضوع في غاية الأهمية
بعد
مشاهدة فيلم "The Father" ستشعر برغبة قوية بالبكاء، فعلى الرغم
من كونه عملا هادئًا ممتلئًا بالعواطف وممزوجا بالضحكات والدموع، إلا أن كل ذلك لا
يخفي قسوة الفيلم وقوته في دفع باب قلبك وتحطيمه من الداخل، حتى تلك العبارات ذات النفس
الرومنسي التي دست في سيناريو العمل بمهارة كانت موجعة حد الألم، وأثارت العديد من
الأسئلة التي لا نجرؤ على طرحها، وحتى أننا لم نعد نملك وقتا للتفكير فيها، وتأمل أنفسنا
والإحساس بالأقربين، لكن الفنان فلوريان زيلر استطاع أن يأخذنا في رحلة إلى أكثر الأماكن
تشويشا وعمقا، فتجد نفسك واقفا أمام أب عانى من فقد ابنته وزوجته، وبدأت ذكرياته بالتراجع
أمام وحشية مرض الزهايمر!
ينقلنا
المخرج إلى شقة صغيرة حيث الأب الذي تريد ابنته الرحيل عنه وإقناعه بقبول ممرضة تقوم
على رعايته قبل انتقالها إلى باريس من أجل الزواج من رجل تحبه، يشعر الأب بالحزن الشديد،
خصوصا عندما يعلم بأن ابنته تنوي وضعه في دار العجزة في حال لم يقبل بوجود من يقوم
على رعايته، ثم تبدأ الأحداث والمشاهد بالتتابع بشكل فوضوي وغير منطقي، فحين يتحدث
الأب مع زوج ابنته حول رغبتها بالسفر مع رجل فرنسي لباريس، تأتي ابنته وقد أحضرت معها
دجاجة من السوق، لكنها ليست الابنة نفسها التي ظهرت في البداية، ثم يخبرها بما دار
بينه وبين زوجها، فتخبره بأنها منفصلة منذ سنوات وغير متزوجة ولا تنوي الذهاب لباريس،
ولا وجود للدجاجة أصلا!
تستمر
الفوضى ويزداد الأمر تعقيدا ليكتشف المشاهد بأنه موجود في رأس الأب المصاب بالزهايمر
وتحديدا في ذاكرته، فقد أصبح المشاهد يرى ما يراه بطل الحكاية ومشوشا مثله، ويعيش تجربته
بحذافيرها، وهذا ما يعزز لديه شعور التعاطف مع الأب المريض، ويجعله أكثر تفهما لما
يدور في رأس مريض الزهايمر بشكل عام، وما يدور في عقل البطل بشكل خاص، فيحظى بتفسيرٍ
لما يقوم به المريض من أفعال وتصرفات تتأرجح بين اللطف والعنف، واختلاط الأحداث الماضية
بالأحداث الحاضرة، كما تتداخل لديه رغباته والواقع، فلا يعود يفرق بينهما!
ويجد
المتابع نفسه أمام كومة من الأحداث والذكريات ألقيت في وجهه، يناقض بعضها الآخر، ولا
يدري ما هي الحقيقة بالتحديد، فيحاول الإمساك بالخيط، ومعرفة الأشياء على طبيعتها،
لكن ذلك غير ممكن طالما أن الحكاية ترويها ذاكرة تختنق تحت وطأة الزهايمر، لقد نجح
المخرج بنقل هذا النص المسرحي المبهر والذي حاز على العديد من الجوائز من الخشبة إلى
شقة صغيرة، وهو ما لم يكن صعبًا، كونه بدأ مسرحيًا، وحقق نجاحًا عاليًا، فكيف إذا تم
نقله إلى مكان أكثر اتساعًا بقليل، ونقلته كاميرات معتادة على الاحتيال على المشاهد
وإغراقه في الحدث بصورة أعمق.. وبالطبع فإن أداء أنتوني ساهم بشكل كبير في النهوض بالعمل،
وأقل ما يمكن القول عن أدائه بأنه مبهر، واستحق جائزة الأوسكار، إذ بدا وكأنه خُلق
لهذا الدور..
طرح
الفيلم العديد من النقاط الهامة، دون التصريح بها بشكل مباشر، بل ترك للمشاهد، والذي
رأى بعضا مما يعانيه مريض بالزهايمر، مهمة التقاطها وسؤال نفسه عما يعنيه كل ذلك، ما
معنى أن نفقد الذاكرة، وأن نصبح تائهين بتلك الطريقة القاسية، وما هو شعورنا لو كنا
نرى أحبتنا يذبلون شيئا فشيئا بحيث لا يمكنهم معرفتنا، وهل سنطيق احتمالهم بيننا عندما
يجرحوننا بأسوأ الكلمات وهم لا يدركون ذلك؟ وهل سنختار الوقوف إلى جانبهم أم سنحاول
الفرار من المسؤولية الأخلاقية الكبرى تجاههم ونكمل حياتنا؟ لقد اختارت ابنة أنتوني
العيش في باريس وأودعت أباها دار رعاية المسنين، وهو الجزء الأكثر إيلاما، تكتب له
رسالة ينساها ويعيد قراءتها كما لو أنها المرة الأولى، وتزوره مرة في العطلة، يستمر
الأب في النسيان والبكاء، يتعمق شعوره بالوحدة، وينهشه خريف العمر وحيدًا..
يذكرني
هذا الفيلم بفيلم "still alice" بطولة جوليان مور، الأستاذة الجامعية المصابة
بمرض فقدان الذاكرة المبكر، وبدأت تنسى شيئا فشيئا، وقد كان مؤثرا جدا محاولتها لتأخير
أعراض مرضها، فبذلت مجهودا كبيرا في ذلك لتحمي ذكرياتها أطول فترة ممكنة، لكنها فشلت،
وقد كانت أليس مدركة تماما لمعنى أن تصاب بالزهايمر، فتتبول على نفسك، وتقول وتفعل
أمورا فظيعة دون أن تدرك، فعزمت على تصوير فيديو لنفسها بهدف الانتحار ليذكرها بمكان
حبوب ترديها ميتة، فلا تكون بذلك حملا زائدا على عائلتها وكائنا يتمنى الجميع بسريرته
الخلاص منه ليُريح ويستريح، وربما أرادت أليس أن تبقي ذكراها مشرقة لدى عائلتها وأصدقائها
بأن تموت واقفة، لقد فعلت أليس ذلك وهي تعي أنها وبمجرد الانتهاء من تصوير الفيديو
ستنسى أنها قامت بذلك أصلا!
لم تستطع
أليس الانتحار، لكن موقف الزوج والأبناء كان رائعا بمساندتهم لأليس، فعندما كان زوجها
يبدل لها ثيابها بعد تبولها على نفسها قال لها "الذي يحيا معك عمرا بأكمله ويعرف
عنك الكثير، هو الذي يستطيع أن يتقبلك مهما حدث ويحبك إلى الأبد"، لقد عرض فيلم
"still alice"
معاناة مريض الزهايمر إنما من الخارج، بينما كان فيلم الأب متجها إلى الداخل، ويعرض
الموقف المناقض، حين يتخلى عنا من نحبهم، ومن أعطيناهم كل ما نستطيع لجعلهم سعداء.
إن قضية
التقدم في السن، ومرض الزهايمر موضوع في غاية الأهمية، وقد تم طرح هذه القضية بطرفيها،
أعني المريض وعائلته، في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، ولو عرضا، وأذكر
إحدى حلقات المسلسل السوري "شبابيك"، وهو مسلسل بحلقات منفصلة كل واحدة تعرض
حكاية مختلفة، ناقشت حكاية "زهايمز" الصراع الذي يعيشه الأبناء الذين يعيشون
حياتهم الخاصة ويتحتم عليهم في نهاية الامر الاعتناء بأحد ذويهم أو كليهما، وقد كان
عماد يعيش حالة من الضياع بين واجبه الأخلاقي تجاه أبيه المصاب بالزهايمر والذي يسكن
معه في نفس المنزل، وبين زوجته التي تعبت من الاعتناء بذلك العجوز كثير المتاعب..
هذه
الأعمال التي صورت معاناة أولئك الذين يفقدون ذكرياتهم حتى إنهم يصبحون بالكاد يعرفون
أنفسهم تجيب عن سؤال ما إذا كان فقدان الذاكرة نعمة أو نقمة بأنه نقمة وكارثة حقيقية،
فإذا ما تمنينا ذلك يوما فعلينا إعادة التفكير بالأمر، فحتى الذكريات المرتبطة بالمواقف
المؤلمة والسيئة هي نعمة بحد ذاتها، تذكرنا بأن مصير كل ما كان جارحا ومؤذيا بالنسبة
لنا أن يدهس تحت عجلات الحياة التي لا تكف عن الدوران، وهو ما يصنعنا ويجعلنا ما نحن
عليه، أما بالنسبة للذكريات السعيدة فهي أثمن ما قد يملكه الإنسان.
2
شارك
التعليقات (2)
نسيت إسمي
السبت، 16-10-202101:11 م
'' هذا المقال لا يعتمد كمرجعٍ طبيّ، ولا يغنيك عن استشارة الطبيب '' (علاج و دواء الزهايمر) لا يوجد علاج و دواء لهذا المرض، والعلاج و دواء الذي يُعطى للمريض لا يُقلّل من تقدَم المرض وخطورته، فقط يقلل من تدهور أعراض الخرف بشكل مؤقت، لذلك من المهم الوقاية منه، لتأخير حدوث هذا المرض، ومنع حصوله، ومن الأدوية المستخدمة لعلاج و دواء أعراض الإدراك كفقدان الذاكرة، أو التشويش، أو مشاكل وعيوب في التفكير، هي ( مثبط إنزيم الكولين Cholinesterase inhibitors، وميمانتين Memantine)؛ حيث إنه مع تقدّم المرض تموت خلايا الدماغ، والوصلات بين هذه الخلايا تضيع، وبالتالي بعض الأدوية لا تستطيع أن توقف هذا الضرر في الإدراك، لكنها تقلّل من الأعراض الناتجة عنه لفترة قصيرة من الزمن، فبعض الأطباء يصفون هذان الدواءان معاً، والبعض الآخر يصفون فيتامين إ (Vitamin E) لعلاج و دواء تغييرات الإدراك، و يمكن تصنيف العلاج و دواء حسب حدة أعراض المرض إلى:
•أعراض خفيفة إلى متوسَطة ?يعطى المريض مثيَط إنزيم الكولين Cholinesterase inhibitors، لعلاج و دواء الأعراض المرتبطة بالذاكرة، و التفكير، و اتخاذ القرار، و غيرها من عمليات التفكير؛ حيث يعمل على:- ?منع تحطيم مركًب الأسيتيلكولين ( Acetylcholine ) عن طريق تثبيط إنزيم كولين المسؤول عن تحطيمه، وأهميّة هذا المركب أنه يدعم الوصلات بين الأعصاب؛ وبالتالي المحافظة على إدراك الشخص وذاكرته.
?وجدت الدراسات أنّ 50% من الأشخاص الذين يأخذون هذا الدواء، تم تأخير تدهور الأعراض لديهم من 6-12 شهر.
?من الأمثلة عليه: ريفاستيجمين Rivastigmine، وجالانتامين Galantamine، ودونيبيزل Donepezil.
•أعراض متوسطة إلى خطيرة ? من الأدوية التي تعطى: دونيبيزل Donepezil، وهو الدواء الوحيد في مجموعة مثبَط إنزيم الكولين، الذي يستطيع معالجة جميع الأعراض، سواء الأعراض الخفيفة، أم المتوسطة، أو حتى الخطيرة.
? دواء الميمانتين Memantine، الذي يقوم على: ? تحفيز نشاط الجلوتاميت ( Glutamate )؛ المسؤول عن تنظيم عمليَات التعلم، و الذَاكرة.
?تأخير حدوث الأعراض لفترة قصيرة.
نسيت إسمي
السبت، 16-10-202109:36 ص
ذكرياتي الطفولية '' طفلٌ صغيرٌ أحبَّ السينما! '' في ظل أزمة كورونا وبروتوكولات التباعد الاجتماعي، غابت السينما عن المشهد، وتوقفت عجلة الانتاج السينمائي، بل إن العروض السينمائية للأفلام التي كان من المقرر أن تغزو شاشات العرض، تأجلت خوفاً من تقلص الأرباح وعدم تحقيق الدخل المرجو.
وهذا ما زاد من حجم الكآبة التي نعيش في عالمنا العربي، خصوصاً مع تزايد الأخبار المؤسفة والمخجلة التي تنهال على أسماعنا كل يوم، حيث بتنا في أمس الحاجة إلى نافذة ترفيهية نفرّج فيها عن همومنا ونتنفس من خلالها بعض الهواء المنعش!
وجدتني في خضم هذه الحالة، ودون أن أشعر، أغوص في أعماق ذكرياتي الطفولية عن السينما وعن عشقي لها، ودفعتني تلك الحالة للكتابة عنها. " حياة الصحابة " ما زلت أذكر المرة الأولى التي دخلت فيها إلى عالم السينما والشاشة الكبيرة، وتلك مفارقة عجيبة ومضحكة، ما زلت أتندّر بها في جلساتنا العائلية، ذلك أن شقيقي غسان الذي يكبرني بنحو أربع سنوات، اصطحبني لمشاهدة فيلم «الرسالة» الشهير، وكنت وقتها طفلاً في الصفوف الابتدائية الأولى. ورغم أني أذكر أن إدارة المدرسة قامت بتنظيم رحلة مدرسية لمشاهدة الفيلم في صالات السينما، إلا أن شقيقي وعدني أن يصطحبني بنفسه لمشاهدة الفيلم، رغم أنه قد سبق له مشاهدته. كنت حينها لا أعرف عن الفيلم سوى أنه يتحدث عن الإسلام وحياة الصحابة، وعبثاً حاول شقيقي شرح معنى كلمة «الرسالة» وارتباطها بالفيلم!
وبالفعل وصلنا إلى وسط البلد وكانت بوسترات الفيلم الكبيرة والضخمة تحيط بالمكان، ولكن حين ذهب شقيقي غسان لشراء التذاكر عاد إلي مسرعاً وهو يقول إن الفيلم قد انتهى عرضه، وبدأ عرض فيلم جديد لـ «بروس لي» النجم المفضل له!
تملكتني المفاجأة والحسرة في آن، وجادلت شقيقي أن بوسترات الفيلم ما زالت موجودة، وصور الفيلم على مداخل السينما، ولكنه بطريقة ما أقنعني أن هذه هي الحقيقة، ولمّا كان له ذلك التأثير علي، ارتهنت بأمره، ولم يكن في اليد حيلة! " السفر عبر الزمن " دخلنا صالة السينما، وأُطفئت الأضواء، كان المصدر الوحيد للنور هو الشاشة العملاقة التي سرعان ما استحوذت على حواس المشاهدين، بل إنها استحوذت على مخيّلة المشاهد، وسيطرت على انفعالاته ومشاعره، سعادته، ترقبه، خوفه، إثارته، تفاعله مع الأحداث، شعرت حينها بأني أشبه بالمنوّم مغناطيسياً!
في صالة السينما ينفصل المُشاهدُ عن واقعه، يرمي وراءه كل ما مرّ به في ذلك اليوم من تعب وإرهاق وإجهاد، ومشاكل، ينطلق في رحلة مثيرة ليس فقط مع أجواء الفيلم، بل في رحلة لا تقلّ إثارةً، إلى اعماق ذاته.
تلك الدهشة التي تملكتني وأنا طفل صغير يدخل قاعة السينما لأول مرة في حياته، ما زالت تصيبني في كل مرة أدخل فيها إلى قاعة السينما، وأجدني أتأثر وأتابع بشغف كل مشهد وكل جملة وكل كلمة، كل تعبير يصدر عن الممثلين، وأرهف السمع إلى الموسيقى التصويرية، وكل ما يحيط بتلك اللحظة.
في الحالة تلك أنفصل عن واقعي الحياتي، وكأني أسافر عبر الزمن، أتجاوز المكان فانتقل من مقعدي إلى داخل الشاشة الكبيرة وأعيش مع الشخوص هناك، أو أنكفأ على نفسي فأغوص في أعماقها، وأغرف من منهل تجاربي وانكساراتي وخيباتي، وأعاود صياغة الحبكة، فأضيف إليها من تجربتي الشخصية، او من أهوائي وأمنياتي، فتنطبع تلك المشاهد وتعلق في ذاكرتي، بعد أن أكون قد دمغتها بطابعي أنا، لذا تصبح جزأً مني، أو أصبح أنا جزأً من الحكاية!
ما زلت استمتع بمشاهدة السينما، وكأني ذلك الطفل الذي لم يكبر، أطلق ضحكة مدوية، أو أقبض بيدي على المقعد، أو تفلت الدموع من محبسها فلا أسيطر عليها!
بين الحين والآخر أذكّرُ شقيقي غسان بتلك الحادثة، ثم نتندّر عليها، ليس لأنها المرة الأولى التي يصطحبني بها إلى السينما، ولكن لأنه قد خدعني واصطحبني إلى فيلم «بروس لي» رغم أن فيلم «الرسالة» كان يُعرض في صالة أخرى، إذ أنه لم يستطع مقاومة مشاهدة نجمه المفضّل!
بل إن الأنكى من ذلك أن الفيلم الذي شاهدناه، لم يكن لـ «بروس لي» الحقيقي، بل كان أحد الأفلام التجارية التي تستغل اسم النجم الشهير بعد وفاته للترويج للفيلم على انه آخر أفلام ذلك النجم، ولذلك كانت المفارقة المضحكة في تلك الحادثة مُضاعفة! " الواقع اليومي " ما أحوجنا في الحقيقة لأن ننفصل عن واقعنا اليومي المعاش ولو لساعتين من الزمن نفرّغ بها طاقاتنا السلبية ونعيد شحن طاقتنا الإيجابية، بحثاً عن جلب بعض المتعة لأنفسنا.
وما أحوجنا إلى ممارسة تلك الدهشة الطفولية في أحداثنا اليومية، والنظر إلى مجريات الأمور ربما بنظرة مغايرة، ما أحوجنا بالفعل للعودة إلى لحظاتنا الأولى، إلى تلك المتعة التي مارسناها في تجربة كل شيء لأول مرة، العودة إلى البدايات، إلى الاستمتاع بالشيء وتقديره، بدلاً من التعوّد عليه وعلى وجوده في حياتنا. طفلٌ صغيرٌ أنا .. يُعاند شقاوة الحياة .. يتلمسّ الطريق بخطوات مُتردّدة .. يحومُ مثل فراشةٍ .. تبحثُ عن ضوءٍ شارد .. يسبحُ في فلك نجمةٍ عصيّة ??? أبحث عن بداياتي .. عن طفلٍ صغيرٍ كان بداخلي .. لعل مسّاً من الشِعْر يصيبني .. أو شيئاً من الجنون والفوضى .. كي أستحق هذه الحياة من جديد .. كي أتلمّظُ طعم الحياة وألوكه .. دون أن أفقدَ حلاوة المذاق ??? طفلٌ صغيرٌ أنا بخطواتٍ مُتردّدة ومتثاقلةٍ…أمشي . (بقلم أيمن يوسف أبولبن)صحيفة القدس العربي.