هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة عبرية، أن وقف تقدم إيران في مشروعها النووي يحتاج إلى إعداد هجوم متنوع يتم استخدامه في اللحظة الحاسمة.
وقالت "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها الجنرال يعقوب عميدرور، رئيس "هيئة الأمن القومي" سابقا وباحث في "معهد القدس للاستراتيجية والأمن": "حين اكتشفت إسرائيل الجهد النووي الإيراني في 1994، قدر أفضل الخبراء بأن إيران ستصل إلى سلاح نووي في 2005 وحتى 2010".
وذكرت أن إعاقة تقدم التواجد العسكري الإيراني في سوريا، ومشروع دقة الصواريخ الخاص بحزب الله، "كل هذا تحقق فقط بسبب الاستخدام العاقل للقوة، وبالطبع ليس فقط استخدامها هو الذي أدى بإيران ألا يكون لها سلاح نووي، حيث نجحت إسرائيل في تجنيد الولايات المتحدة ودولا أخرى للضغط على طهران، ولكن دون استخدام قوة متنوعة، كانت إيران ستكون أقرب بكثير من النووي".
وأكدت أن "الأمور أكثر تعقيدا في موضوع منع النووي الإيراني، فواشنطن طورت أسطورة أنهم وقعوا على الاتفاق في عهد باراك أوباما (الرئيس الأمريكي الأسبق) لأن إسرائيل هددت بالهجوم، ولكن كمن كان هناك، في الأيام التي توجه فيها الأمريكيون إلى المفاوضات في ظل إخفائها عن إسرائيل، من المهم القول إنهم في تل أبيب أوضحوا لهم أنه يوجد أن إسرائيل لن تهاجم طالما لم تتجاوز إيران خطوطا معينة؛ وهذه بقيت غامضة عن قصد".
ورأت الصحيفة، أن "أمريكا سارعت إلى عقد صفقة سيئة، ليس لأنها خشيت من هجوم إسرائيلي، بل لعدم رغبتها في أن تقف أمام وضع يسألها فيه العالم وإسرائيل، ما الذي تعتزم عمله حين يتبين أن إيران ليست مستعدة للتنازل عن برنامجها النووي، ولهذا الغرض غيرت سياستها؛ من "تفكيك القدرة النووية" إلى "التأجيل والرقابة".
وقدرت أنه "بسبب الاتفاق السيئ، لم يتأجل كل شيء، ولم تنشأ رقابة واسعة وعميقة بما يكفي، وهذا لم يكن اتفاقا سيئا بررته الإدارة بذريعة لا أساس لها في الواقع تتمثل بمنع هجوم إسرائيلي".
وأضافت: "الحقيقة الحزينة يجب أن تقال؛ لو كانت إسرائيل تريد أن تمنع استمرار البرنامج لإنتاج سلاح نووي، لا يبدو أنه يمكنها أن تعتمد لهذا الغرض على الجهود السياسية لأحد ما، وإذا كانت إسرائيل مصممة على أن توقف بكل ثمن التقدم الإيراني، فليس لها على ما يبدو مفر غير أن تعد خيار القوة، وفي يوم ما تستخدمه".
ولفت الجنرال عميدرور، أنه "يستطب الوصف المتبجح تحت صورة قائد سلاح الجو المنصرف؛ لولا نشاط سلاح الجو على أساس استخبارات فائقة، لكانت إسرائيل تقف أمام عدو إيراني مع صواريخ عديدة ومُسيرات غير قليلة، جاهزة تحت قيادة إيرانية في سوريا".
وتابع: "لولا نشاط سلاح الجو، لكان اليوم في يد حزب الله قدرات دقيقة أكثر بكثير، يحتمل أن تضطر إسرائيل لأن تخرج لعملية واسعة كي تصفي هذه القدرة تماما، فقصف سلاح الجو لن يكفي، وإنه لن يؤدي أي جهد سياسي واستراتيجية حكيمة مهما كانت إلى ذلك".
ونبهت "يديعوت" إلى وجود "حاجة لتفكير عميق في المستقبل والحاضر، كما لا ينبغي الاكتفاء باستخدام القوة العسكرية، ولكن في نفس الوقت، نحن ملزمون بأن نفهم، أنه في العالم المتشكل، توجد أوضاع لاستخدام القوة فيها، وهذا وحده يؤدي إلى إزالة التهديدات عن إسرائيل أو تأجيلها على الأقل".
وبينت أن "استخدام القوة يفترض إعدادا سياسيا مناسبا وإعلاما جيدا لما بعده، ولكن الخطوة الحاسمة هي خطوة القوة بالنسبة لإسرائيل، ولا مفر، والقاعدة للقدرة الاستراتيجية وللفعل السياسي هي القوة العسكرية التي في يديها، وفقط حين تكون هذه حاضرة ونشطة، مؤثرة ومانعة، تسمح أيضا بخطوات استراتيجية في المجال السياسي، ومن دون قوة هذا لن ينجح".