هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد سنوات من مقاطعة دولة الاحتلال والولايات المتحدة لعدد من المنظمات الأممية، ومنها مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، بسبب مواقفهما المناهضة للاحتلال، تسعى واشنطن للحصول على الضوء الأخضر من تل أبيب للعودة لهذه المنظمات التي قاطعها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأبلغ البيت الأبيض تل أبيب أنه بحاجة إلى "ضوء أخضر" منها للكونغرس للسماح بهذه الخطوة.
تتحدث الأنباء أن الاحتلال وافق على تغيير موقفه من هذه المنظمات الدولية بعد تلقي ضمانات بأن اليونسكو تحديدا، ستمنع عن القيام بخطوات أحادية الجانب ضده، وتعترف بموقع يهودي في القدس باعتباره جزءا من التراث العالمي، وبالفعل فقد أبلغت تل أبيب الإدارة الأمريكية في الأيام الأخيرة أنها تزيل معارضتها لعودتها إلى اليونسكو.
باراك رافيد المراسل السياسي لموقع ويللا، كشف في تقريره الذي ترجمته "عربي21" أن "مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين اجتمعوا بغرض التمهيد لصدور الموقف الإسرائيلي الجديد، بتعبيد الطريق للتصويت في الكونجرس الأمريكي على تخصيص أكثر من 500 مليون دولار لسداد ديون الولايات المتحدة لليونسكو، وعودتها كعضو كامل في المنظمة، بعد أن تحولت في السنوات الأخيرة إلى ساحة معركة بين الاحتلال والفلسطينيين بسلسلة من القرارات المناهضة له، خاصة فيما يتعلق بموضوع القدس".
اقرأ أيضا: قرار جديد في اليونسكو ينتصر لمدينة القدس المحتلة وأسوارها
وأضاف أن "الأزمة بين إسرائيل واليونسكو تعود بالأساس إلى عام 2011، حين تم قبول فلسطين كعضو كامل في المنظمة الأممية، ونتيجة لذلك أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تحويل التمويل الخاص بمنظمة اليونسكو، مما أدى إلى خفض 20٪ في ميزانيتها، وقد طبق أوباما قانونا تم تمريره قبل بضع سنوات، يهدف لردع الفلسطينيين من قبولهم كأعضاء كاملي العضوية في وكالات الأمم المتحدة".
بالعودة إلى تلك الأحداث التاريخية، فقد بررت وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت قرارها بالانسحاب من اليونسكو لمطالبتها بإصلاحات، رغم أن السبب الحقيقي يكمن في اتخاذ المنظمة مواقف مناهضة للاحتلال، وانتهاكاته التي ينفذها ضد الفلسطينيين، وبعد ذلك بوقت قصير، غادرت إسرائيل هي الأخرى أيضا منظمة اليونسكو، ثم منظمة اليونيسف.
اللافت إلى أن أحد الذرائع التي يعلنها الإسرائيليون والأمريكيون بطلب العودة إلى اليونسكو، هو رغبة الجانبين بالحد من تنامي الصين وتأثيرها المتنامي على جدول أعمال المنظمة، وفي هذه الأثناء تصوت اليونسكو لصالح قانون من شأنه أن يسمح للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بالعودة إلى صفوفها، وتحويل الأموال إليها، وبهذه الطريقة فقط ستتمكن الولايات المتحدة من سداد ديون المنظمة، والعودة لعضوية إسرائيل الكاملة فيها.
مع العلم أن الرئيسة التنفيذية لليونسكو أودري أزولاي طلبت مساعدة والدها، مستشار ملك المغرب، أندريه أزولاي، المقرب من العديد من كبار المسؤولين في "إسرائيل"، ورئيس المؤتمر اليهودي العالمي رون لودر لإيصال الرسائل إلى الحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم وزير الخارجية يائير لابيد، الذي قاد هذه الخطوة، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الاستجابة لطلب الولايات المتحدة بالعودة لصفوف اليونسكو سيخدم إسرائيل، مما حدا بهم لمحاولة إقناع رئيس الوزراء نفتالي بينيت أنه في عهد أزولاي حدثت تغييرات إيجابية في المنظمة من وجهة نظر إسرائيل.
في الوقت ذاته، زعمت أوساط إسرائيلية أن اليونسكو ودولة الاحتلال ستبدأان بالترويج لتحرك دبلوماسي للاعتراف بموقع يهودي في القدس كموقع تراث عالمي للأمم المتحدة، وكجزء من التفاهمات بينهما، ستدعو إسرائيل المدير العام لليونسكو أزولاي لزيارة القدس المحتلة، ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي في وقت لاحق من الشهر الجاري على قانون يسمح للإدارة بدفع ديونها لليونسكو، والعودة للعضوية الكاملة فيها، وينص مشروع القانون على ضرورة الحد من النفوذ الصيني فيها.