استعرضت الكاتبة
الفلسطينية الأمريكية، في مقال نشرته
صحيفة "
واشنطن بوست"، كيفية تبييض وسائل الإعلام عنف الاحتلال ضد
الفلسطينيين.
وقالت مديرة الاتصالات في الحملة الأمريكية من أجل حقوق
الفلسطينيين؛ إن عنف قوات الاحتلال المحسوب بعناية يأتي مع دخول الفلسطينيين
المسلمين الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
ونبهت إلى أن كبرى وسائل الإعلام تستخدم لغة لا تعترف
باختلال توازن القوة بين الجهاز العسكري الإسرائيلي والشعب الفلسطيني الأصلي.
وبينت أنه عند النظر إلى لقطات ما حدث، فإن الديناميكية
واضحة: "قوى بالعتاد والبنادق مقابل المصلين الذين يركعون في الصلاة".
ومع ذلك، تصف التغطية الإعلامية الغربية بشكل روتيني هذا الوضع بأنه
"معقد"، وتصور عنف الدولة هذا على أنه "اشتباكات" و"توترات"
بين الجانبين.
وأضافت: "الفلسطينيون لا يقتلون. نحن ببساطة نموت.
عندما تداهم القوات الإسرائيلية أحياءنا في منتصف الليل، وتقصف أطفالنا، وتهدم
منازلنا، وتستعمر أرضنا وتقتل شعبنا، فنحن إلى حد ما محرضون متساوون".
وأكدت أن تغطية الأحداث في فلسطين يتناقض مع تغطية الحرب
في أوكرانيا، حيث توضح وسائل الإعلام الغربية أن روسيا هي المعتدي والشعب
الأوكراني يقاوم، كما يفعل أي شخص إذا تم غزو وطنه.
وأشارت إلى أن وسائل الإعلام انتقلت من الدعوة إلى فرض
عقوبات على موسكو، إلى الإشادة باستخدام زجاجات المولوتوف ضد الجنود الروس في كييف.
وشددت على أن وسائل الإعلام عندما يتعلق الأمر بالاحتلال
الإسرائيلي لفلسطين، دائما ما تفشل في تسمية المعتدي، لكنها في الوقت نفسه تطلق على
المدنيين الأوكرانيين الذين ألقوا الزجاجات الحارقة على الدبابات الروسية وصف
" الشجعان "، ولكن صُوِّر قصي حمامرة البالغ من العمر 14 عاما على أنه
يشكل تهديدا فوريا، بعد أن ادعى جنود إسرائيليون مسلحون أنه ألقى عليهم زجاجة
حارقة.
وأوضحت الكاتبة أن غرف الأخبار لا تستطيع انتقاء واختيار
العنف الذي تجيزه الدولة، والذي يعتبر شرعيا، ويجب عليهم بذل جهد للإبلاغ عن أعمال
الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين بالطريقة نفسها التي يتم بها تغطية
الانتهاكات في أوكرانيا ودول أخرى.
وشددت على أن الصحفيين يتحملون مسؤولية الإبلاغ عن
الحقائق دون تحيز، مؤكدة ضرورة أن تشمل التقارير الواقعية البحث عن أصوات
فلسطينية، والتحقيق في مزاعم المسؤولين الحكوميين قبل نقلها على أنها حقيقة.
وبينت أنه من خلال تجاهل وضع عنف الاحتلال في سياقه،
منحت وسائل الإعلام الحكومة الإسرائيلية تصريحا مجانيا، مما مكنها من مواصلة التطهير
العرقي للشعب الفلسطيني مع الإفلات من العقاب.
وأكدت أنه حان الوقت لوسائل الإعلام أن تتصدى للضرر الذي
تسببت به. يجب أن يبذلوا جهدا لتوظيف الصحفيين الفلسطينيين وتمركز الأصوات
الفلسطينية، بدلا من محوها باستمرار من قصصهم الخاصة.
ويجب ألا تظل اللقطات اللانهائية للعنف الموثق ضد
الفلسطينيين محصورة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبدلا من نقل روايات غير مكتملة
تحكم العدوان الإسرائيلي، يجب على وسائل الإعلام أن تبدأ في سرد القصة كاملة.