بحث التخرج من أهم المحطات الواجب على الطالب دخولها؛ حتى يعيش تفاصيلها ويخرج منها حاملا شهادة الجامعة، ويشترط فيه توفر معايير منهجية وموضوعية.
وما إن ينجز الطالب البحث حتى يأتي يوم السؤال والمناقشة، أو "الشرشحة"، حيث يكون ذلك اليوم أشبه بوضع الطالب في "مونوليكس" فيخلط عظمه مع لحمه ويتصبب عرقا، ليعرف المناقشون أن هذا ما جاء في البحث، هو من صنع يديه أو صنعه آخرون له وأحضروه "وجبة جاهزة" في "Delivery".
وشخصيا، أحرصُ ما أمكن على حضور مثل هذه المناقشات؛ حتى أتعلم وأستفيد من طرق المناقشة والدفاع والطخطخة.
وقد حضرت العديد من المناقشات ولاحظت وجود تشابه بين الملاحظات، هي:
1- طول العنوان وعدم صياغته بشكل جميل.
2- كبر حجم البحث، فلم يعد كبر الحجم علامة مميزة، الأفضل اتباع "خير الكلام ما قل ودل"؛ لأن زيادة الحجم يعني زيادة الأخطاء.
3- كثرة التوثيق الإلكتروني، فهو ليس دوما محببا.
4- ترجمة الشخصيات المشهورة خطوة غير محببة، الأفضل ترجمة الشخصيات المغمورة (الترجمة معناها تعريف الشخصية).
5- التوسع في ما لا فائدة منه.
6- كثرة المراجع ليس عملا مفيدا دائما.
7- التوثيق مهم جدا من المصدر الذي أخذت منه المعلومة.
8- عدم وضع علامة بداية ونهاية للفقرة المقتبسة.
9- عدم وجود شخصية الكاتب في البحث معلقا ومفندا، ولا يقتصر دوره على النقل فقط.
10- وجود أخطاء نحوية ولغوية كثيرة.
11- وجود تواريخ غير صحيحة، مثل تاريخ ميلاد أو فاة شخصية ما، حدث ما، إصدار كتاب.
12- عدم ترتيب المراجع ترتيبا هجائيا.
13- عدم التسلسل في ترتيب الأفكار.
14- عدم ذكر الباحث سبب اقتناعه أو عدم اقتناعه بفكرة ما.
15- ذكر المصطلح نفسه مرتين في السطر الواحد.
16- غياب التنسيق بين الفصول.
17- عدم ذكر النتائج والتوصيات بشكل مرتب.
18- عدم ذكر التعريفات بأسماء أصحابها.
19- عدم تقديم ملخص جيد للبحث.
20- عدم تمييز الحديث النبوي والقدسي عن غيرهما من الكلام.
21- عدم ملاءمة المنهج البحثي المناسب لفكرة البحث.
ومما يثير الاستغراب:
إذا كانت كل هذه الملاحظات على البحث من المناقشين، فما هو دور المشرف على البحث؟
أنا سأفترض حسن النية وحسن المتابعة والاهتمام من المشرف للبحث، لكن كيف خرجت كل هذه الملاحظات، خاصة أن أغلبها فنية، وخاصة لو كان المشرف متمرسا في الإشراف على رسائل وأطروحات؟
وربما تكون أجابة أخرى، أن المشرف مشغول بمناقشات أخرى ويتعامل مع الأمر على أن المناقش لن يكون مدققا، من باب "لا تدقق اليوم على بحث أنا أشرفت عليه، حتى لا أدقق على بحث أنت أشرفت عليه".
لذا أنصح أي طالب يريد أن يناقش:
1- لا تناقش قبل مرور مدة ثلاثة شهور على إنجازك للبحث.
2- اعرض البحث على أكثر من مدقق لغوي.
3- اقرأ بحثك كل يوم خلال مدة ثلاثة شهور.
4- أعط بحثك لأصدقاء ليقرؤوه و"يفصفصوه زي البازيلا" حتى يخرجوا منه كل العيوب.