هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما
زالت المواقف الإسرائيلية الناقدة للإدارة الأمريكية على حالها، سواء بسبب ما
تعتبرها "مهزلة" الانسحاب من أفغانستان، أو ما تراه تراخيا مع إيران
بالعودة لأيام الحرب الباردة، وآخرها السلوك المهين تجاه الحرب الأوكرانية
الروسية، وكلها سياسات قد تؤثر سلبا على دولة الاحتلال في المنطقة من جهة، ومن جهة
أخرى على مزيد من التراجع في العلاقة مع الولايات المتحدة.
في
الوقت ذاته، فإن القراءة الإسرائيلية لأداء الرئيس الأمريكي جو بايدن في مختلف
المجالات، وجدت طريقها في السياسة الجارية إزاء الحرب في أوكرانيا، ما يخفض مزيدا
من العلاقة الإسرائيلية إزاء الولايات المتحدة الأمريكية، وهي علاقة تشهد مستوى
منخفضا غير مسبوق.
داميان
بيتر الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن
"المعطيات الإسرائيلية تتحدث عن أن الرئيس الديمقراطي يحظى بشعبية نصف الشعب
الأمريكي فقط، والنصف الآخر هو المعارض له، ومع ذلك فإن المكان الوحيد الذي يتمتع
فيه بايدن بالدعم الكامل تقريبا هو داخل حزبه بنسبة 82 في المائة فقط، وتعتقد
الأوساط الإسرائيلية أن أحد أهم أسباب هذا التراجع هو التراخي الذي يقوم به إزاء ملف النووي الإيراني".
وأضاف:
"ما تراه المحافل الأمنية والسياسية الإسرائيلية بشأن السلوك الأمريكي تجاه
إيران، ينبئ عن سياسة مترهلة من البيت الأبيض تجاه قضايا الشرق الأوسط".
وتابع:
"آخر مثال على ذلك توجه بايدن بشطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات
الإرهابية، مع أن بايدن لن يستطيع التوقيع على اتفاق النووي مع إيران دون حصوله
على تعهد من مجلسي النواب والشيوخ بتوفيره الأغلبية في حال تم طرحه للتصويت".
ولا
يتورع الإسرائيليون عن الإشارة إلى أن الإخفاق الذي يغطي على سياسة بايدن يقف خلفه
فشل ذو طبيعة استخباراتية خطيرة بين أجهزة المخابرات الأمريكية، التي أخطأت على ما
يبدو في تقديم تقديرات خاطئة عن التطورات الجارية في الشرق الأوسط، سواء في ما
يتعلق بملف النووي الإيراني، أو الانسحاب من أفغانستان بهذه الطريقة المهينة،
الأمر الذي يترك آثاره على مكانة إسرائيل في المنطقة.
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من عودة القضية الفلسطينية للأجندة العالمية
وتتحدث
المحافل الأمنية الإسرائيلية عن أن ما تورطت فيه السياسة الأمريكية في المنطقة لن
يتوقف عند إيران أو أفغانستان، وقبلهما تجاه تنظيم الدولة، وكل ذلك، وفق التقييم
الإسرائيلي، يستند إلى ضعف استخباراتي متراكم، ألقى بظلاله من خلال تراخي
البيت الأبيض تجاه ملفات الشرق الأوسط، ووجد نتائجه المدوية في زيادة تطلعات روسيا
التوسعية، لأن الرئيس فلاديمير بوتين، كما يبدو، اشتم رائحة الضعف، وقدّر الرد
الغربي المتواضع بشكل صحيح.
وتتابع
الأوساط العسكرية الإسرائيلية الأداء القتالي الضعيف تجاه الحرب الروسية في
أوكرانيا، صحيح أن الاقتصاد الروسي قد تضرر بشدة من عقوبات البيت الأبيض والاتحاد
الأوروبي، لكن بايدن لم يصل إلى مرحلة استخدام حلف شمال الأطلسي بغرض توجيه رسائل
ردعية لمنع الروس من العمل ضد الدول المنضوية تحت لوائه، الأمر الذي يوجه رسائل
سلبية لإسرائيل مفادها أن أمريكا لن تحارب عنها، ولن تضحي بجنودها من أجل أمنها،
لاسيما في حال نشوب حرب مع إيران.