دعيت قبل أيام للمشاركة في بث مباشر على تطبيق "إنستغرام" ينظمه شباب وشابات شكلوا فرقا إلكترونية لنصرة
الأقصى، تحت اسم "مرابطون ومرابطات عن بُعد"، سعيا منهم للحصول على توجيه مناسب يطور أداءهم ويرفع كفاءتهم في
نصرة المسجد الأقصى المبارك.
حضور أشعرني بالحرج والتقصير في آن أمام عطاء أولئك الشباب وسعيهم الدؤوب لخدمة
القدس والأقصى، ولا أبالغ إن قلت إن القضية تعيش في وجدانهم وتصرفاتهم بليلهم ونهارهم ومختلف شؤون حياتهم.
شباب لهم عتب -وهذا حقهم- على كثير من مثقفي أمتنا لابتعادهم عنهم وعدم معايشة همومهم وإجابة تساؤلاتهم بشكل مباشر: كيف لي أن أنصر الأقصى؟ وما المطلوب مني وأنا أرى مشاهد الاعتداءات والاقتحامات؟ وكيف أتخلص من مشاعر الضعف والإحباط التي تخيم علي؟ وأيهما أولى التركيز على مساري المهني في حياتي أم التفرغ للقضية والدخول المبكر بالمواجهة مع الأنظمة رغم البعد الجغرافي عن القدس والأقصى؟ وأسئلة أخرى كثيرة من هذا القبيل ينتظر الشباب من يجلس معهم ويسمع منهم فيها.
كيف لي أن أنصر الأقصى؟ وما المطلوب مني وأنا أرى مشاهد الاعتداءات والاقتحامات؟ وكيف أتخلص من مشاعر الضعف والإحباط التي تخيم علي؟
الشباب "المرابط عن بعد" نصرة للأقصى -كما يحب أن يسمي نفسه- يحتاج من وجهة نظري للعناية بستة أمور أساسية وهي:
1- العناية بالثقافة
فمن الضروري أن تكون الثقافة المقدسية حاضرة مع تنوع القراءة في الكتب وحضور البرامج التدريبية والاستماع لذوي الاختصاص بالشأن المقدسي، حتى يكون هناك إلمام معرفي يعزز الانتماء الديني والعاطفي والوطني لقضية بحجم ووزن قضية القدس والأقصى.
2- احترام التخصص
إن لخدمة ملف القدس والأقصى من خلال دائرة التخصص والمهارة وما يلحقهما من هواية، بالغ الأثر في تقديم شيء نوعي لأجل القبلة الأولى.
الدور الذي يقوم به الشباب لتسليط الضوء على ما يجري في الأقصى المبارك عبر منصات التواصل الاجتماعي عظيم الأثر بشكل فاق وسائل الإعلام التقليدية، وأثر على الرأي العام بشكل دفع تلك المنصات لتقييد المحتوى الفلسطيني ومحاربته
3- التركيز على الإعلام
فالدور الذي يقوم به الشباب لتسليط الضوء على ما يجري في الأقصى المبارك عبر منصات التواصل الاجتماعي عظيم الأثر بشكل فاق وسائل الإعلام التقليدية، وأثر على الرأي العام بشكل دفع تلك المنصات لتقييد المحتوى
الفلسطيني ومحاربته. والشباب مستمر في معركته الإعلامية مع تلك المنصات، وكلما أُغلق حساب فُتح آخر، ولكن يبقى التوجيه مطلوبا بحسن استثمار تلك المنصات ومراعاة خطوطها الحمراء قدر الاستطاعة، فنحن من يحتاجها وليس العكس.
4- التفكير بإبداع
من المنتقد بشدة أن يعمل شباب لخدمة قضية مركزية للأمة مثل قضية القدس والأقصى بصورة تقليدية أو على هيئة مجرد أدوات تنفيذية، تقوم بمجرد ترجمة تعليمات من هم أكبر سنا فقط بأنشطة مكررة؛ هم أنفسهم يشعرون بالملل أثناء تنفيذها قبل أن نتحدث عن المستهدف منها. اتركوا الشباب وشأنهم ودعوهم ينصرون القضية بأسلوبهم ويجاهدون بتقديم إبداعاتهم، وخففوا من فرض وصايتكم عليهم.
5- تقديم الدعم
أكثر ما يمكن أداؤه خدمة للقدس والمرتبطين فيها يكمن في جانب التبرع والإنفاق، وهنا قد لا يجد الشباب مالا لذلك، ولكن يمكنهم التحرك بأنشطة وفعاليات لجمع التبرعات اللازمة، وتقديمها من خلال مؤسسات خيرية مرخصة وليس عبر أفراد، مع تفضيل ما يلي في هذا السياق:
أكثر ما يمكن أداؤه خدمة للقدس والمرتبطين فيها يكمن في جانب التبرع والإنفاق، وهنا قد لا يجد الشباب مالا لذلك، ولكن يمكنهم التحرك بأنشطة وفعاليات لجمع التبرعات اللازمة
- تجنب المؤسسات المرتبطة بدول قد تحول دون وصول المال لمستحقيه.
- التركيز على ترميم منازل المقدسيين في البلدة القديمة ثم برامج التعليم لأطفالهم، ومن بعد تأتي مشاريع تسديد الفواتير للخدمات الأساسية (كهرباء، مياه.. الخ)، ومن بعدها الإطعام لمن يحتاج.
6- الاهتمام بالدعاء
وما كان تأخير هذا البند إلا لأهميته، وعميق أثره في قلب الداعي والمدعو له. والدعاء مخ العبادة، ونحن في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل وهي الأهم وذات الليالي الأعظم به. فلنجتهد بالدعاء ونحن موقنون بالإجابة، ولنعلم أبناءنا وبناتنا هذا اليقين بالاستجابة من رب العالمين ولو بعد حين.
اللهم انصر الأقصى وفلسطين، وثبت إخواننا المرابطين، ورد كيد الكائدين، واحم شبابنا وبناتنا أجمعين.