هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع استمرار موجة العمليات الفلسطينية ضد أهداف الاحتلال العسكرية والاستيطانية، وعدم توقفها، تشهد الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية نقاشات داخلية حادة حول الفشل في وقف هذه السلسلة من الهجمات، وأين يكمن سبب الإخفاق، وما المدى الذي قد تصل إليه هذه الهجمات، وإمكانية انتقالها من السلوك الفردي إلى التوجه التنظيمي الكامل.
وحملت هذه النقاشات الإسرائيلية الداخلية في طياتها انتقادات لكيفية التصدي لهذه الهجمات، لأن النتيجة الميدانية لها تشير إلى تدهور الوضع الأمني، وتردي الشعور الإسرائيلي بالأمن الشخصي، مما يتطلب البحث عن وسائل أخرى أكثر جدوى، ما زالت غير موجودة حتى اللحظة.
تل ليف- رام الضابط الإسرائيلي السابق ذكر في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أنه "في ظل موجة العمليات الحالية فإن العقاب الجماعي الموجه لأهالي منفذيها ليس هو الحل للتعامل مع الظاهرة، لأن إسرائيل غير معنية باستدراج كل الشعب الفلسطيني لهذه الموجة من الهجمات، رغم أن الهدف من هذه العقوبات هو الضغط على المنفذين المستقبليين لباقي العمليات، لأن عددا منهم يدير شؤون عائلاتهم المالية والمعيشية".
الجنرال تشين ليفني القائد السابق لمنطقة القدس في قيادة الجبهة الداخلية ذكر في حوار نشرته صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "العمليات الهجومية الفلسطينية والتوترات الأمنية سوف تستمر لأشهر قادمة، بسبب نقاط الضعف المنتشرة على طول خط التماس، وقد تؤدي لوقوع "الكارثة" التالية، لأن منفذي العمليات يملكون الإرادة لانتزاع سلاح، والهجوم على أي هدف إسرائيلي، ولذلك أعتقد أن الحل لهذه العمليات يمكن أن يصبح مشكلة في وجوهنا".
اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي يدرس ترحيل عائلات منفذي العمليات إلى غزة
وأضاف أن "وضع أعداد كبيرة من الجنود على الجدار الفاصل أمر جيد، لكنه من ناحية أخرى يخلق الكثير من المشاكل الأمنية، أهمها أن يتحولوا إلى هدف لمطلقي النار الفلسطينيين، مما يعني أننا أمام تهديد أمني لا يمكن السيطرة عليه، فهناك مئات الكيلومترات من الجدار، وليس أمام كل ثغرة يمكن لنا وضع جندي، فلا يزال الفلسطينيون قادرين على الدخول منه، والنتيجة أنه لا يوجد ردع إسرائيلي أمامهم، لأن وضع الجنود أمام الثغرات في الجدار الفاصل قد يصلح لأسبوع وأسبوعين، وليس حلاً دائمًا، فلن نستطيع إبقاء الجنود على هذا الوضع لعدة أشهر".
الجنرال آيال بن رؤوفين نائب قائد المنطقة الشمالية السابق، أكد في حوار نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أننا "أمام هجمات مسلحة ودامية أججتها حالة من التحريض الوطني والديني قامت به حركة حماس، والمشكلة أن هذا التحريض يُنظر إليه على وسائل التواصل الاجتماعي على أنه ناجح، لأنه أسفر عن تنفيذ 19 عملية في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، ولا يبدو أن هذا التهديد قد ينتهي بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنين".
وأضاف أنني "أحذر من الرغبة في التصرف بدافع الانتقام فقط، لأن ذلك يضرنا فقط، فالأمر يستدعي تقييما للموقف، وتوفير خطة استخباراتية دقيقة، ومع ذلك فإنها قد لا تمنع كل الهجمات، لأن المشكلة التي تواجهنا تكمن في كيفية خلق نوع من الردع أمام الجمهور الفلسطيني، وأي عملية غير مدروسة لن تكون في صالحنا، على العكس من ذلك، فقد تسبب لنا أضرارا جسيمة، وقد تؤثر على أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي تساعدنا في منع هذه الهجمات".
وأكد أننا "نعيش الآن في وضع هش للغاية، ويستحيل القول إننا وصلنا إلى نهاية موجة العمليات بسبب توقفها لعدة أيام فقط، لأن التقييم السائد في المؤسسة العسكرية أن هذه الموجة مستمرة، ودور الدولة أن تفكر في الهجوم القادم، والحل في الوقت الحالي ليس عسكرياً، بل التفكير السياسي العميق، من قبل قادة الجيش والموساد والشاباك، يجلسون ويفكرون، وأي نقاش علني عن الاغتيالات غير ذكي، يقوده أشخاص ليس لديهم أي مسؤولية".