هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبرت أوساط يمينية إسرائيلية عن قلقها من تزايد مظاهر تكريم الفلسطينيين لشهدائهم في الأراضي المحتلة، من خلال إطلاق أسمائهم على الشوارع الرئيسية، أو تسمية رياض الأطفال والمدارس نسبة لهم، ويعتبرونه تحريضا على تنفيذ المزيد من عمليات المقاومة.
يستحضر الإسرائيليون في هذه المناسبة ما يقوم به الفلسطينيون بين حين وآخر من ذكرى استشهاد عدد من كبار قادتهم أو منفذي الهجمات الفدائية، لا سيما الكبار والرموز منهم مثل يحيى عياش ودلال المغربي وسواهما، ممن يمثلون مختلف الفصائل الفلسطينية المسلحة، حيث يتم ذلك في الشوارع والساحات والمدارس في مختلف المدن الفلسطينية.
يشاي فريدمان الكاتب اليميني في صحيفة مكور ريشون، زعم في مقال ترجمته "عربي21" أن "الواقع الحقيقي القائم في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أنها مليئة بالآثار والنصب التذكارية للمسلحين الفلسطينيين".
وأضاف أن "منفذي الهجمات المسلحة من الفصائل الفلسطينية يحظون باحترام وتقدير كبيرين بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، في كل عام، وفي كل مكان، وبإمكان أي فلسطيني يريد وصول البنك الأهلي في رام الله، أو مكاتب السلطة الفلسطينية، أن يجد صورة يحيى عياش، الذي أشرف وخطط للعديد من التفجيرات الانتحارية في تسعينات القرن الماضي، التي هدفت فضلا عن قتل مئات اليهود، لتخريب اتفاقيات السلام".
لا ينسى الإسرائيليون التحريض على الشهيدة دلال المغربي، التي قتلت 35 إسرائيليًا في عام 1978 على الطريق الساحلي، واليوم بعد مرور أكثر من أربعة عقود على استشهادها ما زالت تقام لها العديد من الاحتفالات في جميع المناطق الفلسطينية، حيث يبدي الفلسطينيون اهتماما بتخليد ذكراها، من خلال تسمية عدد من المدارس باسمها، وهناك تيسير أبو سنينة الذي نفذ عملية فدائية أسفرت عن مقتل ستة مستوطنين في بيت هداسا خلال مرحلة الثمانينيات.
اقرأ أيضا: أجهزة الاحتلال تهدد بتنفيذ "عمليات خاصة" ضد عناصر "فتح"
المتابعة الإسرائيلية لا تقتصر على إحياء ذكرى الشهداء الفلسطينيين من خلال تسمية الشوارع والمدارس بأسمائهم، بل يمتد الأمر إلى رصد الاحتفالات الجامعية والطلابية، في مختلف المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، وزرع صور الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس، والشهيد رائد مسك من الخليل الذي نفذ عمليته الاستشهادية خلال الانتفاضة الثانية، وقتل 18 يهوديًا، فضلا عن إقامة البطولات الرياضية في ذكرى استشهاد عدد من القادة الفلسطينيين.
أكثر من ذلك، فقد وصل الأمر للتحريض الإسرائيلي على تقديم شكاوى ودعاوى ضد إحياء الفلسطينيين لذكرى منفذي عمليات "انتفاضة السكاكين" قبل أعوام قليلة، عقب ظهور حملة في المدن الفلسطينية لتغيير أسماء الشوارع بأسماء رموز تلك الانتفاضة، ممن نفذوا العشرات من عمليات الطعن لجنود الاحتلال والمستوطنين، فضلا عن إنشاء نصب تذكارية، مما يعمل على تخليد ذكراهم على مدار الساعة لدى مختلف الأجيال الفلسطينية من خلال أعمال النحت في الفضاء العام.