هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تصاعد موجة الإسلاموفوبيا في الهند على مرأى ومسمع من الحزب الحاكم وسط اتهامات له بدعم السياسات المناهضة للمسلمين.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المسجد الجامع "المسجد الكبير" الذي بناه الإمبراطور شهاب الدين شاهجهان في القرن السابع عشر والذي ينتصب كمنارة في العاصمة الهندية نيودلهي بطاقة استيعاب تبلغ 25 ألف مصل، نظم فيه تجمّع يوم الأحد 24 نيسان/ أبريل.
وصلت العائلات المجهزة بالسجاد والسلال قبل غروب الشمس بوقت طويل لتسلق درجات السلالم المزينة بالغرانيت الأحمر الهائلة التي تتيح الوصول إلى أحد أبواب المداخل الثلاثة للمسجد التاريخي، مع العلم أن السلطات الهندية تمنع تنظيم الإفطار الجماعي في المسجد الكبير بسبب وباء كورونا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأجواء في نيودلهي وبقية الهند ليست احتفالية بالنسبة للمسلمين، بعد أن اجتاحت موجة من الإسلاموفوبيا البلاد مع الرضوخ الصامت للسلطات. في عدة ولايات خاصة تلك التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا، قام تشكيل تابع لرئيس الوزراء ناريندرا مودي مكون من متطرفين مسلحين بالسيوف والمسدسات باستعراض موكب بمناسبة الأعياد الهندوسية أمام المساجد وفي أحياء المسلمين، وهم يهتفون بشعارات معادية وشتائم مستفزة. وعندما اندلعت مواجهات، بدأ مسؤولو حزب بهاراتيا جاناتا المحليون بالتدخّل وحُمّلت المسؤولية للمسلمين وتم اعتقالهم وتدمير منازلهم بالجرافات أو حرقها.
اقرأ أيضا: لجنة أمريكية: الحريات الدينية تراجعت في الهند بفعل حزب مودي
بعد ما حدث في غوجارات ومادهيا براديش، تكررت هذه العملية العقابية في 20 أبريل/ نيسان في منطقة جاهانجيربوري شمال العاصمة. بعد أربعة أيام من موكب هندوسي وسلسلة من الاستفزازات ورجم مسجد وأتباعه، دمرت الجرافات تحت أعين كاميرات التليفزيون المدعوة لهذه المناسبة جميع المحلات التجارية التابعة للمسلمين من حول المبنى الديني وحتى عربات الباعة الجوالين المتواضعة.
طالبت المحكمة العليا الهندية، وهي أعلى محكمة في البلاد، بوقف عمليات الهدم على الفور. وتجاهل مسؤولو حزب بهاراتيا جاناتا ما حدث وبرروا ذلك بالبناء غير القانوني. وقد واصلوا عملية الهدم لمدة ساعة وهدموا بوابات وجدران فناء المسجد. وقد أكد أصحاب المنازل والمحلات التجارية المتضررة أنهم لم يتلقوا أي أمر إخلاء أو إشعار رسمي. لم تحسم العدالة الأمر لكن الإنشاءات غير القانونية المنتشرة في المدن الكبرى لا تتعرض بانتظام للهدم بل لعمليات تنظيم لاحقة.
في هذا الشأن، أكد العالم السياسي العظيم براتاب بهانو ميهتا أن هذه الممارسات تعتبر "الشكل الجديد من الهندوسية وهي ليست تعبيرا عن الفخر والتقوى الحقيقيين. ومن المفترض أنها ترسيخ للسلطة والعنف لتخويف الأقليات".
علاوة على ذلك، كتب أكثر من 100 من كبار المسؤولين السابقين رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الهندي يطلبون منه إنهاء "سياسة الكراهية" التي يمارسها حزب بهاراتيا جاناتا. وقد ورد في الرسالة "صمتكم، في وجه هذا التهديد المجتمعي الهائل، يصم الآذان". يضمن الدستور الهندي الحرية الدينية ويحظر جميع أشكال التمييز العنصري والديني وما إلى ذلك. إن الوضع مقلق للغاية لدرجة أن براتاب بهانو ميهتا يقول إن "جميع الشروط المسبقة تقريبًا لانتشار العنف الشبيه بالمذبحة موجودة الآن في الهند".