صحافة دولية

تحقيق: ملك الأردن استخدم حسابات بسويسرا لتكوين ثروة هائلة

احتفى العاهل الأردني بعيد ميلاده الـ60 نهاية الشهر الماضي- موقع الملكة رانيا
احتفى العاهل الأردني بعيد ميلاده الـ60 نهاية الشهر الماضي- موقع الملكة رانيا

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الضوء على ورود اسم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في التحقيق الذي كشف معلومات عن حسابات بنكية لزعماء ومسؤولين، في سويسرا.

 

التحقيق الذي شاركت فيه عشرات المواقع والصحف الأجنبية، أشار إلى أن ملك الأردن استفاد من ستة حسابات في بنك "كريدي سويس" السويسري، على مدار الأعوام الماضية.

 

ولفت إلى أن واحدا فقط من بين الحسابات الستة، أظهر أن الملك عبد الله الذي احتفى قبل أسابيع بعيد ميلاده الـ60، يمتلك فيه 224 مليون دولار. 

 

تحرك مع الربيع العربي

 

وأشارت "الغارديان" إلى أن العاهل الأردني تحرك مباشرة بعد اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، وفتح حسابين جديدين في "كريدي سويس"، وهو البنك الذي خدم زعماء ومسؤولين عربا وأجانب بسرية تامة، منذ عدة عقود.


وأوضحت أن الملك ظل يستخدم ستة حسابات في "كريدي سويس" بعد السنوات الخمس الأولى من الربيع العربي، أي حتى العام 2016 تقريبا، مشيرة إلى أن عقيلته الملكة رانيا العبد الله تمتلك حسابا هي الأخرى في ذات المصرف.

في العام 2016، أعلن رئيس الوزراء الأردني السابق عبد الله النسور، عن رفع أسعار عديد من السلع الأساسية، معللا ذلك بأنها شروط فرضها صندوق النقد الدولي على الأردن، للموافقة على منح جديدة.

 

وتقول "الغارديان" إنه وبينما كان الأردنيون يعانون من سياسة "شد الأحزمة"، نقل الملك عبد الله أموالا طائلة بين حساباته السويسرية.

 

اقرأ أيضا: تسريبات تكشف حسابات سرية لمسؤولين عرب ببنك سويسري
 

"لا تجاوزات في الثروة"

 

وتنقل الصحيفة البريطانية عن محامي الملك والملكة، قولهم إن موكليهم لم يرتكبوا أي مخالفات، أو تجاوزات في تكوين ثرواتهم.

 

وأضاف المحامون أن ثروات الملك وأمواله في المصارف السويسرية تتوافق مع قوانين الضرائب، وأن نسبة كبيرة من أمواله في هذه المصارف ورثها عن والده الملك الراحل الحسين بن طلال.

 

ونوهت الصحيفة إلى أن الدستور الأردني يعفي ملك البلاد من دفع الضرائب داخل المملكة.

 

ونقلت عن محامي للملك، قوله إن من بين ستة حسابات، يوجد واحد فقط فعال حاليا، وإن جزءا كبيرا من الأموال يستخدم في مبادرات تصب نهاية المطاف في صالح الشعب الأردني.


وبرغم ذلك، تقول "الغارديان" إن الكشف عن هذه المعلومات، التي تأتي بعد نحو ستة أشهر على تسريب وثائق "باندورا"، والتي خُصص جزء منها للملك عبد الله أيضا، يأتي في وقت حساس، إذ إن العاهل الأردني يحكم بلدا يعاني شعبه من سوء أوضاع اقتصادية غير مسبوقة.

 

وكانت وثائق "باندورا" أظهرت أن الملك عبد الله لديه ممتلكات بقيمة 100 مليون دولار، في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وحينها أصدر الديوان الملكي الأردني توضيحا بشأن هذه الأصول.

 

ولاحقا أصدر الديوان الملكي الأردني، بيانا للرد على التقارير حول أرصدة الملك في سويسرا، قال فيه إن ما ورد غير دقيق وفيه مضاعفة للأرقام الحقيقية، وهدفها التشويه والتشهير.

 

وأوضح أن سبب وجود هذه الأرصدة هو ميراث الملك من والده الراحل الملك الحسين بن طلال، وبيعه لطائرات ورثها منه أيضا، إلى جانب أرصدة قام بفتحها لأبنائه.

 

اقرأ أيضا: الديوان الملكي الأردني يرد على تحقيق أرصدة الملك بسويسرا

تحذير من قمع الصحفيين

وحذرت "الغارديان" من قيام السلطات الأردنية بقمع أي وسيلة إعلام محلية، أو أي صحفي يغطي الوثائق الخاصة بالملك.

 

وأوضحت أن الأردن قام بحجب المواقع التي نشرت وثائق "باندورا"، واستدعى صحفيين للتحقيق معهم.

 

ولفتت إلى قضية تخص الصحفي الأردني مؤيد المجالي، قبل نحو عامين، إذ اعتقلته قوات الأمن واتهمته بالقيام بجريمة خطيرة، لمجرد أنه سأل عن مساحة الأراضي التي يمتلكها الملك عبد الله.

 

وكانت السلطات الأردنية أفرجت عن المجالي في كانون أول/ ديسمبر 2019، بعد أشهر من اعتقاله، وتوجيه تهم له بينها "إطالة اللسان".

 

اقرأ أيضا: معارض أردني يفتح ملف "باندورا" ويثير جدلا واسعا

 

تهديد الجبهة الداخلية

 

وقالت "الغارديان" إن الجبهة الداخلية في الأردن ليست على ما يرام، إذ شهدت السنوات الماضية سلسلة من الاحتجاجات السياسية، والاقتصادية.

 

وتعامل النظام في الأردن مع هذه الاحتجاجات بسياسة تغيير الحكومات، وقد أقال الملك عدة حكومات منذ العام 2011.

 

وفي آذار/ مارس الماضي، تم تهديد حكم الملك عبد الله، بالقضية المعروفة إعلاميا بـ"الفتنة"، والتي تورط فيها بحسب الملك نفسه، أخوه غير الشقيق الأمير حمزة بن الحسين.

 

ووضع الملك عبد الله، الأمير حمزة الذي كان وليا للعهد سابقا، قيد الإقامة الجبرية، فيما قضت محكمة أمن الدولة بالسجن لسنوات طويلة بحق رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد أحد أبناء عمومة الملك.

 

التعليقات (9)