هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعرب رئيس الحكومة المغربي السابق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران عن أسفه الشديد لإقدام شخص على إحراق نفسه في المقر الرئيسي لحزب حركة "النهضة" في تونس، ووصف ذلك بأنه حدث أليم يجب أن يأخذه السياسيون في تونس بالجدية اللازمة.
وقال بنكيران في حديث خاص لـ "عربي21"، تعليقا على حادث الإحراق الذي تعرض له المقر الرئيسي لحركة النهضة التونسية مساء أمس الخميس، بعد أن أقدم شخص على إحراق نفسه: "أعرب عن أسفي البالغ للذي حدث في تونس، وألمي له، وتعزيتي الخاصة لعائلة الفقيد وتعاطفي مع كل الذين تضرروا من هذا الحادث".
وأضاف: "أملي أن كل الأطراف المعنية بأمر تونس سواء تعلق الأمر بالسيد الرئيس قيس سعيد، أو بالأحزاب السياسية، ومن بينها وعلى رأسها حزب النهضة، أن الجميع مدعو الآن للتفكر في حالة أمة بدأ رجالها وبدأ شبابها وشرفاؤها ومناضلوها يقدمون على إحراق أنفسهم، أن يأخذوا بما يجب الأخذ به كافة، لكي يتوقف هذا من تفاهم وانسجام واتفاق، ولو على الحد الأدنى".
وتابع: "أملي أن يحفظ الله تونس وشعبها الكريم ويرد بالجميع إلى صراطه المستقيم.. لا شك أن ما يقع هو تقصير من الجميع، ولا شك أن ما يقع هو اختلالات في المفاهيم واختلالات في التصرفات وابتعاد عن منطق التعاون على البر والتقوى كما قال رب العزة، وكما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم"، على حد تعبيره..
ونشب حريق، أمس الخميس، في المقر المركزي لحركة "النهضة" التونسية بمنطقة مونبليزير بالعاصمة، نجم عنه وفاة شخص وإصابة 18 آخرين.
وأظهرت فيديوهات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تصاعد الدخان من بناية الحركة، وحالة من الهلع، قبل أن يتبين أن شخصا دخل المقر وأقدم على إحراق نفسه في قاعة الاستقبال.
ومنذ 25 تموز/يوليو الماضي، تشهد تونس أزمة سياسية حادة جراء اتخاذ إجراءات استثنائية منها: تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة، وتشكيل أخرى جديدة.
وترفض غالبية القوى السياسية في تونس، بينها حزبا "النهضة و"قلب تونس و"ائتلاف "عيش تونسي"، إجراءات سعيد الاستثنائية، وتعتبرها "انقلابا على الدستور"، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، التي أنهت نظام حكم الرئيس آنذاك زين العابدين بن علي.
وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر 2019، بدأ سعيد فترة رئاسة من 5 سنوات، وهو يقول؛ إن إجراءاته الاستثنائية ليست انقلابا، وإنما "تدابير في إطار الدستور" اتخذها لـ "حماية الدولة من خطر داهم".
اقرأ أيضا: قيس سعيّد يطلق خطابا "تصالحيا" لأول مرة منذ الانقلاب