هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تراقب الأوساط الإسرائيلية، الاقتصادية هذه المرة، تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وما قد تسفر عنه من تبعات اقتصادية وتجارية على المستوى العالمي كله، لاسيما ما يتعلق منها بأسواق الطاقة وإمدادات الغاز.
وبحسب المعطيات المتوفرة للمحافل الإسرائيلية، فإن روسيا تعد واحدة من أكبر موردي الغاز لأوروبا الغربية، بما نسبته 40 بالمئة، وهو المورد اللازم لتدفئة المنازل في الشتاء، ويدفع الصناعة في أوروبا، فيما تأتي 27 بالمئة من واردات النفط الأوروبية من روسيا، أي 6 ملايين برميل يوميا.
لكن المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي الذي أعلن فيه أن بلاده تقاطع الغاز الروسي، وتحظر وارداته، وأدى لانضمام بريطانيا للمقاطعة، بزعم أن ذلك سيوقف الحرب الروسية على أوكرانيا، دفع إسرائيل للاعتقاد أن على الغرب إيجاد طرق جديدة لتوفير الطاقة، خاصة في فصل الشتاء، ودفع الصناعة والاقتصاد، بعيدا عن الغاز الروسي، ولذلك أعلن الاتحاد الأوروبي بالفعل أنه بحلول نهاية العام، يأمل في تعويض هذا النقص باستخدام الغاز من دول أخرى، بما فيها إسرائيل.
تسفيكا كلاير الرئيس التنفيذي لشركة TIGI للطاقة المتجددة في مجال تسخين المياه، وتخزينها للاستخدامات الصناعية والتجارية، ذكر في مقال بموقع "زمن إسرائيل" العبري، ترجمته "عربي21" أنه "قد يتم دمج تقنيات المناخ الإسرائيلية في جهود العالم بأسره وأوروبا على وجه الخصوص للتخلص من الاعتماد الحصري على الغاز الروسي، حيث تمتلك إسرائيل العديد من العمق التكنولوجي في كل ما يتعلق بالطاقة الحرارية والطاقة الشمسية، وهي واحدة من الدول الرائدة في العالم باستخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه عبر السخانات الشمسية".
وأضاف أن "إسرائيل عملت منذ سنوات على ضرورة أن تتماشى الحلول الناشئة للأزمة الحالية، مع الحاجة الملحة لتقديم حلول لأزمة المناخ، مع أن الحرارة، خاصة في استخدام الغاز للصناعات السكنية والزراعية والتجارية، تُستخدم بنحو 50 بالمئة من إجمالي استخدامات الطاقة النهائية في العالم، مقارنة بنحو 20 بالمئة فقط من الطاقة الموردة من خلال شبكات الكهرباء، وبالتالي، فإن طريقة تقليل الاعتماد على الغاز الروسي تتطلب التركيز على الحرارة، التي لا تتم في معظمها حاليًا في مجال الكهرباء".
صحيح أن الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية الأوكرانية ما زال متوازنا، خشية أن تخسر أحدهما، ورغبة منها في المحافظة على مصالحها في المنطقة مع روسيا، لكن موضوع الغاز، قد يجعلها تحصل على أرباح اقتصادية كبيرة، ما قد يدفعها لأخذ موقف سياسي أكثر انحيازا للغرب، من خلال عمل شركات التكنولوجيا الرائدة في إسرائيل في مجالات الإنتاج، وتخزين الحرارة والبرودة، من بينها مجال الأنظمة الحرارية الشمسية لإنتاج وتخزين الحرارة للصناعة والتخزين الحراري والبارد.
اقرأ أيضا: بينيت يستعد لزيارة كييف من أجل استكمال "الوساطة"
أكثر من ذلك، تصل التطلعات الإسرائيلية إلى أن شركاتها هذه وغيرها قد تكون في طليعة الحلول التكنولوجية التي ستحتاجها أوروبا في السنوات القادمة، خاصة أن تقرير أهداف الطاقة المتجددة لعام 2021 الصادر عن هيئة الكهرباء ووزارة الطاقة، أظهر أن إسرائيل بدأت في العمل بجدية أكبر لتسهيل تركيب الألواح الكهروضوئية والتخزين، ما قد يستدعي تسريع العملية لتلبية المطالب الأوروبية.
لا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية، وبقدر ما أوجدت تحديا سياسيا وعسكريا أمام إسرائيل، لكنها قد تكون فتحت أمامها بوابة اقتصادية مربحة، خاصة في موضوع الغاز، ما قد يستدعي منها إعادة الاستثمار على المدى الطويل عشرات المرات، من خلال دمج تقنيات تكنولوجيا المناخ الإسرائيلية في جهود العالم للاستغناء عن الغاز الروسي.