صحافة تركية

قيادي بحزب باباجان متهم بالتجسس لصالح مخابرات أجنبية

التحقيقات تقول إن متين غورجان نقل معلومات سرية إلى مسؤوليين أجانب مقابل المال- الأناضول
التحقيقات تقول إن متين غورجان نقل معلومات سرية إلى مسؤوليين أجانب مقابل المال- الأناضول

اعتقلت السلطات التركية متين غورجان أحد مؤسسي حزب الديمقراطية والتقدم الذي يقوده علي باباجان، بتهمة "التجسس السياسي والعسكري"، وتسريب معلومات حساسة أبرزها عن شرق المتوسط وليبيا، مقابل مبالغ مالية.

 

"متين غورجان" تخرج من الأكاديمية الحربية العسكرية عام 1998 كملازم أول مهندس أنظمة في فرقة المشاة، وما بين 1998 - 2014 عمل في وحدات مختلفة في القوات المسلحة التركية.

 

وبحسب صحيفة "صباح" فإن غورجان، الذي لديه العديد من المعلومات الهامة، خدم في قيادة القوات الخاصة، وقد تقاعد بناء على طلبه في كانون الثاني/ يناير 2015، كما أنه عمل في مناطق مختلفة منها جنوب شرق الأناضول، وجورجيا والعراق وأفغانستان وكازاخستان وقزغيستان.

 

وبعد متابعة لمدة عام من الاستخبارات التركية "MIT" والأمن في أنقرة، تبين أن الضابط المتقاعد نقل معلومات سرية إلى مسؤولين أجانب مقابل المال.

 

وعلق رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، أنه "إذا كانت عملية الاعتقال بدوافع سياسية، فنحن خلف متين حتى النهاية وندعمه قانونيا".

 

غورجان رفض التهم الموجهة إليه، وقال إنه كان يقدم المشورات والمعلومات من مصادر مفتوحة مقابل أجر مادي.

 

اقرأ أيضا: تفكيك شبكة تجسس للموساد الإسرائيلي في تركيا.. تفاصيل
 

تلقى الأموال في أماكن عامة.. والتقى بمخابرات إيطالية وإسبانية

 

ونشرت وسائل إعلام تركية، لقطات لـ"غورجان" وهو يتلقى أموالا من مطاعم وفنادق ومواقف سيارات من دبلوماسيين إيطاليين وإسبان تبين أنهم ضباط مخابرات.

 

وبحسب صحيفة "حرييت" سئل غورجان عن اجتماع عقده مع دبلوماسي يدعى "رافيل" من السفارة الإسبانية في أنقرة، في فندق بالعاصمة في شباط/ فبراير الماضي، وأظهرت المقاطع المسؤول التركي وهو يتلقى باليد مبالغ مالية.

 

ورد غورجان، أنه يلتقي به ما بين الحين والآخر في أماكن عامة ومقاهٍ مفتوحة ويتبادلان الأفكار فيما بينهما، وأنه قدم تحليلات ورسوما بيانية لا تشمل تركيا فقط، بل التطورات الأسبوعية أيضا في بلدان مثل العراق وسوريا وأفغانستان وليبيا واليونان وأوكرانيا.

 

وأضاف أن الظرف الذي يظهر في مقطع الفيديو، استلمه من الشخص يتضمن ملاحظات حول الجداول و٤٠٠ دولار يتقاضاه باليد بشكل منتظم شهريا.

 

وبحسب مقاطع الفيديو، التقى غورجان بدبلوماسي يدعى "أنطونيو" ويعمل في السفارة الإيطالية، في موقف سيارات داخل مركز تسوق في أنقرة في الشهر ذاته (شباط/ فبراير 2021)، وبعد اللقاء أودع مبلغ مال في "صراف آلي" لصالح حسابه.

 

وبرر غورجان اللقاء في موقف السيارات، بأنه جاء بسبب الإجراءات المتخذة بالبلاد بسبب كورونا، وأنهم لا يستطيعون الجلوس في مقهى أو مكان عام، وأنه عندما التقى الدبلوماسي الإيطالي تبادلا المعلومات واستلم مبلغ 500 يورو مقابل الخدمات الاستشارية التي قدمها له، وقام بوضعها في "الصراف الآلي".

 

وبحسب "صباح" فإن غورجان الذي طلب من الدبلوماسي الغربي مبلغا مقدما عن ستة أشهر، قدم معلومات حول اجتماعات تركيا على الصعيد الدولي.

 

كما أنه تبين بأنه قدم معلومات عن السياسات الداخلية والخارجية التركية، وقوات بلاده.

 

معلومات شاملة
 

وبحسب "حرييت"، أنه في لقاء بين غورجان والدبلوماسي الإسباني في 6 كانون الثاني/ يناير، تضمن أسئلة حول "هل علاقات أردوغان بالجزائر جيدة؟" و"كيف تبدو العلاقات مع الاتحاد الأوروبي"، و"أزمة أس400" و"مشكلة ليبيا والقوقاز"، "وبرنامج لوزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في مدريد".

 

اقرأ أيضا: هل سربت "خلية" معلومات عن المسيرات التركية إلى إسرائيل؟
 

كما تضمنت الأسئلة، "العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد مرحلة أردوغان" و"حول قناة تلفزيونية ستنشأ في إسطنبول"، وجميع هذه الأسئلة والتقييمات بشأنها من غورجان رصدت في 29 صفحة.

 

وبحسب نص لقاء نشرته صحيفة "خبر ترك"، دار الحديث بين غورجان ودبلوماسي حول المهام التركية في قره باغ بعد تحريرها، ومسألة مراكز المراقبة المشتركة ودور الطائرات المسيرة التركية هناك.

 

ويشير الحوار إلى أن الدبلوماسي يسأل عن معلومات وغورجان يجيب، ومن ضمنها أسئلة حول دور الضباط الأتراك في مراكز المراقبة.

 

ووجهت لغورجان أسئلة حول سبب استخدامه رمز "HQ" للتعبير عن دائرة الاستخبارات وقيادات الجيش، وكلمة "ministry" للحديث عن وزارة الخارجية خلال أحاديثه مع الدبلوماسيين، وسبب مواصلته اللقاءات مع شخص أجنبي واستخباراتي رغم معرفته بأنه من المخابرات، فأجاب قائلا: "أعرف الشخص على أنه دبلوماسي في السفارة ولم أستنتج من تصرفاته أنه رجل استخبارات".

 

سياسة تركيا في شرق المتوسط وليبيا

 

وفي رده حول سياسات تركيا في شرق المتوسط للدبلوماسيين الأجانب، قال غورجان، إن القضية أصبحت مسألة داخلية، ومن المستحيل لأردوغان الانسحاب كما أنه لا يمكن حل الإشكالية بالمفاوضات الدبلوماسية والسياسية، والجمهور التركي يريد أن يرى أنشطة المناورات العسكرية البحرية التركية في المنطقة.

 

وحول الوضع في ليبيا، قال غورجان للدبلوماسي الأجنبي، إن الجيش التركي يعمل على تحويل مسلحي مصراتة وطرابلس والفرق المنقسمة هناك إلى جيش متطور بمساعدة قطر ماليا، وأنقرة تصر على الوجود التركي في ليبيا، كما أن هناك ما بين 1500 إلى 1800 مقاتل من المعارضة السورية.

 

كان يعلم بأن الدبلوماسيين هم ضباط مخابرات

 

صحيفة "يني شفق" ذكرت أن التحقيقات تؤكد بأن غورجان كان يعلم بأن الدبلوماسيين الذين يلتقيهم ويقدم لهم المعلومات هم ضباط مخابرات.

 

وأضافت أنه في حاسوبه الشخصي عثر على قائمة على أسماء ضمن ملف، تضمنت اسم الدبلوماسي معرفا بكونه "ممثل الأمين العام للشؤون الاستخباراتية".

  

وأكدت النيابة العامة أن غورجان شارك معلومات سياسية وعسكرية وصفتها بـ"السرية"، مع دبلوماسيين من دول أجنبية يعملون في أنقرة، مقابل مبالغ مالية.

 

ونفى الادعاء العام صحة مزاعم غورجان، مشيرًا إلى أن بعض المعلومات تتعلق بالأمن القومي التركي، ومستقبل تركيا الداخلي والخارجي، ومعلومات تتعلق بالوحدات العسكرية التركية الموجودة في سوريا وليبيا وأذربيجان.

التعليقات (0)

خبر عاجل