قال خبير
إسرائيلي الشأن الأمريكي، إن الاوسط
السياسية والدبلوماسية في إسرائيل، تتداعى لإعداد جملة من الإجراءات للتعامل مع أي
سيناريو في علاقاتها مع الولايات المتحدة، لا سيما الخطيرة منها، في ظل تصاعد
التصريحات الأمريكية عن تقدم في العلاقات مع الفلسطينيين.
وأوضح البروفيسور ايتان غلبوع الخبير في شؤون
الولايات المتحدة بجامعة بار إيلان، أنه على الرغم من أن التعاون مع الولايات
المتحدة ضروري لأمن إسرائيل، ويجب على كل حكومة أن ترعاه، وتحافظ عليه، لكن التخوف
يكمن في أن تتسبب السياسة الأمريكية الجديدة بـ"حشر" إسرائيل في
الزاوية.
الباحث بمعهد القدس للاستراتيجية والدفاع، ذكر
في مقاله
بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أنه "منذ البداية، كان من
الواضح أن علاقات
بايدن مع إسرائيل لن تكون قريبة من تلك التي سادت خلال عهد سلفه
الرئيس دونالد ترامب، لكنها في الوقت ذاته ليست بالسوء الذي كانت عليه في عهد
الرئيس الأسبق باراك أوباما، ورغم حديث بنيامين نتنياهو عن صداقة مع بايدن خلال 40
عامًا، لكن الأخير فضل حكومة إسرائيلية جديدة، مقدرا أنها ستتعاون معه أكثر من
سابقتها، وستكون أكثر انتباهاً للمصالح الأمريكية في المنطقة".
وأضاف أن "المجال الأمني شكل أهم قناة
اتصال على المستوى الوزاري بين تل أبيب وواشنطن، فالجنرالان وزيرا الدفاع بيني
غانتس ولويد أوستن، يفكران بعبارات مماثلة، وهذه القناة مهمة للتأكد من أن أوستن
يقدم الاعتبارات الأمنية في تحديد سياسة الإدارة تجاه القضية النووية الإيرانية،
وتضمن توريد الأسلحة والأسلحة المتطورة لإسرائيل، وتواصل القيام بمناورات مشتركة،
وتغذي الجانب العسكري والأمني من اتفاقيات أبراهام التطبيعية".
ولا تخفي إسرائيل امتنانها لاستمرار المساعدات
الأمريكية السنوية بـ3.8 مليار دولار، مع العلم أن هذا المبلغ يحتاج لموافقة
الكونغرس كل عام، رغم مطالبة التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، المناهض
للاحتلال، بإضافة شرط لاستمرار هذه المساعدات يتمثل بتغيير مواقف إسرائيل تجاه
الفلسطينيين، لكن بايدن رفض شرطهم هذا، مع العلم أنه امتثلت واشنطن لطلب إسرائيل
للحصول على مساعدة إضافية بمليار دولار لتجديد قبة حديدية اعتراضية، رغم احتجاج
التقدميين.
عند الحديث عن التحدي الأصعب في مستقبل
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فلا يزال البرنامج النووي الإيراني يتصدر
الأجندة، حيث بدأ الموقف الأمريكي بتوقعات عالية، لكنه تراجع إلى نتائج سيئة، وبعد
أن بدأ بايدن بصفقة نووية جديدة ستكون أوسع وأطول أجلاً وأكثر إحكامًا مما وقعها
أوباما في 2015، لكن بعد فتح مفاوضات فيينا، وإعلان إيران أنها لن تناقش أي قضية
جديدة، وطالبت أولاً برفع العقوبات المفروضة عليها، وافقت إدارة بايدن بالفعل على
العودة لاتفاق 2015.
وبينما اعترف ترامب بالقدس المحتلة عاصمة
لإسرائيل، فإن بايدن يطالبها بالسماح بفتح قنصلية أمريكية في القدس للفلسطينيين،
مما يعني أننا أمام طلب سياسي، ويهدف، بنظر الإسرائيليين، إلى تقزيم مكانة
السفارة، والقول إن الولايات المتحدة التي ينتمي إليها بايدن لا تعترف بالقدس
عاصمة لإسرائيل.
في ملف يثير خلافا إسرائيليا أمريكيا، ورغم
أن هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على ضرورة إضعاف حماس، وتقوية السلطة
الفلسطينية، فقد كاد بايدن أن يحقق النتيجة المعاكسة، من وجهة النظر الإسرائيلية،
من خلال الضغط على عباس لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فلسطينية.
مع أن آخر مرة أجريت فيها انتخابات كانت في
2006، وشهدت فوز حماس، ويعتقد بايدن أن انتخابات 2021 ستمنح الشرعية لحكومة عباس،
لكن الإسرائيليين يتهمونه بأنه لم يتعلم شيئاً من انتخابات 2006 التي منحت حماس الفوز،
وفي الشهور الأخيرة، وبعد أن وافق عباس على إجراء الانتخابات، واتضح أن حماس ستفوز
فيها، ألغاها.