صحافة إسرائيلية

جنرال ينتقد تعامل تل أبيب القاصر مع مسيّرات حماس وحزب الله

حيموفيتش: احتمالية الضرر على إسرائيل من هذه الطائرات قائمة وبقوة- قناة المنار
حيموفيتش: احتمالية الضرر على إسرائيل من هذه الطائرات قائمة وبقوة- قناة المنار
مع تزايد اختراق الطائرات المسيرة بدون طيار لأجواء فلسطين المحتلة، زادت المخاوف الإسرائيلية من تحولها إلى تهديد جدي على المنظومة الجوية والدفاعية، في ضوء عدم وجود المزيد من الوسائل الإحباطية لهذه الطائرات، كونها دخلت حديثا على المنظومات العسكرية للقوى المعادية لها، ما يجعلها أحد الأسلحة الأكثر استخداما في أي مواجهة عسكرية قادمة.

الجنرال تسفيكا حيموفيتش، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي بسلاح الطيران، والعضو في "الحركة الأمنية"، ذكر في مقال بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21" أن "حادثة تسلل طائرات حزب الله من لبنان وحرة حماس من غزة إلى إسرائيل أدى إلى نقاش إعلامي وعام واسع لدى مختلف الأوساط الإسرائيلية، الأمنية والعسكرية، لكنه حجب الواقع، وحال دون تحليله الرصين، مكتفيا بالجوانب المثيرة للصورة، لكن هذه الحوادث ترتبط بتهديد الحزب مؤخرا حول حيازته لنطاق الصواريخ الدقيقة، وبعد أسابيع من الكشف عن انتشار أنظمته المضادة للطائرات، من أجل خلق معادلات جديدة مع إسرائيل".

وأضاف أن "الطائرة بدون طيار يحتاج إرسالها من حماس وحزب الله وسواهما من القوى المعادية لإسرائيل إلى فهم دقيق للواقع، والاستعداد لما سيأتي، وفي الوقت ذاته فإن التحليل الحقيقي وغير المراوغ لهذه الحوادث ونتائجها سيضمن أن تتصرف إسرائيل بطريقة أكثر نجاعة في حوادث مماثلة في المستقبل، بدل الإرباك الذي وقعت فيه في الحوادث الأخيرة".

صحيح أن حوادث الطائرات المسيرة التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية في الأيام الأخيرة شكلت مثار نقاش إعلامي إسرائيلي موسع، لكن الأوساط العسكرية العملياتية انشغلت أكثر، ولكن بصمت، تحضيرا لكيفية التعامل مع اختراقات أخرى متوقعة في قادم الأيام، في ضوء أن هذه الحوادث تكونت من منصات جوية صغيرة، منخفضة التوقيع، وتحلق على ارتفاع منخفض، وبسرعة بطيئة، ورخيصة الشراء، وسهلة التشغيل، وتتطلب الحد الأدنى من الخدمات اللوجستية، وسهلة النقل والإخفاء.

في الوقت ذاته، ما يزيد مخاوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من هذه الطائرات المسيرة أنها أصبحت "القوة الجوية" الجديدة للمنظمات المسلحة والدول المعادية على حد سواء، حيث إننا بتنا نشهد استخداما متكررا لها في جميع قطاعات الصراع التي تخوضها إسرائيل أمام غزة وسوريا ولبنان وحتى إيران، ما يعني أنها أمام تحديات جديدة.

أول هذه التحديات التي تعترض دولة الاحتلال من هذه الطائرات ذلك التحدي المتمثل في الكشف، أو القدرة على اكتشاف التهديد قبل اختراقه لأجوائها؛ فضلا عن تحدي الاعتراض، بمجرد اكتشاف التهديد، وتحديده، ولذلك فإن الحاجة لإحباطه وتدميره تكون مهمة في السياق من منع الضرر المحتمل الناشئ بعد الاعتراض، وفي سياق جمع شظايا الطائرة المستهدفة، التي تُستخدم لأغراض الضجيج الإعلامي.

يذكر أن احتمالية الضرر على إسرائيل من هذه الطائرات قائمة وبقوة، لأن القوى المعادية للاحتلال تعرف كيف تستخدم هذا السلاح الجديد لاحتياجاتها الخاصة، تماما كما حدث مع صواريخ حركة حماس، التي ظهرت في البداية بقدرات تفجيرية محدودة، ومداها بضعة كيلومترات، بينما طورت خلال عقد من الزمن قدرات إنتاج متسلسلة للصواريخ لمدى 100 كيلومتر وأكثر، بقدرة تحمل عشرات ومئات الكيلوغرامات من المتفجرات.

الخلاصة الإسرائيلية أنه إذا تجاهلت ما باتت تسميه "التهديد الجوي الجديد"، فسوف تواجه في مختلف الساحات تهديدًا مكثفًا وواسع النطاق، وبقدرات كبيرة، لأن التعامل القائم مع تهديد الطائرات الصغيرة بدون طيار، ما زال ليس فعالا، ويتطلب الكثير من التحضير غير المتوفر لدى الاحتلال، على الأقل حتى كتابة هذه السطور.

0
التعليقات (0)