هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجمت
صحف وشخصيات إسرائيلية حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة اليميني نفتالي بينيت، بسبب
تعاملها "القبيح" مع اللاجئين الأوكرانيين في مطار "بن غوريون"
الدولي.
"هآرتس"
وقالت
صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي: "الدولة (إسرائيل)
التي اهتمت بمواطنيها في أوكرانيا وأيضا باليهود هناك، أغلقت أكثر من أي دولة أخرى
أبوابها أمام الضحايا الآخرين".
وأضافت:
"إسرائيل تتصرف بالضبط مثل العالم في زمن الاختبار، حيث صمت وحرف نظره وأغلق أبوابه،
والعالم لن ينسى صمتها وتلعثمها وسيأتي يوم ويحاسبها على ذلك".
ولفتت
إلى أن "إسرائيل التي تهربت من عقوبة احتلالها اللامتناهي، يمكن أن تجد نفسها
أمام عالم جديد، لن يبقى موافقا ولا صامتا"، مضيفة: "من المثير رؤية رجال
وزارة الخارجية وهم يخرجون عن أطوارهم كي ينقذوا من الجحيم كل شخص يحمل جواز سفر إسرائيليا،
رغم أنه طوال أسابيع طلب منهم الخروج واستخفوا بذلك".
ونوهت
الصحيفة إلى أن "القلق على اليهود يثير إعجاب عشاق الجنس اليهودي، ولكن عندما
يتوقف لاجئو الحرب في المطار الإسرائيلي، مطرودين أو مطلوب منهم إيداع مبلغ ضخم لا
يوجد لديهم، من أجل تذوق طعم الحرية والأمن الشخصي، عندها يتبين أن شيئا ما في الضمير
الإسرائيلي مشوه تماما وحتى مريض".
وقالت:
"الاهتمام فقط بجمهورك أمر مشوه"، متسائلة: "هل يوجد حقا فرق بين طفل
من أوكرانيا هرب للبحث عن النجاة ولا توجد له جدة يهودية وبين طفل من أوكرانيا له جدته
يهودية؟ ما هو الفرق؟ هذا يسمى عنصرية، والنبش في الدم خاصة في زمن الحرب، يسمى انتقاء".
وقالت:
"في الوقت الذي يستيقظ فيه الاتحاد الأوروبي رويدا رويدا، يظهر الوجه القبيح لدولة
اللاجئين (إسرائيل)، عشرات السنين من الانتقاء في مطار "بن غوريون"، بما
في ذلك طرد لاجئين من كل العالم، تؤتي أكلها؛ وعشرات السنين من الطرد والاحتلال، التي
مرت بدون أي عقاب من المجتمع الدولي، تؤتي أكلها أيضا، وفي ساعة الظلمة هذه التي هبطت
على العالم، تظهر ظلمة إسرائيل".
واعتبرت
أن "إسرائيل التي تمنع من يتولى رعاية المسنين (الأوكرانيين العاملين لديها) فيها
من جلب أبناء عائلاتهم لإنقاذ حياتهم، هي دولة غير أخلاقية بوضوح"، مؤكدة أن الحديث
عن خوف من روسيا ما هو إلا "ذريعة".
وأكدت
أن "هذه الأزمة أثبتت أنه لا يوجد فرق أخلاقي بين الحكومة الحالية والحكومة السابقة
سيئة السمعة، وحكم بينيت هو مثل حكم بنيامين نتنياهو"، موضحة أن "تطور كراهية
الأجانب (في إسرائيل) بأبعاد غير شرعية في أي دولة أخرى، تخرج الآن إلى النور في عرض
قبيح بشكل خاص".
وشددت
الصحيفة، على أنه "مهما كانت الأسباب، لا يوجد أي سبب يبرر أخذ رهن ولو شيكل واحد
من لاجئ حرب في مطار "بن غوريون" الدولي، والظلام يغطي الهاوية".
"معاريف"
وفي
ذات السياق، انتقد الأحد وزراء ونواب في الكنسيت وزيرة الداخلية آييلت شاكيد، على
"القيود التي فرضت على اللاجئين الأوكرانيين القادمين إلى إسرائيل من غير المستحقين
بموجب قانون العودة"، وفق ما أوردته صحيفة "معاريف" في خبرها الرئيس
الذي أعدته آنا برسكي وآخرون.
وطالب
كل من وزير الشتات نحمان شاي ووزيرة المواصلات ميراف ميخائيلي، الوزيرة شاكيد خلال
جلسة الحكومة بـ"إلغاء المطلب من اللاجئين القادمين من أوكرانيا، بإيداع كفالة
بمبلغ 10 آلاف شيكل لدى دخولهم إلى البلاد".
واعتبر
شاي، أن هذا السلوك يجعل "سمعتنا سيئة في كل العالم، وهذه لا يمكن أن يكون في
إسرائيل".
وبالتوازي،
توجه رئيس لجنة الدستور، القانون والقضاء النائب جلعاد كريف من حزب "العمل"
إلى شاكيد وإلى وزير الخارجية مائير لابيد، بفحص إمكانية تقنين استيعاب اللاجئين.
وتأتي
هذه الانتقادات اللاذعة في الوقت الذي أعلنت فيه شاكيد عن الاستعداد لمنع "المواطنة"
لنحو 100 ألف لاجئ من أوكرانيا.
وقالت
شاكيد: "إسرائيل تستعد لاستيعاب ومنح مواطنة بشكل فوري لأكثر من 100 ألف مستحق
بموجب "قانون العودة" لمن يفرون من الحرب".
اقرأ أيضا: الاحتلال سيمنح "المواطنة" لـ100 ألف مهاجر من أوكرانيا