هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال سايمون هندرسون، مدير "برنامج
برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة"، في معهد واشنطن، إن زيارة رئيس
الوزراء البريطاني بوريس جونسون للرياض، تعكس مدى إلحاح الأزمة والفتور بين الرياض
والبيت الأبيض.
وقال هندرسون في تقرير نشره المعهد، إن زيادة
السعودية لكميات النفط التي تنتجها خطوة ضرورية لاستبدال الصادرات الروسية الخاضعة
لعقوبات واسعة النطاق، ولكن الرياض لم تبادر بذلك بعد على الرغم من ازدياد الضرورة
القصوى التي تفرضها الحرب.
وتحدثت تقارير إخبارية الأسبوع الماضي عن
انقطاع واضح للتواصل السعودي مع الرئيس بايدن، الذي يريد من المملكة أن تتراجع عن
اتفاقية الحدّ من الإنتاج التي وقعتها مع روسيا، زميلتها في منظمة "أوبك بلس".
وقال هندرسون إن هذا ما دفع بوريس جونسون إلى
التدخل، حيث كانت الحكومة البريطانية تتحدث عن إجراء محادثات مع السعودية بشكل عام
فقط، لكن هناك علاقة جيدة لجونسون مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم
الفعلي للمملكة، حيث يقال إنهما يتراسلان بانتظام عبر تطبيق "واتساب".
وفي الرابع عشر من آذار/مارس، صرّح وزير الصحة
البريطاني ساجد جاويد، الذي ينقل في كثير من الأحيان وجهات نظر جونسون: "من المهم
أن نقرّ، سواء أعجبنا ذلك أم لا، أن السعودية هي إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في
العالم، وفي ظل أزمة طاقة عالمية كبيرة نتجت عن الحرب الدائرة في أوروبا.. من
الصواب أن يتواصل رئيس الوزراء وغيره من قادة العالم مع السعودية".
إقرأ أيضا: ابن سلمان يلتقي رئيس الوزراء البريطاني في الرياض
وتشير عبارة "سواء أعجبنا ذلك أم لا"
إلى بواعث قلق بشأن حقوق الإنسان في المملكة، لا سيما مقتل الصحفي المعارض جمال
خاشقجي في عام 2018.
ومن المحتمل أن تتفاقم هذه المخاوف بسبب قرار
الرياض الصادر في 12 آذار/مارس بإعدام 81 سجيناً، وهو رقم قياسي لأحكام الإعدام في
يوم واحد. ولا تزال التفاصيل المتعلقة بالسجناء الذين ربما قُطعت رؤوسهم بالسيف ضئيلة،
ولكن يبدو أن معظمهم اتُهموا إما بالإرهاب أو "باعتناق فكر ضال".
ولفت هندرسون إلى أن قدرة لندن تنبع من
الانخراط مع الرياض في العلاقة الدفاعية الطويلة الأمد التي تجمع البلدين وتشمل
عمليات بيع الطائرات المقاتلة من نوع "تايفون" وتسليحها وصيانتها، وهي
الطائرات التي استخدمها السعوديون في الصراع مع الحوثيين المدعومين من إيران في
اليمن.