هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن القمع في عهد
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يمارس بنفس الحدة التي كان عليها في عهد، جوزيف
ستالين، موضحة أن ممارسات أجهزة الأمن الروسية بحق المعارضين والناشطين تذكر بالحقبة
السوفياتية المروعة، حيث يستخدم نظام بوتين أساليب قاسية في التعامل مع كل من ينتقد
سياساته.
وقال المؤرخ في جامعة بنسلفانيا، بنيامين ناثانز، إن
الباحثين في روسيا يرون أوجه تشابه مقلقة بين حملة القمع ضد المعارضة في روسيا
خلال الحرب الأوكرانية وسوابقها خلال أكثر الفترات المشحونة في تاريخ الاتحاد
السوفياتي الممتد لسبعة عقود.
بدوره، أكد مارفن كالب، المؤرخ المتخصص في روسيا، أن
الحملة الحالية في روسيا هي من بين الأسوأ في التاريخ الروسي، مضيفا: "ليس
فقط الاعتداء الجسدي، ولكن أيضا السلطة الكاملة للدولة للتهديد بفقدان الوظائف
وسجن الناس بتهم ملفقة".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن خنق بوتين لانتقادات
غزوه لأوكرانيا يذكر بمعظم "تكتيكات الكي جي بي في السبعينات وأوائل
الثمانينات، عندما انضم بوتين إلى المنظمة".
ولفتت إلى أن الكي جي بي نادرا ما قتلت المنشقين
السوفييت، حيث فضلت اعتقالهم، أو إرسالهم إلى معسكرات العمل أو المنفى السيبيري،
أو إجبارهم على مغادرة البلاد.
ونبهت إلى أن الاستخبارات الروسية وسعت استخدام المخبرين
والإدانات المجهولة في عهد خليفة بريجنيف، يوري أندروبوف، وبالإضافة إلى قمع
المعارضة السياسية، استخدم أندروبوف أيضا هذه الأدوات كجزء من حملته للقانون
والنظام لمكافحة السكر العام وجرائم الشوارع وغيرها من الأفعال "المعادية
للمجتمع" مثل الغياب عن العمل.
وتابعت: "ببساطة، كان الاتحاد السوفياتي أمة من
الجواسيس".
اقرأ أيضا: AP: بوتين حصل على ما لا يريده في أوكرانيا
وأفاد المؤرخ في جامعة بنسلفانيا، بنيامين ناثانز، بأن النظام
السوفياتي اعتمد على المشاركة النشطة لأعداد كبيرة من المواطنين في مختلف الأنشطة
والطقوس التي تهدف إلى الإشارة ليس فقط إلى "موافقة المحكومين" ولكن إلى
التزامهم النشط ببناء نظام شيوعي.
وأوضح أن تاريخ روسيا الطويل في الإعلام والشرطة الذاتية
"زرع عدم الثقة المتبادل بين السكان الروس وورط قطاعات كبيرة من السكان في
سياسات النظام".
وقارنت "واشنطن بوست" بين "جيش
المخبرين" السوفياتي وبين المخبرين الحاليين في روسيا الذين تسببوا باعتقال
ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان وحتى معلمين في مدارس ابتدائية انتقدوا غزو
أوكرانيا أمام تلاميذهم.
ورأى مؤرخ مركز ميموريال لحقوق الإنسان نيكيتا بتروف، أنه
"بعد فترة طويلة من الحرية، عاد الخوف إلى المجتمع الروسي، وأصبح المخبرون
أكثر نشاطا ضد أولئك الذين يعبرون عن خلافهم مع السلطات".