شاهدنا إعداما لمحكوم ورأيناه وهو يرقص قبيل الإعدام مبديا استمتاعه بالمشهد، وتكررت المشاهد وزاد عددها إلى أن تبوأت مركزا مرموقا على المستوى الوطني، والجميع استمتعوا بالحفل الكبير، ومن شدة اللذة بدأت على الفور محاولات جادة لـ"قوننة" هذا المشروع الخيّر..!
أيضا، رأينا الدموع وهي تسيل من عيني راعي الحفل وهو يستمع لأمنيات الأطفال والشيوخ والعجائز، مرافقة أغنية قدّمها للتو المخرج من خلف ستارة المسرح البيضاء، أداها أعضاء الأوركسترا من أطفال شجعان عادوا للتو من ميدان الغباوي وهو ميدان كبير مهيأ للاستثمار، وفقا لخبراء تقلدوا مناصبهم بالواسطة والمحسوبية، وعجائز حضروا من متنزه "الجورة" الوطني وسط البلد، ونساء عُدن من ورشة "تمكين" سياسية، ولم تُرصد أفعال خادشة للشعور الوطني العام.
هنا، ما زال العرض مستمرا وافتتح بدعوة الله بـ"البطانة" الصالحة! وسط انتشار أعلام وطنية شقيقة مثل حبل غسيل رفع على النوافذ، وزاد الحفل بهجة فقرة الحديث عن أهمية تدريس مادة "
القيم واحترام الآخر" ومستقبل "الأوطان"، ثم توعد المخرج في نهاية المسرحية بمحاسبة الجمهور على أطنان المنشورات المكتنزة بالكذب المنظم تنظيما شديدا، وتحديدا عندما يتحدثون عن أطنان من الإحباطات؛ أقلها حالة "التيه الوطني"، والغرق بالجوع والفقر، والفساد وقلة المحاسبة وتردي الكرامة، وتزوير الانتخابات وتمزيق النسيج الاجتماعي، وغيرها، ثم أعلن وقف الضريبة هذا اليوم!
حفلات الشواء الآدمية، تطبخ بـ"الدهن" الوطني، ولا تحتاج إلى موافقة مسبقة من المناوب. والحفلات برعاية منظمات أممية تقوم على تمكين الفتيات والشباب والأطفال الرضع! وتذكرنا بأشياء جميلة، ولكنها للأسف غير متاحة للجميع؟!
في البلاد، "المذاق اللذيذ" صناعة بلدية مئة في المئة، حيث خطط الإصلاح الاقتصادي والتحديث السياسي والاجتماعي، مؤتمنة بأياد شابة وواعدة وحكيمة، وتصدر عن حكومات رشيدة جدا وفي الحالة الوطنية أيضا.. تزايد أعداد الشهداء والمعتقلين جراء الفيروس اللعين، مع ارتفاع المديونية وأشياء أخرى كثيرة! وليس بسبب آخر!
المسرح لا يحتمل مزيدا من المسرحيات، ولكن المخرج لا يسمع!
الشعب: يخشى طوفانا ثقافيا.. اللهم فاشهد.