هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" مقالا لرئيس الوزراء الأسترالي السابق، كيفن رود، تحدث فيه عن كتابه "الحرب التي يمكن تجنبها، مخاطر الصراع الكارثية بين الولايات المتحدة والصين تحت زعامة شي جين بينغ".
ويقدم رود سيناريوهات يعتقد الكاتب أنها ضرورية لتجنيب العالم مخاطر الصراع بين الولايات المتحدة والصين، فيما تعرف العلاقة بين البلدين تصعيدا في ما يتعلق بـ تايوان.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي السابق إن أهمية كتابه تكمن في أن كاتبه لديه علاقات واسعة وعميقة ووثيقة مع بكين وواشنطن، وهو ليس أمريكيا ولا صينيا، كما أنه مطلع بحكم منصبه على خفايا وكواليس، ومخاطر محتملة، أكثر من أي باحث عادي.
وحذّر الكاتب بالقول إن "وجهات النظر العالمية المهيمنة الآن في الصين والولايات المتحدة تدفع البلدين نحو الحرب".
واقترح رود وصفة لإدارة التوتر أسماها "المنافسة الاستراتيجية المدارة"، حيث تسعى بكين وواشنطن إلى التوصل إلى تفاهمات متبادلة وقواعد طريق تسمح لهما بالحفاظ على تنافسهما الاستراتيجي الحتمي ضمن حدود، مع تعظيم فرص التعاون حيث إن من الواضح أنه يخدم مصالح البلدين.
واستدرك رود بالاعتراف بأن هذه المقاربة ستكون صعبة للغاية بسبب "عدم الفهم المتبادل" و"التآكل شبه الكامل للثقة" بين الولايات المتحدة والصين، فضلا عن إدراكه بالقيود السياسية الداخلية لدى البلدين التي ستجعل من الخطر على القادة في أي من الجانبين الدعوة إلى ضبط النفس أو أي شيء يشبه التسوية أو الاسترضاء.
وفيما يدعو الكاتب الولايات المتحدة إلى التخلي عن "الذعر غير المبرر والقلق الاستراتيجي المفرط" من الصين، فإنه يشرح أيضا ما يعتقد أنها "رؤية شي جين بينغ للعالم"، والتي تم تنظيمها على أنها "10 دوائر متحدة المركز من الاهتمام".
وتبدأ هذه بالأولوية القصوى للحزب الشيوعي الصيني المتمثلة في البقاء في السلطة والسيطرة، وتتسع لتشمل السعي الداخلي للحزب الشيوعي الصيني لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وأمن الحدود، والسلامة الإقليمية، وسعي الصين الخارجي للنفوذ الإقليمي، والعالمي، والنفوذ، والأمن.
وقال الكاتب إن الموضوع المتكرر الأكثر صلة بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين هو وجهة نظر بكين أنها تتنافس مع واشنطن على جميع احتياجات الصين وأولوياتها تقريبا.
وأرجع ذلك إلى أن القادة الصينيين يرون في الازدراء الأمريكي للحزب الشيوعي الصيني، وما يفسرونه في هدف واشنطن المتمثل في تغيير النظام في بكين، أكبر تهديد للاستقرار الداخلي للصين.
وبالمثل، فإنهم يرون (ما يفسرونه على أنه) سياسة الولايات المتحدة لاحتواء الصين إقليميا وعرقلة قوتها ونفوذها على الصعيد العالمي باعتبارها التحدي الخارجي الرئيسي للصين.
وحدد رود بشكل شامل استراتيجية شي لمواجهة هذا التهديد المتصور، والتي تركز على تعزيز السلطة المحلية للحزب الشيوعي الصيني في الداخل، مع اتباع سياسات أكثر نشاطا وحزما في الخارج لتسجيل نقاط ضد الولايات المتحدة وتعظيم مكانة الصين العالمية ونفوذها.
وبعيدا عن الجدل بشأن ما إذا كان الكاتب منح شخصية شي "تأثيرا أكبر من حقيقته" على السياسات العامة للدولة الصينية، يقول الكاتب إن هناك قضية استراتيجية رئيسية واحدة يمكن أن يكون لميول شي الشخصية تأثير حاسم عليها، هي تايوان.
وأرسل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رسائل مثيرة للاهتمام، الاثنين، حينما قال من اليابان خلال تأسيس إطار اقتصادي لدول آسيا والباسيفيك والولايات المتحدة، إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إذا اجتاحت الصين تايوان.
ويقول كتاب رود إنه "يبدو من المرجح بشكل متزايد أن شي سيرغب في محاولة تأمين تايوان خلال حياته السياسية".
وعلى وجه التحديد، يتكهن رود بأن شي قد يرغب في أن يكون لدى بكين القدرة العسكرية للاستيلاء على تايوان، أو على الأقل أن يكون لديه "ميزة عسكرية كافية ضد الولايات المتحدة" للدفع إلى تسوية سياسية مع تايبيه، قائلا إن بكين تسعى إلى "تخفيف القوة الأمريكية وزيادة قوة الصين" في النظام العالمي.
وكذلك فإن بكين "تتحدى الشرعية السياسية وفعالية السياسة للنموذج الليبرالي الديمقراطي الغربي" وتسعى إلى "نظام مستقبلي أكثر استيعابا للأنظمة السياسية الاستبدادية"، و"أكثر ملاءمة لمصالح [الصين] السياسية والأيديولوجية والاقتصادية".
اقرأ أيضا: بايدن: سنتدخل عسكريا لحماية تايوان من أي هجوم صيني
وانتهى التحليل إلى أنه "في عالم الأفكار والأنظمة والحوكمة، يتمنى البشر أن يفوز أفضل فريق"، مضيفا أنه ينبغي أن يشعر "العالم الليبرالي الديمقراطي الرأسمالي" بالثقة، حيث إن أكبر خطرين على الولايات المتحدة هما أن تفقد أمريكا ثقتها، أو أن أيا من الجانبين سيفترض أن "الفوز" يتطلب بالضرورة هزيمة الآخر.