هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا عن مصاعب المنتخب اللبناني لتصفيات كأس العالم. وقالت: "كان يجب أن تكون لحظة بهجة وطنية، فلم يصل لبنان أبدا إلى المرحلة الأخيرة في كأس العالم، لكن الفريق الوطني استطاع الوصول إلى المرحلة الثالثة من التصفيات لدورة كأس العالم في العام المقبل بقطر. ففي الشهر الماضي حقق الفريق الوطني انتصارا حاسما ضد المنتخب السوري. وأمامه مباراتان هذا الشهر ضد إيران والإمارات العربية المتحدة، ويبدو أن لدى فريق الأرز فرصة جيدة لخوض المعركة النهائية".
وتذكر المجلة أن المباريات قدمت تذكيرا حول ما حدث من
خطأ في البلاد الغارقة بأزمة اقتصادية وسياسية. ولنبدأ بالتوقيت؛ فاللعبة لا يمكن أن
تكون في ساعات الذروة في المساء بسبب عدم توفر الكهرباء التي يمكن أن تضمن إضاءة كافية
للملعب. ومنعت "فيفا" المؤسسة العالمية التي تشرف على المباريات المشجعين
من منصات المشاهدة بسبب ما قالت إنها مخاطر أمنية.
وحتى لو سمح للمشجعين بالحضور فسيجد البعض صعوبة في الوصول
إلى الملعب نظرا لارتفاع أسعار الوقود التي زادت الضعفين في العامين الماضيين. ثم إن هناك
مكان اللعبة، فالملعب الوطني في بيروت مدمر بسبب الانفجار الضخم الذي ضرب مرفأ المدينة
العام الماضي. وعوضا عن ذلك فقد أقيمت التصفيات في صيدا التي تبعد 40 كيلومترا عن بيروت،
وفي الملعب الذي كان يطلق عليه أحيانا ملعب الشهيد رفيق الحريري.
اقرأ أيضا: هذه هي المنتخبات الـ13 التي ضمنت المشاركة بمونديال قطر
ولهذا لعب لبنان ضد إيران وخسر في ملعب أطلقت فيه النار على رئيس
وزراء، وحمل حزب الله مسؤولية قتله، والحزب مدعوم من إيران. وعادة ما تكون كرة القدم
سياسة وإن بطرق مختلفة، لكن التصفيات في لبنان وصلت السياسة فيها إلى ذروتها. واتهم بعض
اللبنانيين أنصار حزب الله بتشجيع الجانب الآخر. ونشر آخرون صورا للاعبي لفريق الإيراني وهم
يسحبون حقائب ضخمة، في تلميح ساخر إلى أن هذه الحقائب ربما كانت محشوة بمعدات عسكرية بدلا
من الأدوات الرياضية.
وبعد خمسة أيام كانت منصات المشجعين فارغة في مباراة
لبنان ضد الإمارات التي خسر فيها 1-0، ففي الشهر الماضي استدعت السعودية سفيرها من
بيروت، وذلك بعد انتقاد وزير الإعلام الحرب التي تقودها السعودية في اليمن. وطلبت الإمارات
الوفية للسعودية من مواطنيها عدم السفر إلى لبنان. وتضيف المجلة أن انهيار الاقتصاد
اللبناني دفع الكثير من المواطنين إلى الهجرة، والرياضيون ليسوا استثناء، ونظرا لأن الرواتب
التي يتلقونها لم تعد لها قيمة، فقد انتقل عدد من اللاعبين إلى الأردن. وبالنسبة للناس
العاديين فإنه لم يعد بإمكانهم متابعة فرقهم المفضلة، وبخاصة الدوري الأوروبي الممتاز عبر
التلفاز. وهناك قلة تستطيع تحمل قيمة الاشتراك، 75 دولارا، والذي يساوي ضعفي الراتب
الشهري. أما من لم يستطيعوا فقد جلسوا في الظلمة مع بداية المباريات.
ولا
أحد يتوقع تحسن الظروف في البلاد سريعا. ولم تتلق الحكومة التي أعلن عنها في أيلول/
سبتمبر منذ شهر، وذلك بسبب الخلافات السياسية. وستقود الانتخابات المقررة في الربيع
المقبل إلى شلل سياسي جديد. وبالنسبة لفريق الأرز فهو خلف المنتخب الإماراتي في المباراة
النهاية، ومباراتهم المقبلة في كانون الثاني/ يناير ستكون ضد منتخب لا يثير الخلافات:
كوريا الجنوبية.