هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مجلة "إيكونوميست" إن مسلسل الاختيار في موسمه الثالث الذي عرض في موسم رمضان كان من بين العشرات من المسلسلات العربية ذات الميزانيات الكبيرة وبحلقة كل ليلة.
وأوضحت المجلة أن أحداث المسلسل تتحدث عن حقبة تظل ضبابية حتى بالنسبة للذين عاشوها. فما بدا وكأنه تظاهرة يوم، وفرصة للمعارضة بأن تنفس عن غضبها تحول بسرعة محيرة إلى انقلاب دموي.
ويأخذ المسلسل المشاهدين، بحسب المجلة، إلى داخل كواليس أجهزة الأمن المصرية، فقائمة الشكر للمتعاونين في إنتاجه ضمت الجيش ووزارة الداخلية وظهرت قبل أسماء طاقم المسلسل.
ويقوم المسلسل بدمج تسجيلات حقيقية لمسؤولي الإخوان والتي سجلتها لهم الأجهزة الأمنية بالسر ولم تبث من قبل. وتقدم اللقطات الإخوان المسلمين بصورة العاجز والعنيد، وهي حقيقة يتفق معها الكثير من المشاهدين، ولكن المسلسل لا يقدم أي ضوء على الطريقة التي تآمرت فيها الدولة العميقة لرمي الديمقراطية في الزبالة. فالمسلسل هو تاريخ يكتبه المنتصر، وفقا للمجلة.
وقالت المجلة إن الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات الذي جاء بعده اهتم بهما مخرجون خلدوا حياتهما، ولكن ظهورهما حصل بعد فترة طويلة من وفاتهما. وربما لن يجد حسني مبارك الذي أطيح به من يعالج حياته دراميا في السينما. لكن تحول عبد الفتاح السيسي للشاشة الصغيرة يأتي في ذروة سلطته، فقد دفع عام 2019 لتعديلات دستورية تضمن له الحكم حتى عام 2030.
اقرأ أيضا: "الشريف" يعلق على الاختيار3 ويكشف جريمة ارتكبها ضابط (شاهد)
وأضافت: "ما قدم في رمضان هو مجرد دعاية باذخة قصد منها تعبئة المصريين في وقت يشعر فيه الكثير منهم بالخيبة من النظام والرئيس. فبعد ستة أعوام من توقيع مصر صفقة مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بـ 12 مليار دولار، عادت لطلب آخر وهي تشعر بما سيتركه ارتفاع أسعار الطعام والطاقة على الميزانية".
وتابعت: "زادت معدلات الفقر منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم وكذا المشاكل المزمنة مثل التعليم والرعاية الصحية الرديئة والفوضى الحضرية وعدم المساواة المستشرية والفساد وهي كلها مشاكل لم يتم حلها".
وأشارت المجلة إلى أن المؤيدين للسيسي رغم أنهم يرون أنه أنقذ مصر من "النفق المظلم" الذي قاد الإسلاميون البلد إليه، إلا أن البلد لم يخرج بعد إلى ضوء الشمس.
وأردفت: "لا يعرف عدد المشاهدين الذين شاهدوا المسلسل في القنوات التي عرضته. وربما تابعه المصريون من مختلف التوجهات السياسية بأعداد كبيرة وكنوع من الواجب الوطني أو الرغبة بالسخرية من البروباغندا، لكن قلة تابعت المسلسل حتى نهايته".
واختتمت قائلة: "تم حث الصحافيين على كتابة مراجعات تبالغ في المديح. وربما أراد بعض المصريين التخلص من أحداث ذلك الصيف، فلديهم الآن مشاكل أكبر".