هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف موقع "بوليتكو" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ قراره النهائي بعدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية، مؤكدا أن الرئيس أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت بقراره.
ونقل الموقع عن مسؤول غربي كبير قوله إن استمرار وضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب سيعقد الجهود الدولية لإحياء اتفاقية النووي عام 2015.
وقال شخص آخر إن بايدن كشف عن قراره أثناء مكالمة مع بينيت في 24 نيسان/ إبريل الماضي، مؤكدا أن هذا القرار نهائي وأن نافذة التنازلات لإيران قد أغلقت.
بدوره، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغه الشهر الماضي بأن الحرس الثوري الإيراني سيظل على القائمة السوداء الأمريكية للإرهاب.
وأكد بينيت محتويات مكالمته مع بايدن على "تويتر" قائلا: "أرحب بقرار الإدارة الأمريكية عدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو المكان الذي ينتمي إليه".
— Naftali Bennett בנט (@naftalibennett) May 24, 2022
ووضعت الولايات المتحدة الحرس على القائمة في عام 2019 كجزء من استراتيجية "أقصى ضغط" التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على أمل دفع طهران للتفاوض معها على اتفاقية جديدة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي من أكبر المعارضين لشطب الفرع العسكري في الحكومة الإيرانية عن القائمة واستمرارية اتفاقية النووي التي وقعتها إيران مع الولايات المتحدة وعدد من القوى الدولية.
وقضت واشنطن عاما كاملا في محاولات لإحياء الاتفاقية وبمحادثات غير مباشرة مع الإيرانيين. وفي الوقت الذي تحقق فيه تقدم ملموس، فقد أصبح تصنيف الحرس الثوري العقبة الرئيسية أمام إحياء الاتفاقية.
ويريد المسؤولون الإيرانيون شطب الحرس من قائمة منظمات الإرهاب قبل الموافقة على العودة وتطبيق بنود الاتفاقية المتعلقة بالحد من النشاطات النووية.
ورفض الأمريكيون الطلب إلا في حالة تعهدت إيران بالتزامات أمنية خارج اتفاقية النووي. ويناقش المسؤولون الأمريكيون أن الحرس الثوري لم يكن أبدا جزءا من الصفقة النووية ويمكن إحياؤها بدون شطبه من قائمة الإرهاب.
ولكن الداعمين للاتفاقية يرون أن العقوبات على الحرس الثوري إلى جانب عدد آخر كانت جزءا من حملة شنتها الإدارة السابقة لتعقيد عملية العودة إلى الاتفاقية من الناحية القانونية والسياسية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: "لا نعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة"، ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق، وسيقدم روبرت مالي، مبعوث بايدن لإيران شهادة أمام الكونغرس، الأربعاء حيث سيتحدث عن وضع المفاوضات.
وصدرت في الأسابيع الماضية إشارات عن مسؤولي إدارة بايدن أن شطب الحرس من القائمة السوداء لم يعد محتملا، في ظل تحذير المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين من خطوة كهذه. وأقرت غالبية مطلقة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين قرارا هذا الشهر يعارض شطب الحرس الثوري. وأعلنوا أن أي اتفاقية نووية مع إيران يجب أن تشمل نشاطاتها الإرهابية.
ولكن الأخبار عن حديث بايدن مع بينيت وأنه قرر عدم شطب الحرس الثوري يجعل من عملية التراجع عنه أمرا صعبا. وقال مسؤول أمريكي على معرفة بالموضوع: "كان موقف الولايات المتحدة قائما على أنه بدون موافقة إيران على اتخاذ خطوات محدودة لتخفيف المخاوف الأمنية وأبعد من اتفاقية العمل المشتركة الشاملة، فلن تشطب واشنطن الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب وهو أمر لا علاقة له باتفاقية النووي".
وقال المسؤول إن الموقف الأمريكي لن يتغير وبخاصة مع استمرار التهديدات من الحرس الثوري ضد الأمريكيين. وأضاف نفس المسؤول أن "رفض إيران اتخاذ خطوات امنية مع المخاوف السياسية العالية في الكونغرس وخارجه في ما يتعلق بالتصنيف الإرهابي، يعني أنه من غير المحتمل أن تلغي إدارة بايدن في هذا الوقت التصنيف وفي سياق المحادثات حول اتفاقية العمل المشتركة الشاملة".
ويرى داعمون لإحياء اتفاقية النووي أن وضع الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية لن يحدث فرقا من الناحية المادية، ذلك أنه عرضة للكثير من العقوبات. ويقولون إن شطبه مفيد لإحياء اتفاقية النووي. ويرى المعارضون أن الحرس الثوري خطير على معظم الشرق الأوسط وتهديد لإسرائيل والولايات المتحدة.
وقُتل يوم الأحد عقيد كبير في الحرس الثوري، وتعهدت إيران بالانتقام، واتهمت إسرائيل بسلسلة من الإغتيالات إلا أن طهران لم تحملها مسؤولية هذا الهجوم الأخير.
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: الخيار الغامض.. "لا اتفاق ولا أزمة" مع إيران
ويقول المعارضون إن اتفاقية النووي ضعيفة جدا ولا يمكن إحياؤها وإن عددا من بنودها ستنتهي صلاحيتها. وتغطي الاتفاقية عددا من الموضوعات مثل كميات تخصيب اليورانيوم والتفتيش الدولي للمنشآت النووية.
وقرر ترامب الانسحاب من الاتفاقية في 2018 وبدأ مباشرة بفرض عقوبات نووية وغير نووية بهدف إضعاف النظام الإيراني. وبدأت إيران باتخاذ خطوات للتحلل من بعض بنود الاتفاقية.
ورغم معاناة اقتصادها من العقوبات، فإن برنامجها تقدم بثبات، وهناك تقديرات تقول إن طهران لو أرادت الحصول على القنبلة النووية فإنها تستطيع تجميع المواد الكافية في مدى أسابيع.